نشر بتاريخ: 02/03/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:04 )
عمان - معا - شدد خبراء أكاديميون على ضرورة مراعاة النطاق المجتمعي والسياسي والاقتصادي لدى حوكمة الجامعات باعتباره معوقا أمام عملية تعميم مباديء الشفافية والمساءلة والتشاركية في الجامعات.
وقال الخبراء، في حلقة نقاشية عقدت اليوم، الثلاثاء في جامعة الشرق الأوسط نظمها مجلس حوكمة الجامعات العربية المنبثق عن اتحاد الجامعات العربية ، بمشاركة رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري أ.د.مروان عورتاني إن حوكمة الجامعات تعتبر بمثابة المحرك الاساسي للتغيير الايجابي في المجتمع.
وفي هذا الصدد قال أمين عام مجلس حوكمة الجامعات العربية الدكتور يعقوب ناصر الدين إن الجامعات العربية لم تعد تملك خيارا غير مواكبة التقدم الذي تم إحرازه على المستوى الدولي في مجال الحوكمة حيث يشكل التنظيم الداخلي لأي جامعة القاعدة الرئيسة التي يبنى عليها نجاح العملية التعليمية ، ونتائجها وانعكاساتها على المجتمع والوطن ومن ثم الفضاءات المحلية والقارية والدولية .
وأضاف أن مجلس حوكمة الجامعات العربية يعمل بجدية ، لاقتراح الحلول الناجعة لنشر ثقافة حوكمة الجامعات ، ومساعدة الجامعات على تطبيقها ، وتقديم المشورة لها ، والسعي إلى توحيد المعايير على مستوى الجامعات العربية.
بدوره قال أ.د عورتاني خلال عرض له تحت عنوان إصلاح حاكميه الجامعات الحكومية في فلسطين.. المقتضيات والمعالم " إن جامعة خضوري تدرك تماما الدور الحيوي لبناء منظومة الحاكمية الرشيدة في تعزيز البناء المؤسسي للجامعة وفي الارتقاء بجودة مخرجات التعليم وفي تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، كما تدرك أهمية الحوكمة في تطوير منظومة العمل الإداري و الأكاديمي على المستويات كافة.
وأضاف أن جامعة خضوري أنجزت في هذا المجال خطوات جديدة من أبرزها العمل على إعداد إصلاح تشريعي لمرجعيات الجامعة القانونية مما سيشكل رافعة لنهضتها وازدهارها.
و أشار ا.د. عورتاني إلى التحديات الكبيرة التي تواجه جامعة خضوري بل والجامعات الفلسطينية كافة خصوصا فيما يتعلق باستمرار الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في وضع العقبات أمام تحقيق الجامعات الفلسطينية لرسالتها البحثية والتعليمية النبيلة .
في هذا السياق أعلن رئيس جامعة الشرق الاوسط أ.د. ماهر سليم عن أن جامعته صارت "في مراحلها النهائية في أنجاز تقرير تقييمها الذاتي في أطار تطبيقها للجودة".
و شدد على أن الحوكمة تبدأ من رئيس الجامعة وأن القسم الاكاديمي هو اللبنة الأولى والحقيقية في تطبيقها، مبينا في أطار حديثه عن دور الأقسام في تطبيق الحوكمة أن "صلاح القسم الأكاديمي يعني صلاح الجامعة والعكس صحيح".
وقال إن تطبيق الحوكمة على مستوى القسم الأكاديمي يكون عبر أمور عديدة منها " إيجاد التعددية والتشاركية الواسعة بين أصحاب المصالح، وإيجاد الآليات الرقابية " بهدف تعظيم القدرة التنافسية وإيجاد المناخ الجيد للعمل الجماعي، وتعزيز مباديء التشاركية والمساءلة والشفافية لتحسين الخدمات".
موضحاً أن رؤساء الأقسام "غير متخصصين في الإدارة"، ما يجعل تطبيق الحوكمة عبر توجيههم لأداء مهامهم مقروناً بضرورة رفع معرفتهم بكيفية وأصول الادارة .
وأوصى الخبراء في نهاية الحلقة النقاشية بوضع معايير تفصيلية قابلة للقياس وآليات عمل لمؤشرات الأداء على المستوى العربي لتطبيق الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي العربية، و منها معايير وأسس اختيار رئيس المؤسسة ومجالس العمداء والكليات والأقسام بالإضافة إلى تطوير رؤى ورسائل وأهداف واقعية بالتشارك مع ادارات الجامعات وأصحاب المصالح كي يقف الجميع عند مسؤولياته ويسهل تحقيقها .
كما أوصوا باحترام الحريات الأكاديمية، وتفعيل مبادئ حقوق الطلبة وأعضاء هيئات التدريس، والشفافية والوضوح، والمعاملة العادلة، وتفعيل هياكل المسائلة والمراقبة والتقييم على أسس تقوم عليها الحوكمة الجديدة، وتشجيعهم على ممارسة حقوقهم بتوفير أجواء الحرية والرضا الوظيفي، والأمان الوظيفي، وضمان تطبيق نظام الحوافز والعقوبات ووضع أنظمة وقوانين تضبط الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي العربية، بالإضافة إلى تفعيل رؤساء الأقسام في تبنيهم للحوكمة ومتابعة تنفيذ مبادئها في أقسامهم و طرح مساق خاص بالحوكمة ضمن متطلبات الجامعة.
وجرى في نهاية الحلقة النقاشية حوار موسع بين المتحدثين والحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلبة حول سبل تجاوز المعيقات والصعوبات لجعل الحوكمة حقيقة راسخة بما يصب في مصلحة الارتقاء بالعمل الاكاديمي ودور الجامعات في خدمة المجتمعات والأوطان.
يذكر أنه تم اختيار أ.د.عورتاني إلى جانب اثنا عشر آخرين من رؤساء الجامعات على مستوى الوطن العربي كأعضاء في المجلس العربي لحاكمية الجامعات المنبثق عن المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الثامنة والأربعين التي عُقدت في رحاب جامعة القدّيس يوسف بلبنان.