رام الله -معا- احتفلت يوم امس الكاتبة الروائية المقدسية خالدة غوشة بتوقيع روايتها الجديدة الخيط الابيض وذلك في قاعة فندق "الستي ان" .
حضر الاحتفالية التي ادارها الفنان المقدسي المتألق حسام ابو عيشة حشد من المدعوين وسيدات المجتمع ومن رجال الدين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والكتاب والأدباء الفلسطينيين .
وتحدث في هذا الحفل وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور ايهاب بسيسو الذي اشاد بالحراك الادبي المواكب لنبض الحالة العامة والمعبر عنها بألوان ادبية ثقافية تساهم في ايصال الصورة المشرقة لواقع وحضارة وتاريخ ومستقبل الانسان الفلسطيني.
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس تحدث بدوره عن الرواية والكاتبة ومشيدا بالأعمال السابقة للكاتبة فيما عبر عن اعجابه بالرواية الحالية وما تذهب اليه من ابحار في الجغرافية السياسية للحالة المعاشة .
الاستاذ علي الجريري الكاتب والناقد الفلسطيني المعروف قدم الكتاب والكاتبة شارحا ابرز المفاصل في الرواية وما بين سطورها .
الاديب الشاعر المتوكل طه قام بدوره بالتعقيب والإشادة بالرواية والراوية واصفا الكتاب بالإضافة النوعية للأدب الفلسطيني .
بدورها قدمت الروائية خالدة غوشة عرضا لاهم محطات روايتها .
وقدمت شكرها لجميع الحضور ولكل من ساندها وخصت بالذكر ابنها ملاك وقالت "بهذه المناسبة لا يسع الكاتبة خالدة غوشة إلا أن تشكر كل من شرفها وشاركها هذا الحفل، وتخص بالشكر الأصدقاء الصحفي محمد اللحام ونادر بيبرس على جهودهم لإنجاح هذا الحفل وتشكر المصمم قصي العبوشي على تصميم الغلاف الناجح لروايتها الخيط الابيض".
وصدرت الرواية عن دار الجندي للنشر والتوزيع - القدس وتقع الرواية في 200 صفحة من القطع المتوسط . قدم الرواية الدكتور :علي الجريري .
الرواية تتحدث عن آلام سوريا والعراق في ظل ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي هذا الربيع المزعوم الذي يراد من خلاله تصفيه القضية الفلسطينية .
بعد احتلال فلسطين كنا نطالب بتحرير فلسطين واستعادتها وتحريرها من ألاحتلال فإذا بنا اليوم نجد انفسنا امام احتلالات جديدة لدول عربية يراد استعمارها واحتلالها وتفكيكها .
"رواية " الخيط الابيض " مغناة ، حكاية حب لا تنتهي فيها تعود من موتك لتحيا وتحب تماما مثلما عادت ورد وعاد سعد بطلا الر واية من موتهما الى الحياة والحب، تلك كانت اغنية ثورية ، " إنني عدت من الموت لأحيا وأقاوم، انني مندوب جرح لا يساوم، علمتني ضربة الجلاد، أن أمشي على جرحي وأمشي ثم أمشي واقاوم، ياعدو الشمس إني لن أساوم " ، وهنا يصلح للمقام ان تقول : " يا عدو الحب إنني عدت من الموت لاحيا وأحب". وهي دعوة لعالم تسوده الأحقاد والكراهية أفرادا وجماعات أن يعودوا من ثقافة الحروب والقتل والجرائم إلى ثقافة المحبة والحياة".
ومما كتب عن رواية الخيط الأبيض بقلم مناف عباس :يعيش الإنسان حياته حالماً واعداً متمنياً تحقيق أحلامهِ ألجميلة وهذا ما جرى مع " ورد" في رواية الخيط ألأبيض. وما يجري من احداث في هذه الرواية قد يكون درباً من الخيال، مع أن كل الأحداث التي مربها سعد وورد في الخيط الأبيض حقيقة وليست خيالاً.
والكاتبة في هذه الرواية لا زالت تبحث في خفايا النفس البشرية وحققت فيها نقلة نوعية في مسيرتها الأدبية التي انطلقت قبل ستة وعشرين عاما، ونجد في "الخيط ألأبيض حواراً شيقاً ما بين سعد الذي هو رجل ليس كباقي الرجال وورد التي كانت تحلم برجل مثله، والجديد هنا ؛ الحالة الشعرية الرائعة التي خطها القلم الأحمر بين أنامل خالدة غوشة لتصدع بشعر راقٍ وجريء، الإبداع حين تقمصت بنجاح شخصية سعد و ورد ليتبادلا الشعر ولا نبالغ انها ملحمة انسانية ترتقى الى قصص العشق الخالدة. الخيط الأبيض يبدو واضحاً جلاءَ ظلم الإنسان لأخيه ألإنسان و الصراع من أجل البقاء، بين القوي والضعيف.
اهدت الكاتبة روايتها "إلى شعبي العربي العزيز الذي أفتخرُ بانتمائي إليه، التائه منذ مئة عام أو يزيد، من محيطه إلى خليجه الذي يسبحُ منذ سِنين في أنهر من الدماء والدمار. شوارع القدس مثل دجلة والفرات أصبحت حمراء، وشواطئ البحار والمحيطات أصبحت للموت والضياع"...
"إلى هذا الشعب الذي ثار على الظلم والفساد، فقط ليعيش بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية. أما إهدائي الآخر والأكثر أهمية هو إلى المرأة العربية في وطننا الحبيب، وطن التمزق والاضطهاد الذي نحياه"...