الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحجامة طب تقليدي لمعالجة الالام المستعصية بغزة

نشر بتاريخ: 26/02/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الحجامة طب تقليدي لمعالجة الالام المستعصية بغزة

غزة-معا-" كنت شايلة حمل على راسي عشر سنين واليوم نزلته" هكذا تصف المسنة أم محمد الراحة الجسدية التي شعرت بها بعد أن خضعت للعلاج بالحجامة...فعلى مدار عشر سنوات ظلت تعاني من صداع مزمن وفشلت كل المسكنات في علاجها.


تقول ام محمد انها لجأت للعلاج بالحجامة بعد أن استنفذت كافة طرق العلاج الحديثة للقضاء على ألام الصداع المزمن لديها، مبنية أنها لم تعد تتحمل الإدمان على مسكنات الألم ولم يعد جسدها قادرا على التعاطي معها.


عام كامل مرة على المرأة ابنة الخمسين عاما دون ان يعاودها الم الصداع الذي كان يؤرقها لتكون نموذجا لحالات كثيرة نجحت الحجامة في علاجها بعد ان فشل الطب في التعامل معها.


طب قديم حديث:
العلاج بالحجامة علاج انتشر في قطاع غزة كواحد من الطب التكميلي الى جانب العلاج العربي والعلاج بالأعشاب لعلاج بعض الأمراض التي وصفها العاملون بهذه المهنة بأنها مستعصية على الطب الحديث فهذه الطريقة كانت واحدة من العلاجات التي خضع لها العرب وغيرهم من الشعوب والقبائل عندما كانوا يجهلون تشخيص المرض.


الشيخ عبد الرحمن أبو رحمة واحد من الذي يعملون في العلاج بالحجامة في قطاع غزة حيث امتهن هذه المهنة في العام 2010 واستطاع أن يخفف آلام العشرات من المواطنين يقول أن الحجامة طريقة علاجية يتم من خلالها اخراج الدم الفاسد من طبقات الجلد أو تحجيم كميات الدم وإعادتها إلى حجمها الطبيعي من خلال اخذ كرات الدم التي تفرز بزيادة حتى يعود الجسم إلى طبيعته.


وأشار أبو رحمة الى أن الحجامة تعالج 80% من أمراض الجسم بدءا من الصداع والشقيقة والماء البيضاء في العين والجيوب الأنفية والعصب السابع والخامس والفقرات والغضاريف والقدمين وآلام الركب والقولون العصبي وكل ما يستعصى على الطب الحديث، مبينا ان افضل اوقات العلاج بالحجامة متنوعة حيث يفضل فصل الربيع في الوقت السنوي وأيام 17 و19و21 من الشهر العربي وأيام الخميس والاثنين والثلاثاء في الوقت الأسبوعي وفترة الضحى ما قبل الظهر في الوقت اليومي.


علاج يستخدمه الغرب بكثرة:
وأشار أبو رحمة إلى أن الدول الغربية من أكثر الدول التي تدعم العلاج بالحجامة من خلال تخصيص مصحات معتمدة من قبل وزارة الصحة فقط للعلاج بالحجامة حيث يتفق معه الدكتور الحارث البراوي الذي امتهن هذه المهنة منذ 17 سنة وأصر على دراستها في جامعة القاهرة في مصر ويقول البراوي أن مادة الحجامة مادة طبية تدرس في كليات الطب في الغرب.


وهي مادة أساسية لا تقل أهمية عن الإسعافات الأولية كما اضاف.


إهمال لأهمية الحجامة ودور الحجامين:
ودعا ابو رحمة وزارة الصحة في قطاع غزة إلى اعتماد مهنة الحجامة كملحق في المستشفيات من خلال عمل عيادات لها في الأمراض التي ستعصي عليهم بحيث يتم تحويلها للحجامة تحت إشراف طبي متكامل، متسائلا:"ما المشكلة إذا حدث ترابط بين الطب الحديث والقديم".


بدوره أكد البراوي أن وزارة الصحة لا تولي اهتماما كبيرا للتوعية وتثقيف المواطنين بأهمية العلاج بالحجامة كما أنها لا تمنح تراخيص لمراكز الحجامة المنتشرة في غزة داعية الى وضع تراخيص للحجامين والترغيب بهذا الطب الذي يوصف بأنه قديم حديث.


الحجامة آخر الحلول:
وقال البراوي أن العلاج بالحجامة يعتبر آخر الحلول لدى الكثير من الناس، مبينا أن الإنسان المريض بعد أن يلجأ إلى عدة أطباء ولا يستطيع حل مشكلته المرضية يلجا للعلاج بالحجامة، مبينا أن من يقبل عليه هو من لديه ميول طبية بالطب التقليدي او لديه ميول دينية ولديه فكرة عن أهمية الحجامة ويتابع:"للأسف الشديد يعتقد الناس انه طب تقليدي غير مجدي يكون الإقبال عليه عندما ييأس المريض من حل مشكلته بالطب الحديث".


تاريخ الحجامة:
يعتبر العلاج بالحجامة من أكثر الطرق العلاجية استخداماً قديماً؛ حيث استخدمت من قبل مختلف الشعوب القديمة وعلى نطاق واسع وكان الأطباء العرب ممن استخدموا هذه الطريقة العلاجية واستخدم الآشوريون الحجامة منذ 3300 ق.م. وتدل نقوش المقابر على أن الفراعنة استخدموها لعلاج بعض الأمراض منذ 2200 ق.م أما في الصين فإن الحجامة مع الإبر الصينية تعتبران أهم ركائز الطب الصيني حتى الآن، كما استخدمها الأطباء الإغريق ووصفوا طرق استخداماتها كما عرفها العرب القدماء متأثرين بالمجتمعات المحيطة بهم .

كما أشارت بعض دراسات السنة أن أول من احتجم ادم عليه السلامة حجمته الملائكة وأخذت الحجامة أهميتها في الإسلام عندما أكدها النبي في الأحاديث النبوية.


ولا يوجد معايير محددة لممارسة الحجامة في قطاع غزة حيث تنقل المهنة عن طريق التعلم المباشر من العائلة إلى أفرادها أو عن طريق الأصدقاء.

تقرير هدية الغول