الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هكذا خططت خلية تابعة لحماس لاغتيال نتنياهو وبعض مقربيه

نشر بتاريخ: 21/02/2016 ( آخر تحديث: 23/02/2016 الساعة: 15:45 )
هكذا خططت خلية تابعة لحماس لاغتيال نتنياهو وبعض مقربيه

بيت لحم- معا- كشف موقع "واللاه" الاخباري الناطق بالعبرية والمقرب من اوساط حكومة نتنياهو اليوم "الاحد" ما اسماه بمحاضر التحقيق التي اظهرت كيفية تخطيط خلية تابعة لحركة حماس لعملية اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وبعض مقربيه اثناء تواجده في مركز "ارنه يروشاليم" الثقافي او في الكنيس الكبير في القدس .

وقدمت النيابة الاسرائيلية قبل شهر لائحة اتهام وصفها الموقع الالكتروني بالخطيرة ضد اثنين من "المتورطين" في مخطط الاغتيال من سكان القدس المحتلة بالتوازي مع تقديم النيابة العسكرية التابعة لقوات الاحتلال لائحة اتهام ضد من تتهمه بقيادة الخلية "احمد عزام" 25 عاما من سكان قرية "ياسيف" شمال الضفة الغربية واقام خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة ابو ديس .

ووفقا لنيابة الاحتلال كان احمد عزام حين اعتقاله في المراحل الاخيرة من عملية اقامة بنية تحتية تابعة لحركة حماس وبعد ان تلقى الاموال والتعليمات من قيادات تابعة للحركة في قطاع غزة اشترى مواد كيماوية واستأجر شقة في القدس الشرقية المحتلة اقام فيها مختبرا لإنتاج وإعداد العبوات الناسفة وجند الشخص الذي اناط به مهمة ادخال المواد المتفجرة او احد "المخربين" الى داخل حدود القدس بهدف تنفيذ العمليات وهو حازم صندوقة " المعروف باللقب بـ " الميكانيكي " بسبب معرفته بالسيارات وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما وحدد رئيس الوزراء نتنياهو هدفا لعمليات الخلية - حسب ادعاء الموقع الالكتروني الذي استند لبروتوكولات التحقيق ولائحة الاتهام حسب قوله .

يدرس صندوقة وهو من سكان مدينة القدس اللغة العربية في جامعة ابو ديس وتم تجنيده نهاية نوفمبر الماضي من قبل "عزام" الذي كان يبحث عن احد سكان القدس لتجنيده للمساعدة في اعداد وتنفيذ العمليات .

تم تجنيد "صندوقة " في البداية لشراء المواد الكيماوية الخاصة بإنتاج المواد المتفجرة وإعداد الاحزمة الناسفة لاستخدام "الانتحاريين " اضافة لنقل الاحزمة و " الانتحاريين " الى داخل مدينة القدس حيث تم استئجار شقة سرية لإيوائهم- قال الموقع .

" ابلغني عزام في نوفمبر ان حماس ستدفع لي المال وان وظيفتي ستكون نقل المواد الكيماوية من اسرائيل الى الضفة فصليت صلاة الاستخارة وهي صلاة تساعد المترددين في الاختيار بين الامور واتفقنا ان نلتقي ونتحدث بعد يومين من ذلك وفعلا قابلته بعد يومين وقلت لعزام انني موافق للعمل معه فقال لي انه يحتاجني في نقل المواد الكيماوية من اسرائيل الى الضفة لأنه سيستخدم هذه المواد في انتاج شيئ ما وانا بدوري فهمت انه يريد انتاج مواد متفجرة " قال صندوقة في افادته .

"وبدأت بشراء المواد المطلوبة من المشاتل الزراعية والصيدليات في منطقة القدس المحتلة وقرية ابو غوش في القدس الغربية مستغلا امتلاكي سيارة تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية تساعدني على المرور عبر الحواجز بسهولة واشتريت كمية كبيرة من البوتاسيوم وماء الاوكسجين و السماد الكيماوي وطلب مني عزام شراء سيارة اكبر يبدو انه اراد ان يهرب فيها العبوات الناسفة والانتحاريين ونقلهم الى القدس وطلب مني كذلك ايجاد شقة يمكن للانتحاريين ان يمكثوا فيها ووافقت على ذلك فطلب مني مساعدته في ايجاد طريقة لإدخال الانتحاريين الى القدس لكنني قلت له ان هذا الامر صعب ومعقد فطلب مني العثور على اشخاص يمكن تجنيدهم لتنفيذ العمليات ".

المحقق : هل حددت اين ستنفذ العمليات؟

صندوقة : بعد ان تحدثت مع عزام عن امكانية تنفيذ عملية خطف او عملية انتحارية او تفجير عبوات ناسفة بدأت في التفكير في الاماكن المناسبة لتنفيذ هذه العمليات ولأنني عملت في شركة حراسة فكرت ان الاماكن المناسبة هي "كانيون المالحة" قاعة "ارنه" لكرة السلة في القدس او الكنيس الكبير في القدس لان اشخاص كثيرون يصلون الى هذه الاماكن بينهم رئيس الوزراء نتنياهو .

المحقق : ماهي وظيفتك في الحراسة ؟

صندوقة : تفتيش المارة والحفاظ على الامن وقد عملت في قاعة " ارنه" وفي الكنيس الكبير في الشيخ جراح وبعد ان اشتريت المواد الكيماوية من ابو غوش سافرت الى يافا للتأكد من عدم ملاحقتي ومراقبتي اضافة لدراسة المنطقة فيما اذا كان هناك مكان مناسب لتنفيذ عملية وشاهدت في منطقة ميناء يافا والساحل الكثير من المطاعم وكان المكان يعج بالناس وهو مناسب لتنفيذ عملية .

اخذ التحقيق دفعة قوية وجوهرية بعد ان ذكر صندوقة احتمالية اغتيال نتنياهو لكنه شدد خلال التحقيق ان الامر كان فقط في طور التخطيط لكن في الواقع نجحت الخلية في تنظيم نفسها فقد اشترى صندوقة كميات كبيرة من المواد الكيماوية فيما نجح رئيس الخلية في تجنيد احد سكان المنطقة الجنوبية الذي اعرب عن تاييده للدولة الاسلامية "داعش" ووافق على التعاون مع الخلية موضوع التحقيق حسب تعبير موقع " واللاه" الالكتروني قبل ان يعود الى محضر التحقيق .

المحقق : حدثني عن عملك في شركة الحراسة ؟

صندوقة : عملت فيها لعدة اشهر وتركت العمل قبل شهر ونصف وعملت فيها بوظيفة حارس ومسؤول حراس في هذه الاماكن وعملت ايضا في قاعة " ارنه" وعملت في بناء المنصة الموجودة في القاعة وفكرت بيني وبين نفسي ان هذه المنصة مناسبة لزرع عبوة ناسفة وتفجيرها حين يكون نتنياهو وعدد من مقربيه فوقها لكنني لم انفذ ذلك لأنني لا اعرف كيف انتج المواد المتفجرة والعبوات الناسفة .

المحقق : هل فكرت يوما في الموت كشهيد ؟

صندوقة : لا . لم يكن لدي تفكير كهذا، لكنني اعرف ان الموت كشهيد هو اقدس انواع الموت .

شكل الحديث والتحقيق وتعقب الخلية جوهر عمل محققي الشاباك " امنون ، اندي، نري، سولي " وفعليا يبدو ان جميع كبار قسم التحقيقات في الشاباك كانوا على علاقة بذلك التحقيق .

ونظرة متفحصة لبروتوكولات التحقيق تبين ان الشاباك كان يخشى ان الحديث يتعلق بخلية تابعة لتنظيم "داعش" لذلك حققوا تقريبا مع جميع الاشخاص الذين على علاقة بهذا التنظيم وفي النهاية ركزوا نشاطهم على "احمد عزام" الذي كان قبل عامين معتقلا في سجن "رامون" وقال خلال التحقيق معه " اثناء وجودي في السجن قررت ان اتوجه لحركة حماس في غزة بهدف تنفيذ عمليات ولتلقي المساعدات التي تمكنني من ذلك ".

بدأ "عزام" يرتبط مع رجال حماس داخل السجن لكن هؤلاء شكوا به "طلب مني الاسرى ان اتوقف عن الحديث معهم عن العمليات العسكرية لأنهم خافوا ان يمس هذا الامر بفرص اطلاق سراحهم ضمن صفقات تبادل اسرى مستقبلية" قال عزام لمحقيقيه.


واضاف " ارسلوا كبير قادة حماس في السجون احمد سعدة المتهم بنقل الانتحاري الذي فجر الحافلة رقم 12 في القدس عام 2002 وقتل فيها 12 اسرائيليا وحكم على "سعدة " بالسجن الفعلي المؤبد 12 مرة كي يتحدث مع عزام وفعلا اسمعه ما اراد وقال له بانه سيبلغه كيث يتصل مع حماس غزة قبل اطلاق سراحه بقليل لكن سعدة لم يقم بذلك في النهاية ورغم كل ذلك نجح عزام بالاتصال مع حماس غزة .

شرع "عزام" في شهر "اب" الماضي بمراسلة شخص من غزة يدعى "ابو عمر" وذلك عبر تطبيق تلغرام وحساب على "جيميل" .

وبدأ " ابو عمر " بتوجيه "عزام" كيف ينتج المواد المتفجرة وقال عزام للمحققين " قال لي انه مسؤول عني في حماس غزة وانه سيهتم بكافة احتياجاتي وسيدفع لي رسوم التعليم الجامعي ايضا وقال لي في احدى المحادثات انه سيعرفني على شخص يدعى "ابو محمد" الذي سيعلمني كيف انتج المواد المتفجرة واصنع الاحزمة الناسفة فوافقت على ذلك فطلب مني ان استأجر شقة لتحويلها لمختبر لصناعة المتفجرات وأرسل لي نقودا لهذه الغاية واشتريت هاتفا خلويا وأعطاني ابو عمر رقم هاتف وطلب مني الاتصال عليه وتعريف نفسي، وقال لي ان الشاب صاحب الرقم سيطلب مني الحضور الى دوار المنارة في رام الله حيث سيسلمني النقود ".

المحقق : هل طلب منك ابو عمر انتاج مواد متفجرة ؟

عزام : حدثني قبل شهرين ونصف من خلال "التطبيق " وطلب مني انتاج مادة متفجرة باسم "الردة " وقال ابو عمر لي ان هذه المادة قوية جدا ولم يجر استخدامها في الضفة الغربية حتى الان وارسل لي فيلم فيديو يظهر كيف ننتج هذه المادة لانني لم اجد مادة " الفورمالين" وبعد عدة اشهر اشتريت بناء على طلبه هاتفا خلويا وشريحة جديدة واستأجرت سيارة واتصلت بالرقم الذي سبق وأعطاني اياه وعرفت نفسي بكلمة السر " ابو فلان " وقابلت شخصا في رام الله لا اذكر اسمه وتجولنا في المنطقة وبحثنا عن المواد المطلوبة والضرورية لانتاج المتفجرات لكننا لم ننجح بالحصول عليها وحين عدت الى بيتي حطمت الهاتف .

وفي مرحلة معينة طلب منه "رجل غزة" توسيع الخلية وضم اشخاص من القدس يحملون هوية اسرائيلية للمساعدة في نقل المواد وهنا توجه عزام الى صندوقة بعد ان اخذ انطباعا عنه بانه شخص متدين وذلك استنادا لمظهره الخارجي .

"لقد اطلقت عليه لقب الميكانيكي حين سمعته يتحدث مع احد اقربائه ويقول له بانه ميكانيكي وجلست معه في احد المطاعم وعرضت عليه التجنيد والانضمام الي في تنفيذ عمليات عسكرية لصالح حماس وقلت له بأنني سأهتم بكل احتياجاته فذهب ليصلي الاستخارة وعاد الي بعد يومين وقال لي انه موافق فقلت له انني على اتصال مع رجال عز الدين القسام في غزة وحدثته عن الخطط والمخططات الخاصة بإنتاج المواد المتفجرة والعبوات الناسفة واوضحت له ان مهمته ستكون شراء المواد الكيماوية من اسرائيل حتى نتمكن من انتاج المتفجرات كما ستكون مهمته ادخال الانتحاري او العبوة الناسفة الى اسرائيل.

وشرع "صندوقة " بشراء المواد بمختلف انواعها وبكميات كبيرة بهدف انتاج سائل "النتروجليسرين" ومن ثم اعداد العبوات الناسفة .

ووفقا لمحاضر التحقيق خططت حماس الى تسليم عزام مبلغ 5000 شيكل مقابل كل كلغم من المواد المتفجرة ينجح بانتاجه .

وفي هذه المرحلة طلب "ابو عمر" ان يتحدث مباشرة مع "الميكانيكي" عبر "التطبيق" لكن اعتقال الاثنين منع اجراء المحادثة لكن عزام نجح قبل اعتقاله بتجنيد شخص اخر وكان هذه المرة "اسرائيلي " يحمل هوية زرقاء" من المنطقة الجنوبية .

"كنت في نهاية نوفمبر داخل مسجد الجامعة وشاهدت شابا متدينا فقررت تجنيده للخلية واخبرني انه يدرس الطب وانه يسكن في الجنوب قرب بئر السبع واخبرني انه يؤيد داعش والخلافة الاسلامية وان عمه سافر الى سوريا للقتال فحاولت اقناعه ان افكار داعش ليست صحيحة فيما حاول هو اقناعي بعكس ذلك " قال عزام للمحققين .

وتحدث عزام بشكل مباشر مع البدوي "ابو القيعان " حسب تعبير الموقع الالكتروني وقال للمحققين "سألته فيما اذا كان مستعدا لتنفيذ عملية انتحارية فسألني فيما اذا كنت جادا في حديثي قلت له نعم فوافق فورا، فقلت له انني قد اعطيه في المستقبل حزام ناسف او سيارة مفخخة لتنفيذ عملية انتحارية في اسرائيل فقال لي انه مستعد لتنفيذ العملية في كل وقت وطلب مني ان اتبنى العملية وان لا يقولوا انه كان من حماس.

وسارع "عزام" المنفعل مما سمعه من ابو القيعان الى الاتصال مع غزة واخبره بتجنيد العنصر الجديد لكنهم في غزة كانوا اقل حماسة وقال ابو عمر لرئيس الخلية عزام "لا اريد اشراك داعش في عملياتنا ".

المحقق: هل انت على علم بما سيحدث حين استخدام العبوات الناسفة ؟

عزام : سيقع عدد كبير من القتلى

المحقق : هل لديك ما تضيفه ؟

عزام : لم اعرف ان الامور ستصل الى هذا المستوى لذلك اعبر عن ندمي على ما حدث لكنني لم افكر خلال نشاطي بما قد يحدث ".

بهذه العبارات اختتم موقع " واللاه" الالكتروني ما اسماه بملخص اعترافات خلية حماس مستندا الى محاضر التحقيق التي سمح بنشر بعض تفاصيلها ولوائح الاتهام التي جرى تقديمها للمحاكم.