نشر بتاريخ: 10/03/2016 ( آخر تحديث: 10/03/2016 الساعة: 09:43 )
غزة - تقرير معا - يحلم المسن "خليل أبو ندى" بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن حرم التعليم في الصغر نتيجة للظروف الصعبة المعيشية التي كانت تمر بها عائلته في ذلك الوقت .
ويخرج المسن السبعيني من منزله في الساعة الثامنة صباحا إلى نادي "بيت جدودنا" أحد مشاريع جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي بغزة من أجل تعلم القراءة والكتابة دون أدنى حرج في الجلوس إلى جانب زملائه في النادي من اجل التعليم.
يقول أبو ندى لمراسل "معا" :" بعد انضمامي الى قسم محو الأمية في نادي جدودنا أصبحت أقرأ واكتب وأقرأ القرآن ولم أعد بحاجة الى مرافق معي كي يدلني على الطريق أو قراءة أي شيء احتاجه".
وأشار المسن المهجر من قرية بيت جرجا المحتلة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة حيث تبعد عنها 15 كيلومترا إلى أنه ترك التعليم وهو في الصف الثالث الابتدائي لمساعدة والده في العمل.
وعبر زميله غازي محمد جبريل (70 عاما) وهو من سكان حي الزيتون بغزة عن سعادته لانضمامه للنادي وتعلم القراءة والكتابة، قائلا :" لم أكن أستطيع قراءة الأحرف الأبجدية ..الآن أصبحت أقرأ وأكتب."
وأضاف جبريل لمراسل "معا" الذي ترك مدرسته قبل 50 عاما " أكبر خطأ أن يترك الشاب مدرسته .. أنا ندمان إني تركت المدرسة كي أتعلم النجارة".
أما المسن أنور حرارة (65 عاما) فيقول:" عندما شاركت في النادي ودخلت قسم محو الأمية استطعت اكتب اسمي وأقرأ القرآن والصحف وأسماء الشوارع واليافطات".
ونصح حرارة وهو أب لستة أولاد المسنين الذين لا يستطيعون القراءة بالانضمام الى النادي كي يستفيدوا من قسم محو الأمية والمشاركة في الأقسام الأخرى.
بدوره، قال المهندس يحيى الكيالي منسق النادي في حديث لمراسل "معا" :"إن برنامج محو الأمية من أهم البرامج التي تعمل في نادي "بيت جدودنا" بعد أن وجدنا أن هناك شريحة من كبار السن سواء رجال وسيدات لا يجيدون القراءة والكتابة مما يعيق استيعابهم للمحاضرات المرئية أو يسبب لهم إشكاليات في حياتهم اليومية... كما يعانون من الحرج والارتباك في داخل المستشفيات والمؤسسات وفي قراءة الإعلانات والبيانات وإشارات المرور وغير ذلك لذا أخذت إدارة "جمعية الوداد" على عاتقها فتح الباب أمام كبار السن لتعلم القراءة والكتابة".
وأضاف الكيالي :"البرنامج بداية كان يخطو بخطوات بطيئة كون كبار السن يشعرون بالحرج من الانضمام للدارسين ولكن بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وتوزيع الشهادات وتقديم هدايا للدارسين تشجع باقي كبار السن للانضمام لهم".
وتابع :"البرنامج حقق نتائج باهرة بعد سنوات وأصبح كبار السن بإمكانهم قراءة القرآن والكتب والإعلانات" ، مشيرا الى أن البرنامج تحت إشراف جمعية الهلال الفلسطيني والمناهج مقدمة من وزارة التربية والتعليم.
واعتبر الكيالي "بيت جدودنا" مساحة صديقة لكبار السن وأحد الأنشطة التي تنفذها جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي بالشراكة مع المؤسسة الدولية لرعاية كبار السنHelpAge International في قطاع غزة.
ويتيح "بيت جدودنا" لـ 350 من كبار السن ممارسة الرياضة من خلال توفير غرفة رياضية مجهزة، كما يعمل على تحسين وضع كبار السن الصحي عبر برامج التوعية والإرشاد، بالإضافة إلى برامج الدعم النفسي والاجتماعي.
وأعلنت السيدة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني في سبتمبر الماضي بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من أيلول من كل عام أنه يوجد في فلسطين حوالي 98 ألف أمي وأميّة في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر في العام 2014، مشيرة في نفس السياق أنه حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) يعرف الشخص الأمي بأنه هو الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ ويكتب جملة بسيطة عن حياته اليومية.
وبلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في فلسطين 3.6% (97,921 أمي وأميّة)، بواقع 3.8% في الضفة الغربية (66,547 أمي وأميّة) و3.1% في قطاع غزة (31,374 أمي وأميّة) في العام 2014، وتتفاوت هذه النسبة بشكل كبير بين الذكور والإناث، حيث بلغ معدل الأمية بين الذكور 1.6% (22,161 أمي) في حين بلغ بين الإناث 5.6% (75,760 أميّة) في نفس العام.
كما بلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في فلسطين 3.6% (97,921 أمي وأميّة)، بواقع 3.8% في الضفة الغربية (66,547 أمي وأميّة) و3.1% في قطاع غزة (31,374 أمي وأميّة) في العام 2014، وتتفاوت هذه النسبة بشكل كبير بين الذكور والإناث، حيث بلغ معدل الأمية بين الذكور 1.6% (22,161 أمي) في حين بلغ بين الإناث 5.6% (75,760 أميّة) في نفس العام.
وبلغ معدل الأمية بين الأفراد كبار السن 65 سنة فأكثر 43.0% (57,611 أمي وأميّة) في العام 2014 بينما بلغ 1.5% في الفئة العمرية 15- 64 سنة (40,310 أمي وأميّة)، في حين بلغ بين الشباب 15-24 سنة 0.6% (6,293 أمي وأميّة) لنفس العام.
يشار الى أن منظمة اليونيسكو الدولية نشرت العام الماضي تقديرات جديدة حول نسب الأمية في العالم، ولم تتجاوز نسبة الأمية في فلسطين 3 بالمئة.
كما جاءت فلسطين في المرتبة الثانية على العالم العربي من حيث الدول الأقل في نسبة الأمية.
تقرير: أيمن أبو شنب