الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تكون المبادرة الفرنسية فرصة للعودة للمفاوضات؟

نشر بتاريخ: 07/03/2016 ( آخر تحديث: 07/03/2016 الساعة: 11:29 )
هل تكون المبادرة الفرنسية فرصة للعودة للمفاوضات؟

رام الله - تقرير معا - في التاسع من الشهر الجاري يبدأ وزير خارجية فرنسا جون مارك ايرولت زيارة للمنطقة، في زيارة استكشافية تهدف إلى الترويج للمبادرة الفرنسية للسلام.


الوزير الفرنسي سيزور القاهرة، ويلتقي مع الفلسطينيين ومع المسؤولين العرب، من أجل الحصول على دعم عربي للمبادرة التي طرحتها بلاده، لدعم العملية السياسية.


ويسعى الفلسطينيون إلى وضع لمساتهم على المبادرة الفرنسية والحصول على دعم عربي لها.


وفي هذا الصدد، قال أمين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم، إن القيادة الفلسطينية رحبت منذ البداية بالمبادرة الفرنسية، وحاولت مع أطراف عديدة بلورة هذه المبادرة لكي تأتي أكلها، على ضوء أن هناك تجارب أثبتت نجاعتها ونجاحها باشتراك عدد من الدول في حل القضايا المعلقة، على غرار 5 1.


وأكد عبد الرحيم لمراسل وكالة "معا" أن استفراد الإدارة الأمريكية بحل القضية الفلسطينية لم يأت بأية نتائج، بل على العكس زاد من تصلب الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية، وقتل كل أفق للسلام في المنطقة، وفتح الباب للمتشددين في إسرائيل، لأن حتى يلغوا حتى الشعب الفلسطيني كما حاولوا منذ البداية.


وقال عبد الرحيم: هناك تحركات وستكون تحركات مستقبلية على هامش اجتماعات الجامعة العربية، والتي ستعقد خلال الأسبوع القادم، لكي نبلور أكثر هذه المبادرة، ولكي ندفع بها إلى الأمام حتى تأتي أكلها.


وأضاف: حتى الآن بعض الدول موقفها غير واضح من المبادرة الفرنسية، أما الدول الأوروبية فموقفها واضح وداعم للمبادرة، إضافة إلى دعمها الكامل من اليابان والصين، وهي التي تؤيد المبادرة، والكل يريد أن يشارك.


وتقوم المبادرة الفرنسية في مبادئها الأساسية على حل للقضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية، ولكنها تقوم على رعاية دولية للعملية السياسية، وإنهاء الاستفراد الأمريكي بها، لا سيما في ظل انحيازها التام لإسرائيل، وفي ظل تعطل هذه العملية.


ومنذ الاعلان عن المبادرة الفرنسية، أعلنت إسرائيل مباشرة عن رفضها، أما الإدارة الأمريكية، فهي لم تبدي أي رد فعل للمبادرة.

من جهته، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، د. أحمد مجدلاني إن هناك جهوداً فرنسية هي الجهد الوحيد الدولي المطروح على الطاولة، ولا يوجد أي جهد آخر وخصوصاً بعد الانسحاب الأمريكي من العملية السياسية، ومن الرعاية الأمريكية للعملية السياسية، ومن ممارسة دورها كراع للعملية السياسية.

وأضاف د. مجدلاني: لا أستطيع أن أقول أنها لعبت دوراً نزيهاً ومحايداً، لأن الإدارة الأمريكية لم تكن في يوم من الأيام راعياً نزيهاً ومحايداً، بل كانت منحازاً لإسرائيل.


وأكد د. مجدلاني أن وزير الخارجية الفرنسي أيضاً سيزور المنطقة في التاسع من الشهر الجاري، ومهمة المبعوث الفرنسي هي التحضير للزيارة للمنطقة، ومحاولة استطلاع الأجواء والآفاق أمام الفرنسيين لتطويرها لمبادرة سياسية.


واعتبر د. مجدلاني أن زيارة المبعوث الفرنسي للمنطقة هي زيارة استكشافية استطلاعية من جهة، وتهئية لزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى مصر، ولقائه مع اللجنة الرباعية العربية التي ستعقد اجتماعها يوم التاسع من الشهر الجاري في القاهرة.


وكشف د. مجدلاني عن رفض إسرائيلي وتحفظ أمريكي لهذه المبادرة، مبيناً أنه واضح لماذا هذا الرفض لأن إسرائيل لا تقبل أية صيغة دولية للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وهي ترفض مبدأ التدخل الدولي، وترفض مبدأ تطبيق قرارات الشرعية الدولية، والالتزام بها.


وتابع: الموقف الأمريكي لا يزال غامضاً لغاية اللحظة، الفرنسيون يحاولون أن يقولوا للإدارة الأمريكية أنكم لن تكونوا في الواجهة عليكم دعم هذه المبادرة قبل أن يغادر الرئيس باراك أوباما يجب أن يترك أساساً سياسياً لمعالجة قضية الشرق الأوسط للرئيس القادم، ولا ينبغي أن يغادر وهو لم يعالج القضية الفلسطينية، ولم يترك أي أثر وجهد في معالجة هذه القضية التي تعتبر الأخطر والأطول.


الفلسطينيون رحبوا بالمبادرة الفرنسية منذ الإعلان عنها، ولكن الإسرائيليين أعلنوا رفضها مباشرة، في حين بقي الموقف الأمريكي أقرب للرفض، لرغبتها في السيطرة على مقاليد العملية السياسية، ولاستمرار تمرير الشروط الإسرائيلية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.


وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، د. جمال محيسن أن المبادرة الفرنسية تأتي من الأصدقاءء الفرنسيين، وهي مبادرة تؤكد أن المفاوضات الثنائية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر برعاية أمريكية أو برعاية حتى من اللجنة الرباعية، والتي لم تعد تؤدي إلى نتيجة لأنه بعد 20 عاماً من المفاوضات بهذا الشكل، لا يزال الاستيطان مستمراً، ولا تزال جرائم الاحتلال تزداد.


وقال د. محيسن: لم يعد أمام العالم إلا أن يحقق المطالب الفلسطيني بالذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام، ويدعم توجهنا نحو الانضمام للمؤسسات الدولية.
وأضاف: نحن نتابع مع الفرنسيين ما هو مضمون المبادرة، ونأمل أن نثير نقاشاً دولياً، خاصة أن العام 2012 اعترف العالم فينا كدولة تحت الاحتلال، والمطلوب الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، ويتم تسوية كل قضايا الحل النهائي.


وأشار د. محيسن إلى أن فرنسا تقوم بالاتصال بعديد الدول ولا بد أن يستمع العالم منا ومن الإسرائيليين.


وكشف د. محيسن أن لقاء أبو مازن مع كيري في عمان قبل أسبوعين تم الطلب من الأمريكان دعم المبادرة أو على الأقل عدم الوقوف أمامها.


وتابع: آن الأوان أن يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والعالم اليوم يشن حروباً على الإرهاب في العالم، وقمة قائمة الإرهاب تتمثل بهذه الحكومة الإرهابية، التي أصبح جيشها عبارة عن عصابات نظامية وعصابات مستوطنين، وأن الأوان قد حان ليتدخل العالم لوقف الإعدامات الميدانية.


مشاورات فلسطينية عربية مع فرنسا لمناقشة بنود المبادرة السياسية، ولضمان التطبيق الكامل لها، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية، والتي اعترف العالم بها وبحدودها.