الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الاجتياح".. قصة نجاح .. في عيون الناس

نشر بتاريخ: 02/11/2007 ( آخر تحديث: 03/11/2007 الساعة: 00:46 )
رام الله -معا- رغم انه لم يحظ بالعرض الملائم فقد اثار مسلسل الاجتياح جدلا حول ملامسته الدقيقة للواقع الفلسطيني ، من حيث الرواية والمكان .

فقد قال كاتب مسلسل "الاجتياح" رياض سيف أن هذا العمل الذي يتناول قضية الإنسان الفلسطيني المعاصر "لم يكتب من أجل المشاهد الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الاجتياحات الإسرائيلية بشكل متواصل، بل كان رسالة إلى الرأي العام العربي والعالمي أملاها عليه الواجب الوطني الملقى على عاتق كل فلسطيني الذي يجب أن يعبّر عن قضيته وينقلها للعالم بالصورة اللائقة، وبالشكل الإنساني الذي ينفي مزاعم الأعداء، بأن هذا الشعب يحب الدم".

ويضيف سيف أن "الاجتياح" تضمن عدة رسائل "الرسالة الأولى إيصال صورة الإنسان الفلسطيني بأفراحه وأتراحه، بهمومه وأحزانه للعالم، كمؤشر، أن الإنسان الفلسطيني ليس كما يعبَّر عنه في الإعلام الخارجي، من حيث حبه للموت، بل هو إنسان يعشق الحياة ويموت من أجلها، وهي رسالة إنسانية مخالفة لكل وسائل الإعلام، والتي صوّرت الإنسان الفلسطيني ببندقية ولثام ودماء تسيل، دون الولوج إلى السبب عن هذا كله..هذه الرسالة الأساسية، (أنسنة الإنسان الفلسطيني)، من أجل وضعه في وضعيّته الحقيقية، وهي رغبته أن يعيش كباقي البشر في العالم، حرًّا آمناً، وقبل كل هذا بكرامة، أعتقد أن هذه الرسالة وصلت إلى الجميع، وكانت واضحة جداً".

من جانبه أكدَ مخرج العمل شوقي الماجري أنه يتبنى كل ما ورد في "الاجتياح" من مضامين، مضيفاً أن العمل يقدم ما أهملته وسائل الإعلام أو لم تقدر على الوصول إليه، وأن تقديم هذا العمل جاء حتى يعود ذلك الحماس الحارّ تجاه ما يعيشه المواطن الفلسطيني، في يومياته الحقيقية الذي يعيش في مثل هذه الظروف كالاجتياح وغيره.

ويضيف الماجري : "كان التحدي هو إنجاز عمل لكل الفلسطينيين، ومهمتنا أن يحسّ المشاهد بالشخصيات ويتعاطف معها، في لحظات الألم والضعف وحالاتهم المختلفة، فالمسألة صعبة جدًّا، لأننا لا نحب السقوط في السرد التاريخي للأحداث أو ترديد الشعارات الرنانة البسيطة والمباشرة التي لمسناها في الكثير من الأعمال التي شاهدناها حول القضية الفلسطينية".

بينما عبّر الفنان السوري عباس النوري الذي يؤدي دور "أبو جندل" إحدى الشخصيات الرئيسية في "الاجتياح" عن رضاه عن دوره في "الاجتياح" قائلاً : ("الاجتياح" عمل سياسي ولكنه يؤرخ لشيء جميل جدا في حياتنا المعاصرة وهي أحداث جرت في فلسطين عام 2002، وهو حادث اجتياح جنين وحصار رموز السلطة في رام الله في تلك الفترة القريبة، حيث حدثت مجزرة هناك، ويعرض العمل لمقاومة الشعب الفلسطيني الاعزل لهذا الاجتياح الغادر. والعمل سياسي بامتياز وهو يعتمد على وثيقة، والحقيقة أنني أفتخر بأنني أشارك في عمل وطني فلسطيني كهذا وهو واجب علينا وقد جسدت في العمل دور ضابط فلسطيني مقاوم).

الاجتياح في عيون الناس

لم يحظ "الاجتياح" بالعرض الملائم؛ إلا أنه بالرغم من ذلك ومن توقيت العرض مع أعمال أخرى لها رصيد من سنوات سابقة، حظي بنسبة مرتفعة نسبياً وأجمعت ردود الفعل التي أثارها على أهميته من حيث الموضوع ومن حيث الجوانب الفنية والإنتاجية المتقدمة.

وبحسب تعبير أحد التقارير حول العمل "يرى الفلسطينيون فيه أنفسهم، فتراهم يعيبون على اللهجة أحياناً، خصوصاً تلك الصادرة عن الفنانين غير الفلسطينيين، و(إن كانت أفضل بكثير مما في مسلسلات سابقة)، وفق ما ترى الأكثرية، وينتقدون موقع التصوير ذاك، كونه بعيداً من أجواء هذا المخيم، أو تلك البلدة، في حين ربما تشبه شوارع المدينة السورية مدينة رام الله، أو نابلس، أو غيرها. لكنهم، وعلى رغم هذا وذاك، يدركون تعذر التصوير في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً للسوريين، وغير الفلسطينيين بالعموم، لأسباب سياسية، وأخرى تتعلق بالتعقيدات الإسرائيلية".

وأشار تقرير آخر لانشغال عدد من السياسيين ونشطاء التنظيمات الفلسطينية في متابعة مسلسل "الاجتياح" وانتقاد بعضهم لما اعتبروه "مغالطات تاريخية" وردت في العمل الذي يرصد الحياة اليومية للإنسان الفلسطيني والأحداث المهولة التي رافقت الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وبقية المدن الفلسطينية عام 2002.

الجدير بالذكر، أن "الاجتياح"، حظي بإشادات واسعة من قبل فنانين عرب مثل الفنان السوري جمال سليمان الذي اعتبر أن "الاجتياح" أهم عمل جادت به الدراما العربية على الإطلاق في مقابلة له على شاشة الأوربت، وأشاد به المخرج السوري نجدت أنزور في مقابلة له مع جريدة الرياض السعودية.