نشر بتاريخ: 23/02/2016 ( آخر تحديث: 23/02/2016 الساعة: 14:24 )
رام الله- معا- أكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور إبراهيم الشاعر على أن استمرار وكالة الغوث (الاونروا) بتقديم كامل خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين هو تعبير عن التزام المجتمع الدولي وهيئاته بمسؤولياته تجاه قضية اللاجئين.
وحذّر الشاعر خلال استقباله فيليبه سانيسيز مدير عمليات وكالة الغوث في الضفة الغربية والوفد المرافق الذي ضم لبنى مضية رئيس برنامج الإغاثة والشؤون وكاظم خلف مستشار مدير العمليات للشؤون السياسية والمحلية في الوكالة في مكتبه، من أن أية تقليصات بذرائع العجز المالي في خدمات الوكالة يهدد بانتقاص من مسؤوليات المجتمع الدولي ويثير المخاوف لدى الفلسطينيين من أن هذه التقليصات هي مقدمة لشطب قضية اللاجئين وتصفية حقوقهم الوطنية، مؤكداً ان قضية اللاجئين هي قضية سياسية من الدرجة الأولى وليست مجرد قضية إنسانية وخدماتية، وان ثمة إجماع فلسطيني على اعتبارها من ثوابت القضية الوطنية ولا يمكن حلها إلا عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار الاممي رقم 194.
وأشار الشاعر إلى أن حجم العجز المالي الذي يجري التذرع به دائماً هو مبلغ زهيد جداً إذا قورن بحجم المبالغ التي تنفقها الدول الكبرى على قضايا ثانوية لا تخدم السلم العالمي، بل تؤجج الصراعات الاقليمية في منطقتنا، وبالتالي فان الحرص على الأمن والاستقرار الدوليين يتطلب معالجة سريعة وحاسمة لأزمة العجز في موازنة الوكالة من قبل الدول الحريصة على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك بحث الشاعر مع سانيسيز في مجالات التعاون المشترك بين الوزارة ووكالة الغوث، حيث عرض ابرز البرامج والمشاريع التي تقوم الوزارة بتنفيذها، والأشواط التي قطعتها الوزارة في قطاع الحماية الاجتماعية، كما في مجالات التطوير لادوات عملها وسبل إيصال خدماتها والخبرات التي راكمها كادرها وموظفوها وخاصة وصولها إلى أعلى درجات الشفافية والعدالة في توزيع الخدمات على مستحقيها.
كما عرض الوزير ابرز الصعوبات التي تعترض عمل الوزارة نتيجة إجراءات الاحتلال وسياساته التدميرية، والتي تخلق كل يوم مزيداً من الفقراء وأفواج العاطلين عن العمل، وهو ما يضع الوزارة والحكومة أمام تحديات هائلة، كما نوّه الوزير إلى تجربة الوزارة المُتميّزة في مشروع تمكين الأسر، معرباً عن أمله الاستفادة المتبادلة بين الحكومة والوكالة وتبادل الخبرات لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وأشاد الشاعر بالخدمات التي تقدمها الوكالة للشرائح الفقيرة في المجتمع الفلسطيني وتحديداً اللاجئين منهم، مشيراً إلى أهمية تكامل الدور الذي تؤديه الوكالة مع باقي برامج وخدمات وزارة الشؤون الاجتماعية الهادفة لتعزيز صمود المجتمع الفلسطيني وتخفيف معاناة الفئات الضعيفة والمهمشة.
واستعرض الشاعر ما تقوم به الوزارة في إطار إصلاحي للمساعدات الاجتماعية باعادة تقييم برامجها وتوجهاتها السياساتية لاغراض تحسينها، وتطوير قاعدة بيانات وطنية للفقر لاستكمال إنشاء السجل الوطني للفقر، واستكمال المبادرات التي تقوم بها الوزارة بتشكيل شبكات الحماية الاجتماعية المحليّة، ومنتديات المنتفعين، والتحديث الدوري لبيانات المستفيدين، وسعيها المتواصل لتطوير الهيكل التنظيمي للعاملين الاجتماعيين ورفع قدراتهم للوصول إلى الممارسات الفضلى في العمل الاجتماعي.
وقال الشاعر إن هذه الجهود تأتي تجسيداً للشراكة والتكامل وتوحيد منهجيات الاستهداف والمساعدة المقدمة للفئات المستهدفة بين الوزارة والوكالة، مؤكداً على أهمية تبادل المعلومات والبيانات من أجل إنهاء التعارض والازدواجية في الخدمات المقدمة، مما سيفتح مجال أكبر لخدمة شرائح أوسع من أبناء شعبنا الفلسطيني.
من جانبه أشار مدير العمليات لوكالة الغوث في الضفة الغربية فيليبه سانيسيز أن الخدمات الاجتماعية الهدف الأساسي منها تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ولهذا من أولويات الوكالة تقديم خدمات إغاثية واجتماعية للأسر الفقيرة والاشد عوزاً بما يحقق المساواة والعدالة ومن خلال العمل المشترك مع المؤسسات الرسميّة وغير الرسميّة.
وأشاد سانيسيز بالأداء المُميّز الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال ما تقدمه من برامج وخدمات، وأكد على الحاجة إلى توثيق التعاون مع الوزارة وتبادل البيانات بينهما بهدف التوزيع الأفضل في الخدمة المقدمة، خاصةً في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا، وكذلك تطوير قدرات الموظفيين من الجانبين في مجال خدمة الفئات الاجتماعية.