الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية في القاهرة

نشر بتاريخ: 14/03/2016 ( آخر تحديث: 15/03/2016 الساعة: 09:41 )
كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية في القاهرة
القاهرة- مراسل معا- أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة "يوم الثقافة الفلسطينية"، بعقد مائدة مستديرة تحت عنوان " دور الثقافة في دعم صمود الهوية الفلسطينية" بحضور معالي وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، واللواء جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وسفير دولة فلسطين ومندوبها لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة أ.د أمل الصبان، وحشد من الروائيين والشعراء والكتاب وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية.

وافتتحت الندوة أمانة الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ثم تحدث وزير الثقافة حلمي النمنم حيث أكد أن القضية الفلسطينية ستبقى هم من هموم الثقافة العربية بالرغم من أن القضايا الداخلية العربية هي الأعلى صوتا وهي التي تشغل بال الشباب حاليا؛ لكن الرموز الفلسطينية مثل محمود درويش كانت وستبقى رمزا للشعر العربي والانسانيه والقضية الفلسطينية والصوت العربي، مؤكدا أن الأرض العربية ولادة وطالما بقي الشعر والثقافة العربية فستبقى القضية الفلسطينيية حية.

ومن جهته قدم سفير فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي الشكر المثقفين المصريين على وقوفهم إلى جانب المثقف الفلسطيني والثقافة الفلسطينية وحملهم رسالة فلسطين في المراحل المتعددة، وأشار إلى ان اقتران يوم الثقافة الفلسطينية بميلاد أيقونة فلسطين محمود درويش الذي حمل فلسطين في قلبه أينما ذهب نشر صدى القضية أينما ارتحل، وأن ذلك يؤكد أن الثقافة تبقى هي السلاح طويل الأمد والأكثر رسوخا عبر العصور والعامل المركزي في حسم معركة التثبت بالهوية الوطنية، فصار المثقف يجوب بقضيته العالم سفيرا لهويته الفلسطينية، وصارت الحكاية الفلسطينية تنتقل للعالم أجمع بفضل هؤلاء المبدعين الفلسطينيين والعرب الأحرار لتزاحم الكذب "الصهيوني" في العواصم الغربية، مؤكدا أنه في يوم الثقافة الفلسطينية يثق الشعب الفلسطيني أن قضيته ستبقى حية وحاضرة من جيل إلى جيل طالما تحمل المثقف مسؤوليته الوطنية والقومية مؤكدا أن مثقفي فلسطين ومصر والعالم أجمع سيستمرون في توريث الحقائق وانصاف نضالات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

ومن ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى والتي أدارها الأديب والناقد الكبير د. صلاح فضل، وتحدث خلالها مراد السوداني- الأمين العام للجنة الفلسطينية للثقافة والعلوم، والأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ومحمد شعير رئيس تحرير مجلة "عالم الكتاب"، وفائق جرادة رئيس الملتقى السينيمائي الفلسطيني.

وأكد فيها صلاح فضل على أن فلسطين في قلب الشعب المصري، و وأن اختيار ١٣ من مارس بما يتزامن مع مولد العظيم محمود درويش هو من أحسن ما اختارته فلسطين، وأن الثقافة الفلسطينية هي جوهر الثقافة العربية متمنيا أن تسوى كافة المنازعات والانقسام الفلسطيني الذي لا يخدم إلا العدو ويضر الهوية والثقافة الفلسطينية.

من جهته شدد الشاعر مراد السوداني على أن الثقافة الفلسطينية مزروعة فينا كامتداد الزيت في الزيتون، فهي التي تمنحنا القدرة علي التماسك بالرغم من نزف حبرها الأخضر... وأكد أن احتلال فلسطين أحدث شرخا في الذاكرة والوعي وفي المكان والزمان والتاريخ الاحتلالى الذي يتعمد نفي الذات الفلسطينية وتبديدها وشرخها، قائلا:" فلسطين هبة السماء.. والوجع هو قوة الأمل والحياة على الأرض هناك هي التى تستحق الحياة أمام أولئك الذين يستبيحون الحياة..لذا نقول للكتاب في كل الوطن العربي أننا مازلنا على ذات شفة المنشد الواحد الذي يؤكد أن فلسطين لو سقط منها حرفا واحدا لن تعود كما هي أمام النقيض الاحتلالى الذي تفنن في سرقة الهوية عبر سرقة التراث والمأكولات لكنه لم يفلح في تغيير هويتنا ، ومازلنا نحفظها فى كل زقاق ومخيم بالوطن والشتات فنحن نؤكد لهم يوميا أننا نتناسل حدائق فعلا بما يليق بذاكرتنا".

ومن جهته قال الأمير أباظة ان فلسطين عرفت السينما في العشرينات مما يدلل على نهضة المشهد السينمائي مبكرا مما ساهم في التعبير عن مشاكل القضية الفلسطينية، وأكد أنه تقرر تبني القضية الفلسطينية في مهرجان اسكندرية السينمائي لتكون القدس في السينما العربية هي محور الأساسي لهذا العام.

ومن جهته أثنى فايق جرادة على احتضان مصر لمثل هذا الاحتفاء الثقافي؛ مؤكدا أن ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش ,لم تعن أبدا تميزا للشاعر عن أقرانه أو سابقيه ولاحقيه إلا أن رؤيته الشعرية الانسانية والوطنية والقومية التنويرية, استطاعت أن تعطي الثقافة الوطنية بعدا جماليا ومعرفيا وانسانيا يفتخر به, وهو في ذلك يتكىء على كل الموروث الدفين للثقافة الوطنية والانسانية مستلهما الأجمل والأنقى فيها، وأن يوم الثقافه الوطنية الفلسطينيه هو اعتراف حقيقي من قبل الشعب والقيادة الفلسطينية بدور كل المفكرين والشعراء والكتاب والموسيقيين والفنانين والمخرجين والمترجمين جميعهم تقديرا لإنتاجهم المتنوع المليء بالإبداع والأفكار ، فقد حمل الاجيال الراية دفاعا عن الهوية والشخصية الوطنية، وحموها بسياج ابداعاتهم، واغنوها يوما تلو الآخر بعطاءاتهم وانتاجاتهم كما كانت الثقافة الوطنية وروادها على مر التاريخ المعاصر.

كما عبرت الكاتبة عبلة الرويني عن انبهارها بأطفال فلسطين واخلاصهم بالتعبير عن مشاعرهم النبيلة تجاه مصر، وأكدت أن أية محاولة متعددة الأبعاد لفك الارتباط بين مصر والقضية الفلسطينية هي محاولة لفك العروبة كلها ..مؤكدة أن التشتت العربي دفعت ثمنه القضية الفلسطينية أكتر من غيرها حتى أضحت القضية لا تتصدر الاعلام العربي كما سبق ولكنها بقيت في القلب.

أما القاص هشام اصلان أكد أن الدول الكبيرة تقاس بقدرتها على احتواء الآخر ، فقد تربى الشعب المصري على أن تجري القضية الفلسطينية بدمه وأن احتفاء كهذا لهو أبرز مثال على العروبة والأخوية بين الشعبين الفلسطيني والمصري.

وتضمنت الجلسة الثانية قراءات شعرية للشاعر محمد لافي والذي قرأ فقرات شعرية تحت عنوان "زمن ، مسؤول ثوري، وجه ، جملة مفيدة ،هكذا، أرملة شهيد" والتي لاقت استحسانا وتفاعلا واضحا من الجمهور الحاضر، أما الشاعر مراد السوداني ألقى أشعارا من ديوانه تحمل مسمى " انطفاء، تلويحة إلى أمي ، رثاء".

وانتهت فعاليات اليوم بعرض فيلم (كما قال الشاعر ) للمخرج نصري حجاج والذي استعرض فيه أعمال الشاعر الكبير محمود درويش.

حضر الندوة لفيف من كبار المبدعين والأدباء والسينمائيين الفلسطينيين والمصريين أبرزهم ابراهيم عبد المجيد ،محمد المنسي قنديل ، ناهد صلاح، منى سلمان، هشام أصلان ، سارة سهيل، طارق امام ، عبير صنصور ،يوسف القدرة، لطيفة يوسف ولفيف من النقاد والأدباء والسينمائيين والباحثين الفلسطينيين والمصريين والقنوات الفضائية. جدير بالذكر أنه قد تم تخصيص يوم 13 مارس من كل عام للاحتفاء بالثقافة الوطنية الفلسطينية،