بيت لحم- معا - تجري السلطة الفلسطينية واسرائيل على مدى الشهر الماضي مفاوضات سرية، تتعلق باعادة تدريجية للسيطرة الامنية الفلسطينية على مدن الضفة الغربية وفقا للما كشفه اليوم "الاحد" موقع "هارتس" الالكتروني الناطق بالعبرية .
ونقل الموقع عمن اسماهم بالموظفين الاسرائيليين رفيعي المستوى ممن لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات الجديدة قولهم ان اسرائيل عرضت على السلطة الفلسطينية خلال المفاوضات السرية المذكورة توقف الجيش الاسرائيلي عن القيام بعمليات ميدانية متتالية ومتواصلة في مناطق A باستثناء حالات الانذار حول وجود ما يعرف بالعرف الامني الاسرائيلي باسم "القنبلة الموقوتة " وهو مصطلح يشير الى ورود معلومات حول قرب وقوع عملية معينة .
واقترحت اسرائيل خلال المفاوضات ان يوقف الجيش الاسرائيلي عملياته في اريحا ورام الله اولا وفي حال نجحت الخطوة سيتوسع هذا الاتفاق ليشمل مدن اخرى في الضفة الغربية .
وقالت مصادر اسرائيلية رفيعة على علاقة بالمفاوضات انها توقفت نتيجة شروط معينة وضعتها القيادات السياسية لدى الطرفين لكن حتى الان لم يجر دفن الفكرة نهائيا .
ووفقا للموقع الالكتروني المذكور جرت هذه المفاوضات بمبادرة ممن يسمى بمنسق شؤون الحكومة الاسرائيلية في المناطق الجنرال "يوأف بولي" مردخاي وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي الجنرال "روني نوما" فيما تم وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الجيش "يعلون" ورئيس الاركان "غادي ايزنكوت" في صورة المفاوضات وصادقوا على اجرائها .
وشارك عن الجانب الفلسطيني في المفاوضات المذكورة وفقا لذات الموقع الالكتروني وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ورئيس جهاز الامن الوقائي اللواء زياد هب الريح.
ولعب المنسق الامني الامريكي الجنرال "فريد" رودي رودشيم دورا هامة في هذه المفاوضات حيث لعب دور الوسيط بين الطرفين اللذين ورغم اجرائهما مفاوضات مباشرة كانا يضعان في صورة الامور وكان هو بدوره يقدم بعض الاقتراحات الخاصة به لتسهيل مهمة المفاوضين.
وقالت مصادر اسرائيلية رفيعة طلبت الحفاظ على سرية هويتها لانها لم تحصل على اذن للتصريح لوسائل الاعلام حول القضية ان الخطوة المذكورة تهدف الى محاولة منع المس بالتنسيق الامني بين اسرائيل وأجهزة الامن الفلسطينية ودعم استقرار الوضع في الميدان وتقليل حجم الاحتكاك بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي .
وتشكل مناطق A التي تشمل المدن الرئيسية في الضفة والقرى القريبة منها خمس مساحة الضفة الغربية المحتلة وتعود الصلاحيات الامنية والمدنية فيها وفقا لاتفاق اوسلو الى يد السلطة الفلسطينية لكن ومنذ اجتياح الضفة فيما عرف بعملية "السور الواقي" عام 2002 لم تعد اسرائيل تحترم هذا الاتفاق الخاص بمناطق A وأخذت قواتها العسكرية باستباحتها في كل يوم وليلة دون اعتبار لأي اتفاقات .