نشر بتاريخ: 30/10/2007 ( آخر تحديث: 30/10/2007 الساعة: 18:13 )
بيت لحم - معا - وزيرة خارجية الولايات المتحدة ، الست كونداليزا ، التي تسعى لتحقيق اختراق غير مسبوق ، على جبهة الصراع العربي الإسرائيلي ، فتحت قنوات المشورة مع جهابذة السياسة الأمريكية ، وعرابي مكوكيات الشرق الأوسط ، ممن نجحوا ، أو أخفقوا في تحقيق شيء لهذا الشرق الذي يتوسط العالم !
ورغم تحفظات الرئيس الأمريكي "الديمقراطي" جيمي كارتر على أداء الإدارة الأمريكية ، عراقيا وفلسطينيا ، التقت كونداليزا بالمخضرم جيمي ، وبالوسيم "الديمقراطي" أيضا بيل كلينتون ، ووصلت لقاءاتها التشاورية إلى وزراء الخارجية السابقين كيسنجر وبيكر وأولبرايت ، ومبعوث الشرق الأوسط السابق روس ، وغيرهم من العارفين بخفايا هموم هذا الشرق ، الذي حير العالم ، وقصدها - رايس- من كل ذلك التعرف على أسباب إخفاقهم في حل مشكلة المشاكل "القضية الفلسطينية " لعلها - الست كونداليزا - تصل إلى قناعة لا بدّ منها ، ملخصها أن لا حل للصراع في الشرق الأوسط إذا تم القفز عن ثوابت الشعب الفلسطيني ، التي لا خلاف عليها بين الفلسطينيين .
ولأننا معشر الرياضيين نؤمن بتقليب تجارب الآخرين ، أجزم أن معالي وزيرة الشباب والرياضة ، السيدة تهاني أبو دقة تستطيع الإفادة من التجربة الكونداليزية في هذا المجال ، بفتح قنوات المشورة مع الجميع ، وخاصة من أصحاب الدراية ، الذين حلبوا أشطر الدهر الرياضي !
ولست هنا بصدد التنظير في أمر المشورة - التي تسند خوافيها القوادم - وتحديد الجهات والشخصيات ، التي لا بد من استمزاج آرائها بين الفينة والأخرى ، ولكن السابقين علمونا ضرورة الاستعانة برأي كل لبيب ، وبنصيحة كل حازم ، عندما يبلغ الأمر المشورة ، والأمر يقتضي لقاءات تشاورية مع خبراء الرياضة الفلسطينية ، من الرجال الذين سبق لهم تقلد المناصب الرياضية ، ومن جماعة التكنوقراط الرياضي ، ممن تدرجوا في جامعات الوطن والمهجر ، في مختلف الشؤون التي لها علاقة بالترقية الرياضية .
ويجب أن تشمل عملية شبر الآراء الفاعلة العارفين في أمور الإدارة الرياضية ، وشؤون التحكيم والتدريب والتكوين ، والإعلام الرياضي ، والطب الرياضي ، والقضاء الرياضي ، وهندسة المنشآت الرياضية ، وامن الملاعب ... وغيرها من القطاعات ، التي تشكل عناصر لا بدّ من تكامل العمل بينها عند الأمم ، التي تسعى لحرق المراحل ، في مجال التنمية الرياضية .
وحسنا فعلت معالي وزيرة الشباب والرياضة بزيارتها المبرمجة لمحافظات الوطن ، للتعرف عن قرب على أوجاع الحركة الرياضية ، ولكن لقاءات معالي الوزيرة هذه قد تصبح خطوات في المجهول ، إذا بقيت في إطار البرتكول الذي تغلفه المجاملات ، وتزينه المهرجانات والخطب ، التي تنتسب للغة الخشب ...ثم يذهب كل واحد في سبيله ، ويكفى الله المؤمنين شر متابعة الأقوال بالأفعاال !.
قبل 25 سنة تعرفت على وزير الشباب والرياضي الجزائري السابق، جمال حوحو ، على هامش لقاء الجزائر نيجيريا في تصفيات المونديال الاسباني ، ويومها لاحظت تحركات حثيثة للوزير الشاب ، وأحاديث لم تتوقف بينه وبين المدربين واللاعبين والإعلاميين ، وكأنه هو المدير الفني للمنتخب ، فعلمت انه يريد قيادة الحركة الرياضية من الميدان !
وبعد أشهر التقيت جمال حوحو في حديث رياضي ، ويومها سألته عن رياضيين يرى أنهم يستحقون الأوسمة الرياضية ، فقال لي : الأول هو المدرب الروسي لمنتخب الجزائر روغوف ، لأن روغوف هذا شاهد معالي الوزير حوحو يتحادث مع اللاعبين قبل المباراة المصيرية ، وطلب منه الابتعاد عن اللاعبين ، والثاني - قال حوحو- محمد عزيز درواز ، أمين عام الاتحاد الجزائري لكرة اليد ، الذي عرف حوحو من زيارة مراقبة إدارية أنه أقرض الاتحاد من حرّ ماله ، فقال حوحو : هذا أول جزائري لا يفهم الدولة على أنها بقرة حلوب ، فولاه العارضة الفنية لمنتخب كرة اليد ، الذي فاز ست مرات متتالية ببطولة أمم أفريقيا ، قبل أن يصبح خبيرا في الاتحاد الدولي للعبة ، ويتسلق المناصب التي أوصلته لرئاسة الأولمبية ، وحمل حقيبة الوزارة الرياضية !
أورد القصة للدلالة على الآفاق الرحبة ، التي يتيحها التحرك الوزاري بعيدا عن المكاتب ، ولا فرق بين أن تكون تلك التحركات مبرمجة ، أو مفاجئة تباغت العاملين في مواقعهم ، رغم تفضيل البعض للنوع الثاني من الزيارات ، التي تشبه زيارة مشرفي التربية للمعلمين في مواقعهم ، بشكل يجعلهم يقفون على الحقائق كما هي ، لا كما جملها المعنيون !!
ولست هنا بصدد التهليل ، وكيل التحيات المباركات لمعالي الوزيرة ، بعد زيارتها الميمونة لخليل الرحمن ، لأن الزيارة جزء من صميم عملها ، ونتائج تلك الزيارة - إن تحققت - ستحسب في ميزان حسناتها ، وتضاف إلى رصيدها ، ولكن الأمر لا يمنع صاحبة الجلالة الرياضية ، من وضع بعض النقاط على الحروف ، على مائدة معالي الوزيرة !
ومن ذلك أنني تشرفت بإجراء لقاء مع معالي الوزيرة لإذاعة الجزائر الدولية قبل أيام ، وقد لمحت في كلامها عزيمة فلسطينية ، مشتقة من معاناة هذا الشعب ، وفكرا رياضيا جادا ، يحتاج إلى مساعدة الخيرين ليرى النور... ومقدمة هذا الفكر أن البيت الرياضي الفلسطيني يحتاج إلى ترتيب ، فهل سيشمل الترتيب إعادة انتشار للقائمين على العمل الرياضي من موظفي الوزارة ، وخاصة من فشلوا في تحقيق التنمية الرياضية في محافظاتهم ، وأولئك الذين نسوا مهمتهم النبيلة في مكاتب الوزارة ، وأصبح همهم تسيير الانتخابات في الاتحادات الرياضية ، والتأثير على نتائجها ؟
ثم هل وصلت معالي الوزيرة إلى قناعة يقينية بأن محافظة الخليل هي المحافظة الأكبر ، وأنها هي المحافظة الأكثر حرمانا في المنشآت الرياضية ؟ وهل علمت معالي الوزيرة أن وزارة الشباب والرياضة ، وذراعها في المحافظة المديرية ، تتحمل جزءا من المسؤولية في هذا المجال ، وأن الأمر يحتاج إلى تدخل لتصويب الأوضاع ؟
ثم لماذا لم يبرمج منظمو زيارة لمعالي الوزيرة مؤتمرا صحفيا يحضره جميع إعلاميي المحافظة- المرضيين وغير المرضيين- لعل هؤلاء الإعلاميين يشاركون في توضيح شيء من هموم كبرى المحافظات .. ولا نعتقد هنا أن الإعلاميين سيخرجون عن النص ، كما قد يخيل للمقصرين ، تماما كما أننا لا نرى أن قادة حركتنا الرياضية قد ارتكبوا جرائم تجعلهم يخشون السلطة الرياضية الرابعة ؟
أما السؤال الأكثر إلحاحا ، الذي يردده البسطاء الخلايلة فهو : ما هي الضمانات على أن المنشآت الرياضية في الخليل ستكون لها الأولوية هذه المرة ، بعد سلسلة الوعود السابقة ، التي كانت تذهب أدراج الرياح ، منذ وعد العمدة السابق يوم زيارة الوحدات الأولى ، ببناء مدينة رياضية عصرية ؟
وقبل ذلك هل توافقت آراء العمدة التكنوقراطي خالد العسيلي ، مع أفكار الوزيرة الديناميكية ، في كون الملفات الرياضية في الخليل ، يجب أن تتقدم كل الملفات الأخرى ؟
أسئلة بريئة تطرح في مقاهي الخليل ، على هامش زيارة الوزيرة الدمثة تهاني أبو دقة للمحافظة الأكبر ، وسأكون أول مباركي إطلاق اسم الوزيرة على أول ستاد رياضي يتم بناؤه في الخليل في عهدها ، وسأبارك أيضا أطلاق اسم أبي زهير على المسبح الأولمبي ، إذا أصبح للخليل مسبحا اولمبيا ، أو شبه أولمبي في عهد العسيلي .
والحديث ذو شجون
[email protected]