بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
منذ سنوات الطفولة وانا اركض خلف الكرة ، وبعمري الذي تجاوز الستين عاما ، عاصرت العديد من ادارات الاندية والرياضيين ، واكاد أجزم انني زرت معظم الاندية الفلسطينية ، بل وعاصرت تطورها ، ولي من الاصدقاء الرياضيين القدامى والجدد الكثير .
في تسعينات القرن الماضي ، كنت اعمل مقدما للبرامج في تلفزيون بيت لحم ، وهو تلفزيون محلي كان يغطي المنطقة الواقعة من الخليل الى رام الله بل واطراف محافظة نابلس ، وقد ذاع صيته ، وجاءني يوما من الايام ،عشاق نادي هلال القدس وعلى رأسهم الصديق ناصر السلايمة ، وطلبوا مني التعليق على مباراة اعتزال نجمهم ونجم فلسطين المحبوب الكابتن " عماد الزعتري " .
أخذنا الكاميرا الوحيدة التي كان يمتلكها التلفزيون في ذلك الوقت ، وذهبت مع زميلي المصور "اياد العطيات" وتوجهنا الى ملعب المطران بالقدس ، فقد كان الدخول اليها ليس بحاجة الى كل التعقيدات التي نراها اليوم ، ولم تكن هناك حواجز تفصل بيت لحم عن القدس ، جلسنا داخل الملعب في الجهة الشرقية حيث كان الملعب قد جدد وبنيت له عدة درجات أطلقنا عليها وقتها "مدرج " وكانت مباراة الاعتزال مع فريق الوحدات ، وأثناء التعليق على المباراة ،مر من امامنا طاقم العمل من الزميلة " جريدة الوحدات " فالتقطوا صورة لنا وانا اعلق على المباراة وأجلس على الارض ، وكتبوا يومها تحت الصورة التي نشرت في جريدة الوحدات " واقع الاعلام الرياضي في فلسطين " وقد ارسل لي يومها الزميل المرحوم سليم حمدان الصورة ، التي ضاعت للاسف مع هموم الحياة .
عَرَفني مفيد الحلو " أبا عبد الله " الذي كان معروفا بكوفيته في سبيعينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي وكان يعمل اداريا في نادي اسلامي بيت لحم بالحاج " ايوب حجازي " وذهبنا يومها الى مقر نادي هلال القدس حيث اخذ حجازي على عاتقه عملية ترميمه ، وقال لنا "حجازي " وهو منهمك في عمله والعرق يتصبب منه وحوله العشرات من الشبان المقدسيين الذين يساعدوه : ان الاحتلال يحاول منعه من تنفيذ عملية الترميم لكن شباب القدس تضامنوا معه حتى تمت العملية واصبح النادي في مقدمة الاندية الفلسطينية .
هلال القدس تاريخ طويل ، فهو ارث جيل بعد جيل وتاريخ كفاح طويل ،لا يمكن ان نقبل للهلال ان ينحني او يهبط " لا سمح الله " الى مصاف اندية الدرجة الاولى ، فهذا نداء للجميع ، شدوا الهمة ، فانتم اخوة واخوات المرابطين والمرابطات في الاقصى الذين فوتوا على العدو مخططاته .
فيا حسين و يا عصفور، ويا تامر و ميعاري، و سلبيس، و سالم، و زبيدات، وشادي ، و السيد، والدباغ، مراد اسماعيل ، القدس تناديكم فلبوا النداء ،وحافظوا على هذا الارث افدوه بقلوبكم واخلصوا له ،فهو امانة في اعناقكم وأنا متأكد ان الكابتن " عمار سلمان " ابن بلدة بيت صفافا الابية لن يألُ جهدا في التضحية ، فالقدس لا تحتمل اكثر ..... وانا لمنتظرون .