نشر بتاريخ: 05/03/2016 ( آخر تحديث: 05/03/2016 الساعة: 15:45 )
رام الله- غزة- معا- أطلق المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) النسخة الثانية من البرنامج التدريبي "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي"، بالشراكة مع مؤسسة "هينريش بول" الألمانية، وذلك في مقرّي المركز في البيرة وغزة عبر نظام "الفيديو كونفرنس"، إضافة إلى مشاركة متدرب من لندن عبر "سكايب".
ويرمي هذا البرنامج إلى تدريب مجموعة من الباحثين/ات على مهارات التحليل السياسي والإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات العامة، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات بحثية، خصوصًا لدى الجيل الشاب. وينقل هذا البرنامج الباحث من مستوى البحث الأكاديمي والخاص بالتشخيص والتوثيق والفهم إلى إطار البحث "التطبيقي" القائم على التخطيط ووضع برامج العمل التنفيذية، وليس فقط البحث العلمي التقليدي.
كما يهدف إلى تعزيز التفكير الإستراتيجي بشأن آفاق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز المشاركة الديمقراطية والسياسية للشباب، من خلال الاستمرار في تعزيز وتنمية التفكير الإستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل المتاحة أمام الفلسطينيين، إضافة إلى تطوير المهارات الوظيفية لمجموعة جديدة من الكوادر البحثية والسياسية الشبابية، بما يسهم في تطوير الإنتاج الفكري الجاد والمهني.
وأدار جلسة افتتاح البرنامج سلطان ياسين، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، حيث قال إنه تم قبول 26 متدربًا/ة من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 وفق معايير عدة، وبين أنه تم تصميم البرنامج ليتم تنفيذه من خلال بيئة التعلم المهجن (Blended learning)، من حيث وجود لقاءات وجاهية "صفية" – لقاء وجاهي واحد في الأسبوع، ولقاءات إلكترونية تتيح للمتدرب التفاعل معها عن بعد وتلقي التغذية الراجعة والإشراف من قبل المدرب، بواقع 180 ساعة تدريبية على مدار ثمانية أشهر.
وأشار هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، إلى أن البرنامج في نسخته الثانية قد استفاد من خبرات وتجارب النسخة الأولى، وراكم على إنجازاتها، داعيًا المتدربين/ات إلى إبداء الملاحظات والاقتراحات من أجل تطوير البرنامج ليساهم في سد ثغرة يعاني منها الفلسطينيون في مجال السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي. وأعرب عن الشكر لجميع من ساهم في تطوير البرنامج، لا سيما فريق الإشراف والتدريب، ومصمم منصة التعلم الإلكتروني عبد المنعم صالح، إضافة إلى مؤسسة "هينريش بول" التي توفر الدعم للبرنامج بالشراكة مع مركز مسارات.
وأشادت لمى حوراني، مديرة برامج في مؤسسة "هينريش بول"، بالشراكة مع مركز مسارات، التي تندرج ضمن برنامج تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في فلسطين الذي تنفذه المؤسسة، منوهة إلى أهمية امتلاك مهارات التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات لدى المشاركين/ات من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، بما يمكن من تقديم تصورات محددة لمواجهة التحديات التي يواجهها الفلسطينيون. وأكدت على أهمية أن يخرج هذا البرنامج بإنتاجات فكرية وسياساتية مهمة تفيد الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية.
وبيّن صلاح عبد العاطي، مدير مكتب مسارات في غزة، أن هذا البرنامج يشكل فرصة للتعلم وتبادل الخبرات، واكتساب مهارات جديد في مجال رسم السياسات والتفكير الإستراتيجي، معربًا عن أمله بأن يساهم هذا البرنامج في تجديد الفكر السياسي الفلسطيني من خلال تنمية التفكير الإستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل، بما يخدم بلورة إستراتيجات فلسطينية جديدة وفي إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية.
وأوضح خليل شاهين، مدير البحوث والسياسات في المركز، أن هذا البرنامج يقدم نموذجًا رياديًا لتنمية مهارات التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات ليس في فلسطين فحسب، بل على مستوى المنطقة العربية، مضيفًا أن البرنامج يعطي للمركز فرصة لتعزيز دوره كمركز للتفكير الإستراتيجي، وفرصة أخرى للمتدربين/ات لإنتاج أوراق تحليل سياسات وتحليل وضع وتقدير موقف بما يعالج القضايا العامة والخاصة التي تتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وافتتج البرنامج أمس باللقاء الوجاهي الأول الذي قدم التدريب خلاله هاني المصري، وذلك ضمن الوحدة التدريبية الأولى بعنوان "التفكير الاستراتيجي وتحليل السياسات في الإطار الوطني والسياسي العام .. بين الحاجة والضرورة".
ويتضمن البرنامج ثماني وحدات تدريبية تتكامل فيما بينها لتحقيق الهدف العام والأهداف الخاصة للبرنامج التدريبي، وتشمل: التفكير الاستراتيجي وتحليل السياسات في الإطار الوطني والسياسي العام، وتوضيح المفاهيم وخريطة الإنتاج المعرفي للمتدربين، ومهارات متقدمة في البحث النوعي والتعامل مع المصادر، ومهارات في تحليل الجمهور وآليات التأثير، والمنظومة المعرفية للتفكير الإستراتيجي الممنهج، وصنع وتحليل السياسات العامة، وتقدير الموقف/ تحليل الوضع، إضافة إلى جلسات لتطوير إنتاجات المتدربين. ويضم فريق الإشراف والتدريب، إلى جانب المصري وشاهين وياسين وعبد العاطي، كلًا من د. أحمد جميل عزم، ود. عبد الرحمن التميمي، ود. رائد نعيرات، ود. محمود الأستاذ.