نشر بتاريخ: 01/03/2016 ( آخر تحديث: 03/03/2016 الساعة: 09:32 )
بيت لحم- معا- تعرض مخيم قلنديا اليوم الثلاثاء لحملة تحريض واسعة، اطلقتها وسائل الاعلام الاسرائيلية المختلفة، وذلك على خلفية المواجهات التي شهدها المخيم الليلة الماضية واسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني واصابة 5 جنود من قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم لانقاذ جنديين قالت انهما دخلا المخيم عن طريق الخطأ وتعرضا لهجمات واسعة من قبل سكان المخيم.
تناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث على مستويين الاول خبريا حيث سردت تفاصيل الرواية الاسرائيلية لما جرى، والثاني وقع في باب التحريض على المخيم الذي وصفته اكثر من وسيلة اعلام بالعنيف والخطير ووكر الارهاب والجريمة وحاضنة الخارجين عن القانون، والخارج عن سيطرة اي سلطة اسرائيلية او فلسطينية ما حوله الى دفيئة إرهاب يزدهر ويتطور وما الى ذلك من اوصاف.
وتوسع موقع "واللا" الاخباري في التحريض مفرِدا تقريرا خاصة بالمخيم حمل عنوان "الكثير من السلاح واستعداد لتنفيذ عمليات: مخيم قلنديا نقطة الشفق والوميض للضفة الغربية" جاء فيه.
"برز في عملية التنافس غير الرسمية بين مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية والقدس على نيل صفة المخيم الاكثر عنفا وصلابة أو الاشد فقرا مخيمان كبيران يقعان في المنطقة الفاصلة بين رام الله وحدود بلدية القدس هما: شعفاط وقلنديا الذي عاد مؤخرا للأضواء بعد دخول الجنديين والمواجهات التي اعقبت ذلك.
ليس من باب الصدفة ان يكون المخيمان خارج سيطرة أي سلطة، فالجهات الاسرائيلية تمتنع عن قصد وإصرار عن العمل فيهما وكذلك تفعل السلطة الفلسطينية الممنوعة من العمل في المخيمين بأمر من اسرائيل، ما حول المخيمين الى منطقة خارج القانون بكل ما للكلمة من معنى واصبحا جنة بالنسبة للخارجين عن القانون والمجرمين والمسلحين، وخلافا لمخيمات اللاجئين الاخرى المنتشرة في الضفة يخرج من قلنديا وشعفاط كل اسبوع عمليات طعن.
يشكل مخيم قلنديا رمزا وشاهدا على فظاعة وقباحة الاحتلال وكل من عبر ولو مرة واحد حاجز قلنديا شاهد المنظر ويعرف عما يدور الحديث فعلى احد الجوانب هناك جدار كبير مغطى بصور الغرافيك "الجداريات" فيما تمتد طوابير السيارات وأزمة المرور اسفل هذا الجدار وعلى بعد كيلومتر واحد تقريبا تقع قرية "كفر عقب" التابعة للقدس، وأيضا هنا لا وجود لأي اشارة او علامة تدل على السلطة الاسرائيلية حيث تجري عمليات بيع المخدرات وتتم السرقات بشكل علني دون ان يزعجهم احد.
تظهر على طول الطريق الممتد الى رام الله صور جدارية تمجد المقاومة والصمود، فيما تكتظ المنازل على الجهة الشرقية للشارع بشكل مخيم وفظيع حيث مخيم قلنديا الذي شهد مواجهات استعادة الجنديين دون ان يبقى لنا سوى تخيل ما مر على الجنديين والقوات التي اقتحمت المخيم لإخراجهما وما مر ايضا على سكان المخيم.
رفض قادة فتح في المخيم هذا الصباح التحدث مع وسائل الاعلام الاسرائيلية، لكن سكان المخيم يتحدثون عن تحول مخيمهم الى ساحة معركة حقيقية، وقالوا في شهادة سجلها موقع "واللا" إن مئات الجنود وعشرات السيارات العسكرية المدرعة اقتحمت المخيم للتفتيش عن الجنديين.
لا يعتبر وجود الجنود في المخيم امرا غير مألوف سواء بالنسبة للجنود أو السكان ففي كل يوم تقريبا تقوم قوات اسرائيلية خاصة "المستعربين" أو الجنود ببعض العمليات داخل المخيم الذي تنظر إليه المؤسسة الامنية الاسرائيلية كأحد الاخطار البارزة والدائمة في الضفة الغربية، حيث يوجد فيه كميات كبيرة من الاسلحة والكثير جدا من الاستعداد لتنفيذ عمليات مسلحة ومن هنا تتحول كل عملية اعتقال تقريبا الى عملية تبادل لإطلاق النار يسقط فيها الجرحى والقتلى.
"لن يتحول مخيم قلنديا خلال السنوات القليلة القادمة الى ضاحية منظمة وسيواصل المخيم دوره كمركز للنشاطات الارهابية الموجهة ضد اسرائيل والإعمال الاجرامية الجنائية الموجهة ضد الفلسطينيين المحليين ممن يقيمون في محيطة والأجانب على حد السواء"، حسب ما أورد الموقع.
واختتم موقع "واللا" تقريره بالقول "من غير المنتظر ان يتغير الواقع الحالي حيث تغيب السلطة الفلسطينية عن المكان وتصر حكومة اسرائيل على تجاهل هذه المنطقة بشكل مطلق بل وللأسف فإن هذا الواقع سيستمر ولن يتغير قريبا".