نشر بتاريخ: 13/03/2016 ( آخر تحديث: 13/03/2016 الساعة: 21:34 )
لا أتخيّلُ بأنّني ذات يومٍ سأهجر رام الله، فهي عشقي منذ الصّغر.. أُحِبُّ السّيْرَ في طرقاتها كل يوم، لكنّني أرى بأنّ المساحات الخضراء فيها تقلّ من زحفٍ عمرانيٍّ مجنون، إلا أنّها تظلُّ عشقي رغم ما فيها مِنْ هوسِ العمران، أتنكد مِنْ أزمةِ السّيْر فيها والتي تربكني، لدرجة أنّني أظلُّ في حالةِ تأفُّفٍ مجنون .. لكنّها تبقى رائعةً في فوضاها....
أُحبُّ التنزه في جبالها التي أرى منها السّاحل الفلسطيني، ورغم أنَّني أسكنُ بعيداً عنها، إلا أنَّني أظلُّ في توقٍ شديدٍ لها ومتعلقاً بها كتعلقي بامرأتي، لكنّ عشقي لها يختلفُ عن عشقِي لامرأتي..
فهي تظلُّ في هوسي وأشمُّ منها عبق التاريخ، فعشقي لامرأتي فيه طعم آخر هو طعم الحُبّ المجنون، فرام الله لا تشبه امرأتي في الفوضى، مع أنّني أظلُّ ملتصقا بهما، ولا أستطيع مفارقتهما، لكنّني في معظمِ الأحيان أذهبُ خلسةً إلى رام الله، دون أنْ تراني امرأتي، لأنّها تغارُ منها.. فهي تراني أُحبُّها أكثر، وأردّدها في مناماتي ، وهذا شيءٌ يزعجها، لأنّها تشعرُ بأنّني أحبُّ امرأةً أخرى اسمها رام الله..
ما أجمل السَّيْر في طُرقاتها حينما تنامُ، فحينها أشعرُ بهدوءٍ غير عادي.. أرى جسدها بكُلِّ روعته.. أرى عتمتها بكُلِّ صمتها.. فعشقي لها سيبقى، مع أنّ عشقي لامرأتي سيبقى أيضا، ولهذا سأظلُّ مُتأرجحاً بين عشقيْن مختلفيْن ..