نشر بتاريخ: 27/02/2016 ( آخر تحديث: 27/02/2016 الساعة: 19:24 )
غزة- معا- جددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تمسكها بكل روافع الكفاح الوطني الفلسطيني بما فيها المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية وأكدت الجبهة على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني بإنهاء الانقسام للخلاص من الاحتلال.
جاء ذلك خلال مسيرة نظمتها الجبهة الديمقراطية اليوم السبت في الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقتها حيث شارك فيها ألاف المناصرين لها بالإضافة إلى قادتها السياسيين وفصائل العمل الوطني والإسلامي.
وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة في كلمة له أمام الجماهير المحتشدة في ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة: "أبدأ بالانحناء خشوعاً لشهداء وجرحى وأسرى جيل الفدائيين الجدد من أبطال الانتفاضة الشبابية ومن مخيمات شعبنا في سوريا وكل الشهداء، فإلى الذين ارتقوا باسم فلسطين ومن أجلها كل المجد والخلود، وهم يشقون طريق العودة والدولة"، مجددا العهد على مواصلة مسيرتهم حتى النصر وتحت راية م.ت.ف. الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأضاف: "أتوجه بتحية الاعتزاز والفخر إلى أسود الحرية خلف قضبان الاحتلال، مهنئا الأسير البطل محمد القيق، على انتصار أسطورة صموده الملحمي على الجلاد الإسرائيلي في معركة الأمعاء الخاوية، وهو انتصار للشعب الفلسطيني.
ووجه التحية لكل الأسرى المضربين تضامناً معه وفي مقدمتهم الرفيق القائد سامر العيساوي، مضيفا:" إنها فرصة للعمل على استثمار هذا الانتصار لإلغاء الاعتقال الإداري التعسفي المنافي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وتجديد العزم على جعل العام 2016 عاماً لتدويل قضية الأسرى لتعزيز مكانتهم وحريتهم".
وتوجه زيدان بالتعزية إلى شعبنا وللجبهة الشعبية والعائلة باغتيال القيادي الأسير المحرر عمر النايف الذي أستشهد إثر عملية اغتيال جبانة في السفارة الفلسطينية في بلغاريا، مؤكداً على مسؤولية الموساد الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية بارتكاب هذه الجريمة البشعة.
وشدد زيدان على أن الانتفاضة الشبابية لن تتوقف إلا بدحر الاحتلال وبرفع علم فلسطين في سماء القدس المحررة، ولفت إلى أن تزامن ذكرى الانطلاقة مع انتفاضة القدس، يؤكد استمرار مسيرة العمل الفلسطيني المقاوم، داعياً جميع القوى والفصائل الفلسطينية للاستجابة لنداء شباب الانتفاضة بإنهاء الانقسام المدمر والوحدة الوطنية باعتبارها الممر نحو الانتفاضة الشعبية الشاملة بقيادة وطنية موحدة وبرنامج موحد كسبيل لانجاز الحقوق الوطنية، كما أنها المنطلق لإنقاذ غزة من جحيم دمار الاحتلال وكوارث الأزمات المتفاقمة، ومن تهديدات تحولها إلى أرض غير قابلة للحياة في العام 2020.
وأوضح زيدان أن قطاع غزة يمر بمعاناة إنسانية هائلة بفعل حصار وعدوان الاحتلال والانقسام، والذي لبى شعبه ومنذ اليوم الثاني نداء الانتفاضة الشبابية في الضفة، لتصبح انتفاضة القدس والضفة وغزة، وانتفاضة الشعب الفلسطيني بتداعياتها في أراضي الـ48 ومخيمات اللجوء والشتات.
وشدد زيدان على أن مجابهة الاحتلال وتعزيز دور غزة في إطار الانتفاضة تقتضي تعزيز لحمة المجتمع وتوفير مقومات صموده من خلال معالجة الأزمات المتراكمة والمتفاقمة وتأمين الحقوق المعيشية لأبنائه وخاصة الفقراء والكادحين، مضيفا" لكننا نرى أنه مع اقتراب انتهاء العام التاسع للانقسام الأسود اشتداد الحصار الإسرائيلي الذي يتذرع بالانقسام ويحول قطاع غزة الباسل إلى سجن كبير، ومعبر رفح لم يفتح خلال العام 2015 سوى 22 يوما. ومع هذا الحصار الظالم تتباطأ وتيرة الاعمار ويتسبب الانقسام وعدم تمكين حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزة إلى شبه انهيار للخدمات الصحية وتردي مريع للخدمات التعليمية والاجتماعية وتدهور حاد في الحالة المعيشية ويتراجع مستوى دخل الفرد بنسبة الثلث عما كان عليه منذ عشرين عاماً، وتستمر مأساة انقطاع الكهرباء، ويزداد الغلاء مع تزايد الضرائب والجبايات المالية لتمويل الأجهزة الأمنية والإدارية لحكم حماس، وعندما لا تكفي الضرائب يتم استكمال تسديد مخصصات الموظفين المحقة بتوزيع الأراضي بدل تسديدها من خلال المصالحة.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن الممر الوحيد لكسر الحصار الظالم واعمار غزة وإنقاذها من هذه الكارثة هو الإسراع بإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن الاستفادة من تجربة 9 سنوات من الانقسام البغيض والحصار الظالم، وقال :"ينبغي أن يعلمنا نبذ الأوهام ومناورات الوساطات الإقليمية والدولية ومنها التركية حول إنهاء الحصار من خلال فتح ممر مائي لرفع الحصار، وهو إن حصل سيكون مقيداً بقيود إسرائيلية ثقيلة تجعله لا يختلف عن معبر بيت حانون. وأضاف: فلا كسر للحصار ولا إعمار من دون مصالحة حقيقية".
وشدد زيدان على أن استعادة الوحدة الوطنية يقتضي الخلاص من دوامة إدارة الانقسام من خلال المقاربات الثنائية الفاشلة لحركتي فتح وحماس، وعدم تغليب المصالح الذاتية على حساب المصلحة الوطنية والإقلاع عن حوارات تقوم على تقاسم السلطة والنفوذ، منوهاً إلى أن الجبهة الديمقراطية ليست ضد أية لقاءات ثنائية لتسوية الخلافات الثنائية وإزالة العقبات من طريق المصالحة. مبينة أن جميع الاتفاقات الثنائية لم تقد إلى تجاوز الانقسام بل تتحول إلى محاصصات تجدد الصراع.
وقال:" وحدها الشراكة الوطنية الشاملة هي المدخل لإنهاء الانقسام. فاتفاق القاهرة في 4/5/2011 متفق عليه من جميع الفصائل من داخل وخارج م.ت.ف. وبالتالي فإن إزالة ومعالجة استعصاءات المصالحة شأن وطني عام، ينبغي حله بمشاركة جميع الأطراف الموقعة على اتفاق المصالحة ومن خلال انعقاد الإطار القيادي المؤقت لـ م.ت.ف. أو عبر الحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع إستراتيجية سياسية ونضالية تحمي الانتفاضة وتستند قاعدتها لوثيقة الوفاق الوطني وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني".
وشدد زيدان أن الشعب لم يعد يحتمل استمرار الأوضاع الكارثية الراهنة وحالة الاحتقان الشديد التي تنذر بالانفجار على واقع الانقسام والبؤس والاحتلال، انفجار سيتخطى الفصائل والسلطة و م.ت.ف. مضيفا" علينا هنا أن نستوعب مغزى ظاهرة الانتحار الخطيرة والمقلقة للشباب نتيجة البطالة وضغط الحصار والأزمات".
ودعا الجميع لتحمل مسؤولياته ولتوحيد جهود القوى واللجان والمبادرات الناشطة وتصعيد ضغطها الشعبي لإنهاء الانقسام، وإلى استمرار مبادرات الفصائل والقوى لحل الأزمات الجادة على غرار مبادرة معبر رفح التي نطالب حركة حماس بالموافقة الفورية عليها.
وناشد زيدان القيادة المصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم، معبراً عن تقدير شعبنا لتضحيات مصر وجيشها من أجل حقوقه الوطنية ومؤكداً الدعم لاستقرار وأمن مصر وخياراتها في 25 يناير و30 يونيو.
وطالب زيدان بتمكين حركة حماس لحكومة التوافق الوطني من الاضطلاع بدورها في قطاع غزة وعلى جميع المستويات، وبتوقف حكومة التوافق لسياسة التهميش والظلم والإجحاف بحق قطاع غزة، وإعطاء الأولوية لاعتماد شهداء 2014 قبل الترقيات لكبار الموظفين والتي بلغت ملايين الشواقل شهرياً، وإنصاف ضحايا الانقسام باعتماد موظفي حكم حماس في غزة ومنتسبي الأجهزة الأمنية 2005-2007 وإعادة المفصولين من وظائفهم ومساواة موظفي غزة بالضفة ووقف تدهور الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وإيجاد الحلول لمشكلة المياه وحل أزمة الكهرباء وفق مقترح اللجنة الفصائلية، وتأسيس صندوق الطالب وتخفيض الأقساط على طريق إنشاء الجامعة الوطنية المجانية، والاستجابة لمطالب نازحي سوريا وليبيا واليمن.
ودعا زيدان إلى إيجاد حلول لمشكلات بطالة العمال والخريجين، بتفعيل جدي لصندوق التشغيل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومساعدة المزارعين وتوفير التعويض والدعم لعودة المؤسسات والمصانع المدمرة للعمل، ووقف حركة حماس لضرائبها الباهظة وتوزيع الأراضي غير الشرعي.
كما أكد رفضه لاي تقليصات لخدمات وكالة الغوث وزيادة موازنتها السنوية وتطوير شراكة ورقابة المجتمع المحلي منعاً للفساد والهدر المالي وتجسيداً للشفافية، مشددا على أن حل القضايا الاجتماعية أساس مقومات الصمود للشعب والانتفاضة، مؤكدا مساندة الجبهة الديمقراطية لتحركات القطاعات والفئات الاجتماعية الهادفة لانتزاع حقوقها.
وفي ذات السياق، أكد زيدان على أن تعزيز دور غزة في إطار الانتفاضة، ينطلق من كونها واقعة تحت الاحتلال و22% من أراضيها الزراعية حزام أمني، ومياهها الإقليمية مصادرة ومحصورة بـ3 أميال وصياديها ومزارعيها ومواطنيها تحت العدوان اليومي للاحتلال، وبالتالي غزة شريكة في الانتفاضة وليست داعمة فقط وهو ما يتطلب تفعيل المقاومة الشعبية للحزام الأمني والتي تقلل الخسائر ومواجهة السطو الإسرائيلي على المياه الإقليمية وتفعيل المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية وتوسيع فعاليات إنهاء الانقسام والتضامن مع الأسرى.
وأضاف زيدان على أن الجبهة الديمقراطية ستعمل مع الجميع من أجل وضع برنامج واقعي لتطوير مشاركة غزة في الانتفاضة انطلاقاً من ظروفها الخاصة.
وفي سياق متصل، قال زيدان:" العام الماضي كان مفصلياً وشهد تسليماً وطنياً بالطريق المسدود لاتفاق أوسلو، بما يفتح الباب أمام الخيار الوحيد أمام شعبنا للخروج من المأزق الخانق الحالي وكسر استعصاء عملية التسوية وهو خيار الانتفاضة الشاملة والتدويل واستخدام أسلحة القانون الدولي التي تجعل كلفة الاحتلال باهظة الثمن وتجبر الاحتلال على القبول بمؤتمر دولي على قاعدة قرارات الشرعية الدولية".
وطالب القيادة الرسمية بوقف المماطلة والتلكؤ والتي تنال من هيبتها والإسراع بتطبيق القرارات التاريخية للمجلس المركزي في دورته الـ27 في آذار مارس الماضي بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف العمل ببروتوكول باريس والتحلل من قيود أوسلو، وتفعيل الجهد في محكمة الجنايات الدولية والتركيز على بلورة موقف دولي ضد الاستيطان.
وشدد زيدان على أن احترام الحريات وحقوق المواطنين هو الذي يعزز تماسك المجتمع ويضمن الوحدة الوطنية، مديناً كل الانتهاكات للحقوق والحريات العامة والاعتقالات للمواطنين في غزة والضفة، وطالب بوقف الاستدعاءات في غزة ومنع المعلمين من الاعتصام أمام مجلس الوزراء في رام الله معلناً دعمه لمطالبهم المشروعة. كما دان "ملاحقة" النائب نجاة أبو بكر وطالب باحترام حصانتها ووقف ملاحقتها.
ووجه زيدان في كلمته التحية إلى شعبنا في لبنان بالقول: غزة معكم في حقكم في العلاج ووقف تقليصات خدمات وكالة الغوث وضرورة استجابتها لمطالبكم، معكم في نضالكم من اجل حقكم في التملك وحقوقكم المدنية والاجتماعية واعمار مخيم نهر البارد .. نحن واثقون أنكم ستدحرون هذا الظلم وإننا سنحافظ معاً وسوياً على حق العودة طبقاً للقرار 194".
وختم زيدان كلمته، بتوجيه التحية لأهلنا في سوريا بالقول:" لنعمل على تخفيف معاناتهم وعودتهم لمخيماتهم وخاصة مخيم اليرموك". كما حيا كفاح شعبنا في كل مكان في الضفة والقدس وغزة وفي أراضي الـ48 وفي الشتات، ولكتائب المقاومة الوطنية ولكل فصائل المقاومة.
من ناحيته أكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة ان حركته مازالت متمسكة بالمقاومة المسلحة والشعبية باعتبارها خيارات قادرة على رفع كلفة الاحتلال بالإضافة إلى تمسكها بحق العودة وفق القرار 194 وإقامة دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود 4حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أبو ظريفة أن الشعب الفلسطيني بعد سبع وأربعون عاما مازال مصرا على الاستمرار في النضال حتى الحرية والاستقلال.
من جانبه أكد محمود خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية ان النضال الوطني والسياسي والدبلوماسي الفلسطيني مستمر ومتواصل في وجه الاحتلال مؤكدا على أهمية ترتيب الساحة الداخلية بإنهاء حالة الانقسام.
وأضاف خلف: "لكننا نرى أنه مع اقتراب انتهاء العام التاسع للانقسام الأسود اشتداد الحصار الإسرائيلي الذي يتذرع بالانقسام ويحول قطاع غزة الباسل إلى سجن كبير، ومعبر رفح لم يفتح خلال العام 2015 سوى 22 يوماً".
وقال: "نؤكد أن طريق الخلاص من الاحتلال يكون بالوحدة الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني لنتمكن من انجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية".
وأكد خلف أن إنهاء الانقسام الفلسطيني يجب أن يمر عبر الحوار الوطني الشامل والجامع للكل الفلسطيني مشددا أن الحوارات الثنائية أثبتت أنها غير مجدية.
وحول الهبة الجماهيرية أكد خلف أنهم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يسعون لتطويرها لتكون انتفاضة وطنية شاملة يشارك فيها جميع أبناء الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته.