الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي جنين .. سفير المحافظة للاحتراف الجزئي

نشر بتاريخ: 25/02/2016 ( آخر تحديث: 25/02/2016 الساعة: 13:52 )
نادي جنين .. سفير المحافظة للاحتراف الجزئي
نادي جنين .. سفير المحافظة للاحتراف الجزئي
- الجماهير وبعض رجال الأعمال لهم بصمة حقيقية في صنع التأهل
- ملعب جنين لا يزال ينازع ولا أحد يستجيب
- المطلوب قيادة حقيقية للمحافظة لرفع شأنها

جنين- معا - محمد العمري :رغم غيابه القسري عن مكانه الطبيعي لعامين، نجح نادي جنين أو كما يطلق عليه عشاقه "صقور الشمال"، في العودة للتواجد مجددا بين كبار الأندية الفلسطينية، ليعيد الهيبة والفرحة لمحافظة جنين.

الفريق سيكون السفير الوحيد للمحافظة في دوري الدرجة الأولى "الاحتراف الجزئي"، بعد فوزه بلقب دوري الدرجة الثانية لمنطقة الشمال، عن جدارة واستحقاق، على حساب المكافح وابن المحافظة نادي السيلة الحارثية.
مسؤوليات كبيرة ستلقى على النادي بعد التأهل، كونه الوحيد في الدوري من المحافظة التي ابتعدت كثيرا عن الأضواء في منافسات كرة القدم، بعد هبوط ممثليها من دوري الكبار إلى مصاف أندية الدرجة الثانية.

عودة النادي العريق لم تكن ضربة حظ أو صدفة، رغم أنه يلعب في دوري الدرجة الثانية للموسم الثاني على التوالي، بعد مشاركته في دوري المحترفين وهبوطه للاحتراف الجزئي وبعدها للدرجة الثانية مباشرة.
التأهل كان مستحقا رغم صعوبته في ظل التنافس الشديد مع أهلي قلقيلية، والسيلة الحارثية، والتي قاتلت حتى الأسبوع الأخير لحجز البطاقة الوحيدة المخصصة للصعود، حيث تصدر النادي الدوري بفارق نقطة عن الأهلي.

العودة للعب بين الكبار جاءت نتيجة طبيعية لجهد وتدريب كبيرين بذله جميع أبناء النادي والمدينة من لاعبين وجهاز إداري وجمهور وفيّ وعاشق من خلفهم، ورجال أعمال كان لهم بصمة واضحة في دعم ومساندة الفريق حتى الأمتار الأخيرة، رغم أنهم وللأسف لا يتجاوزا عدد أصابع اليد الواحدة.
ويعد النادي الوحيد في منطقة الشمال الذي لم يتعرض لأي هزيمة خلال مباريات الدوري، وهو حقق أعلى نسبة انتصارات بواقع 9 كما تعادل في 5، وسجل لاعبوه العدد الأكبر من الأهداف في مناطق الشمال والجنوب والوسط بواقع 40 هدفا، كما يعده دفاعه الأفضل في الشمال بعد ان دخل مرماه فقط 11 هدفا في 14 مباراة.

بالتأكيد اللعب في الاحتراف الجزئي يختلف كثيرا عن دوري الدرجة الثانية، ، لما يضمه من فرق كبيرة لها باع طويل في المنافسة، ولاعبوها يملكون خبرة كبيرة، ومطلوب من النادي والقائمين عليه الاسراع بتعزيز الفريق بلاعبين مميزين وعلى مستوى كبير لمختلف الخطوط، ليكون له شأن وقدرة على مجاراة الأندية المحترفين، والمنافسة على مراكز الصدارة، والعودة لدوري المحترفين.

كل الغيورين من أبناء المحافظة مطالبين بالعمل لدعم الفريق، وتقديم كافة التسهيلات، وتوفير ملعب بيتي خاص، من خلال إصلاح ملعب الشهيد ياسر عرفات المهمل والذي يعيش في حالة موت سريري منذ عدة سنوات، رغم الوعودات بإصلاحه وجعله صالحا لاستقبال مباريات الفريق، لكن دون جدوى.
وتشكلت العديد من اللجان للملعب لكنها لم تقدم أي جديد سوى إزالة السياج الخارجي، والكل بانتظار الجديد للملعب ولكن هذا الأمر يبدو بعيد المنال، بسبب حالة الضعف التي تعيشها المدينة، وغياب المسؤولين المؤثرين للاستعجال بتأهيل الملعب، كباقي محافظات الوطن التي تضم عددا من الملاعب القادرة على استضافة المباريات.

وضمت كتيبة صقور الشمال لاعبين مميزين كان لهم شأن كبير بهذا التأهل امثال مؤيد نصار، ومحمد السعدي" الدمدم"، وأحمد السمودي، ومصطفى كميل، ومحمد الجلاد، ومحمد زيدان، وقيس بريكي، وحسن أبو عطية، ومحمد العرقاوي، وأحمد الخطيب، والنجم المخضرم محمد أبو كشك "الألص"، والهدافين أحمد الخطيب، ومحمود زبيدات، ومعن جمال، وساري جواد الله، وغيرهم من النجوم.
وقاد دفة تدريب الفريق خلال الدوري عدد من المدربين، أبرزهم الخلوق منتصر السمودي، ومساعديه وعلى رأسهم اللاعب السابق هاني الصبحي، والمدرب أيمن العمري الذي قاد الفريق في عدد من المباريات وحقق نتائج ايجابية، إضافة لدور الهيئة الإدارية عملت بكل ثقلها ووفرت كل شيء للاعبين للظهور بصورة رائعة تعكس أحقية الفريق بالتأهل، ونجحت بذلك بكل حرفية ومهنية.

ويحسب كثيرا لبعض رجال الاعمال في المساعدة على التأهل، وعلى رأسهم رئيس النادي جلال المهدي الذي قدم كثيرا للفريق، وجلب اللاعبين المميزين من داخل أراضي الـ48، في صورة تعكس الوفاء والحب لممثل المدينة، إضافة إلى نائب رئيس النادي مهند أبو علي الذي وقف لجانب الفريق واللاعبين، واستطاع جلب المساعدات والأموال، والاداري سليمان أبو داوود، وغيرهم الكثير الأوفياء.
ويملك نادي جنين قاعدة جماهيرية كبيرة، تضم جماهيرا وفية ورائعة كانت ترافقه لكل مكان، وظهر دورها الأكبر في ملعب رؤيا وتشجيعها فريقها حتى الرمق الأخير، رغم أن هذا الملعب ليس هو الملعب البيتي، لكنه البديل في ظل ماسأة ملعب الشهيد أبو عمار المستمرة، وهي احتفلت بالفريق حتى ساعات الفجر، كما اهدى الفنان الشاب حسام أبو عبيد الفريق أغنية جديدة بعد التأهل.

إذا نادي جنين حقق المهم ولكن بانتظاره الأهم في دوري الاحتراف الجزئي، وهذا يحتاج إلى تكاتف الجهود من جميع أبناء المدينة، فهل سيتحرك الداعمون من رجال أعمال أو مؤسسات لدعمه ماليا كما هو حال معظم الأندية، أم سيبقون كالعادة غائبين رغم كثرتهم بالأسماء.
والأهم أن يسعى الفريق لتعزيز صفوفه قبل انطلاق الموسم وليس كباقي السنوات من منتصف الموسم، ليكون له شأن كبير بين الفرق، ويحجز مكانا في دوري المحترفين، وليس أن ينافس من اجل البقاء، لأن هذا ليس هو المطلوب من ممثل المحافظة الوحيد.