الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل والتحريض والفيسبوك والفضائيات

نشر بتاريخ: 15/03/2016 ( آخر تحديث: 16/03/2016 الساعة: 15:11 )
اسرائيل والتحريض والفيسبوك والفضائيات

بيت لحم- معا- يتركز الجهد الاساسي للجيش الاسرائيلي والشاباك حاليا على محاولة منع حدوث تصعيد كبير في انتفاضية "الافراد" لتتحول الى مواجهات شعبية شاملة وتشعر المؤسسة الامنية والحكومة الاسرائيلية بقلق كبير من تزايد حالات استخدام الاسلحة النارية والعبوات الناسفة التي جميعها تقريبا من انتاج محلي كما انها قلقة جدا من "التحريض عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وتلفزيون الاقصى التابع لحماس"- كما قال .

ويستخدم الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن الاسرائيلية وسائل كثيرة متطورة لمحاولة فهم ومعرفة العوامل التي تدفع بالمنفذين الفرديين للخروج متأثرين بموجة مشاعر طاغية وعوامل فردية وعناصر من الاحباط واليأس لتنفيذ عملياتهم حسب تعبير "روني بن يشاي " المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت" الذي نشر " الاثنين" مقالته بعنوان " فشل محاولة التشويش على بث التحريض " .

ويوظف الامن الاسرائيلي جل جهوده الخاصة بالحرب على التحريض في مجال مراقبة الفيسبوك التي تعتبر الشبكة الاجتماعية الرئيسية لنشر التحريض خاصة وان 1:7 مليون فلسطيني في الاراضي الفلسطينية يستخدمون هذه الوسيلة اكثر من نصفهم "800" الف تقريبا من النساء وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة النساء والفتيات بين منفذي العمليات خلال الاحداث الاخيرة .

واعتقل الامن الاسرائيلي وأجهزة امن السلطة الفلسطينية عشرات الاشخاص الذين كانوا في طريقهم او يخططون لتنفيذ عمليات وأطلقوا سراحهم فيما بعد وتم تشخيص غالبيتهم عبر مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي فيما تم تسليم القليل منهم من قبل افراد عائلاتهم وفقا لما جاء في مقالة " بن يشاي ".

" التحريض لا يجري فقط عبر وسائل الاتصال الاجتماعي بل ومن خلال وسائل الاعلام الفلسطينية خاصة محطات التلفزيون والراديو فتم تحذير اصحاب محطات تلفزيون وراديو خاصة من قبل الامن الاسرائيلي في المناطق ونتيجة لذلك توجه عدد منهم بإرادتهم الشخصية لطلب معرفة فيما اذا تجازوا الخط المسموح ام لا وفعلا قاموا "بتعديل " بثهم الذي اصبح اكثر اعتدالا لكن اتضح ان فضائية الاقصى التي تبث من غزة هي صاحبة التأثير الاكبر على شباب وفتيان الضفة الغربية وغزة تلك الفضائية التي تدعو مباشرة لقتل اليهود والشروع بانتفاضة شاملة " قال بن يشاي .

واضاف " وبهدف وقف بث هذه الفضائية وتحريضها استخدمت المؤسسة الامنية الاسرائيلية وسائل تكنولوجية خاصة بالحرب الالكترونية ونفذت عدة محاولات للتشويش على بثها لكن هذه المحاولات لم تنجح لان هذه الفضائية ورغم انها تبث عبر القمر الصناعي وهذا ما يمكن اغلاقه ووقفه تقوم بنقل بثها ايضا عبر شبكة الانترنت الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية في خطوة غير قانونية من وجهة نظر القانون الدولي ومعقدة جدا من حيث طريقة التنفيذ وفعليا بات وقف هذا الامر شبه مستحيل لهذا فان التحريض الذي يمارسه تلفزيون حماس مستمر" .



ويتضح من اقوال المسؤولين الاسرائيليين ايضا صعوبة تصنيف الراديو والتلفزيون الفلسطيني الرسمي كجهات تمارس التحريض خاصة وان اسرائيل تدرك عدم وجود تاثير يذكر للتلفزيون والراديو الرسمي على الشباب الفلسطيني الذين ينفذون العمليات فيما يحظى راديو وتلفزيون حماس بنسبة مشاهدة واستماع عالية جدا سواء عبر الانترنت او من خلال اجهزة التلفزيون داخل المنازل ".

واختتم بن يشاي مقالته بالقول " شرع الجيش الاسرائيلي والشاباك خلال الاسبوعيين الماضيين بسلسلة من العمليات الهادفة لمصادر اسلحة مصنوعة محليا في ارجاء الضفة الغربية ومصادر مخارط ووسائل لإنتاج هذه الاسلحة حيث اقتحمت عشرات الوحدات المختارة التابعة للجيش الاسرائيلي يوم امس الاول وهذه الليلة عدة اماكن وصادروا اسلحة بما في ذلك داخل المدن الكبرى في الضفة الغربية مثل مدينة نابلس .

"لم تظهر نتائج هذه العمليات حتى الان في الميدان وايضا لا زال التحريض مستمرا ولا زالت الاسلحة النارية محلية الصنع تستخدم وتطلق النار لكن يقد يؤدي الجهد المركز الذي يبذله الجيش الاسرائيلي والشاباك وكذلك اجهزة الامن الفلسطينية الى تراجع محاولات تنفيذ العمليات خلال الاشهر القادمة على الاقل هذا ما يرجونه في اسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تخشى هي الاخرى وبشدة من تحول انتفاضة " الافراد" الى انتفاضة شعبية عارمة نتيجة وقوع حادث مثلا يؤدي الى اصابات كثيرة " قال .

واضاف ":هذا المؤمل لكن التوقع العام لدى الجهات ذات العلاقة في الضفة الغربية تشير الى صورة سوداوية بما يسمح لنا بالقول ان انتفاضة " الافراد" هذه سترافقنا اشهرا طويلة قادمة" .