غزة- معا - تراه بين جموع الصحفيين على كرسيه المتحرك يحمل كاميراته لتغطية الأحداث والفعاليات غير آبه بإعاقته، ومصرا على استمرار مشوار النضال في تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة ونقل المعاناة المعيشية والإنسانية لسكانه جراء الحصار والعدوان..إنه المصور الصحفي مؤمن فايز قريقع من حي الشجاعية شرق غزة.
فقد قريقع ( 28 عاما) قدميه إثر استهداف مباشر من قبل طائرات الاحتلال في ديسمبر 2008 أثناء إعداد تقرير عن معاناة سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي إبان سيطرة حركة حماس على القطاع في العام 2007 .
ولم يستسلم المصور العشريني للواقع الجديد بل قرر العودة للعمل في مهنة البحث عن المتاعب بعد عودته من رحلة العلاج التي استغرقت تسعة أشهر في المملكة العربية السعودية خلال عام 2009 وتحول من مصور فيديو إلى مصور فوتوغرافي .
لكن رغم الصعاب استطاع التقدم في عمله والمشاركة في العديد من المسابقات وحصوله على الجوائز.
وقال المصور قريقع الذي يعمل مع "المركز الفلسطيني للإعلام" ووكالة ايطالية وبعض المواقع على بند "الفري لانسر":" بعد شفائي من الإصابة بنسبة 80% بدأت التفكير في العودة إلى العمل ... وبعد شهر من عودتي إلى غزة حاولت أعود للعمل مع وكالتي التي كنت أعمل فيها "نيو بال" لكن رفضت بسبب إصابتي خاصة إنني كنت أعمل مصور فيديو".
واضاف قريقع وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال في حديث لمراسل "معا":"بدأت أعمل ولأول مرة مصورا فوتوغرافيا بشكل فردي مع الوكالات المحلية والعالمية بعد أن كنت مصور فيديو". وعن المشاكل والصعاب التي تواجهه أثناء عمله كمصور على كرسي متحرك والذي قوبل بالرفض في بداية الأمر، قال المصور الشاب:" كثير من المشاكل واجهتني في بداية العمل مع الزملاء خاصة أنني أعمل على كرسي متحرك والكل كان رافضا للفكرة لكن مع استمراري وإصراري على العمل بدأ الصحفيون في استيعاب الفكرة واستطعت العمل وإثبات وجودي في الميدان".
وشرح قريقع طريقة تنقله في الميدان لتغطية الأحداث بعد أن فقد ساقيه، موضحا أن بداية التنقل كانت على سيارة أجرة عن طريق "الخط " ومن ثم اقتناء دراجة نارية ، كما كان أخوه يقوم بتوصيله للعمل إلى أن تمكن أخيرا من شراء سيارة يقودها بنفسه.
وتابع :" كثير بكون لوحدي انزل من السيارة واساعد نفسي وهناك زملائي يساعدوني أيضا.. أنا أصبحت عنصرا أساسيا في تغطية فعاليات غزة والحروب". وأشار قريقع إلى أنه غطى حرب 2012 من فوق البنايات لصعوبة تنقله في بداية الأمر، كما غطى حرب 2014 التي استمرت 51 يوما وهو في الميدان من أجل نقله جرائم الاحتلال .
وأضاف" أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزله في العدوان الأخير على غزة في صيف 2014."
وحول تجربته الصحفية ، قال قريقع :"الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب..أنا استهدفت من أجل الصورة والرسالة السامية التي يحملها الصحفيون بغزة وقررت أن أعود للعمل وأقهر المحتل الإسرائيلي."
وقال :"كنت أنقل صورة معاناة الناس.. اليوم أنا صورة صحفية تمشي على أرض الواقع تنقل مأساة الناس والصحفيين في غزة"، مشيرا إلى سقوط أكثر من 17 شهيدا من الصحفيين بالإضافة إلى الاستهداف الذي طال أكثر من 40 مؤسسة صحفية في الحرب الأخيرة.
وتابع :"عودتي للعمل حتى أكون مستمرا في نقل رسالتي للعالم رغم إصابتي وأنه لا شيء مستحيل". وحصل المصور الصحفي مؤمن قريقع في العام 2013 على أفضل قصة صحفية من مركز الدوحة للإعلام ، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض بالدول الأجنبية.
وأعرب قريقع عن أمله بأن يستطيع السفر عبر معبر رفح البري لاستكمال علاجه بالخارج والمشاركة في المعارض، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي رفض خروجه للعلاج عبر معبر بيت حانون "ايرز" ،وقال :" لدي علاج في مصر لكن تم إرجاعي من قبل السلطات المصرية وسأحاول أغادر ولدي مشاركات في معارض وكان عندي جولة في فرنسا والنرويج وايطاليا وألمانيا من اجل إعطاء ندوات".
إعداد: أيمن أبو شنب