نشر بتاريخ: 15/03/2016 ( آخر تحديث: 16/03/2016 الساعة: 02:00 )
القدس- معا - أكدت عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال على مواصلتها الكفاح حتى دفن ابنائها وفق المعايير الإنسانية والشريعة الإسلامية والمسيحية، رافضين الاجراءات الاسرائيلية بمعاقبة أهالي الشهداء الفلسطينيين والتي لم تحقق هذه العقوبات أي فائدة فيما يسميه (الحرب ضد الانتفاضة).
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أهالي الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم منذ 5 أشهر، في مقر "بال ميدا" بمدينة القدس، وتحدث خلال المؤتمر المحامي أحمد رويضي مدير وحدة القدس في الرئاسة، ورئيس مؤسسة الضمير عبداللطيف غيث، والناطق باسم أهالي شهداء القدس محمد عليان ووالد الشهيد بهاء.
وأكد أهالي الشهداء في بيان صدر عنه خلال المؤتمر بعنوان "بدنا ولادنا" أن الاجراءات المتخذة ضدهم وفي مقدمتها احتجاز جثامين ابنائهم تعتبر مخالفة صارخة لكل القيم والاعراف والمواثيق الاتفاقيات الدولية ، وامعانا من الاحتلال في تنفيذ العقوبات الجماعية.
وجدد الأهالي مطالبتهم بالافراج الفوري عن الجثامين المحتجزة، وبدون أي تأخير وبشروط مناسبة لثقافتنا وديننا الحنيف، مطالبين القيادة السياسية مواصلة الضغط على الحكومة الاسرائيلية بشتى الوسائل المتاحة لها حتى تسليم كافة الجثامين، اضافة الى التوجه الى المؤسسات والمحافل الدولية لطرح هذا الملف وفضح اسرائيل باعتبارها تخالف القانون الدولي الانساني باحتجاز الجثامين.
وأكدت العائلات رفضها التام لكل محاولات الابتزاز والاستفراد بذوي الشهداء المقدسيين وفرض شروط مهينة وغير انسانية، كما أكدوا رفضهم الكامل لاستلام جثامين الشهداء وهم في وضع لا يسمح بدفنه بسبب طبقة الصقيع التي تحيط بالجثمان.
كما قالوا انهم بصدد دراسة خيار "التوجه الى المحكمة الإسرائيلية العليا" في قضية التأخير في تسليم الجثامين والشروط المفروضة .
ووجه الأهالي في بيانهم دعوة لوسائل الاعلام على ضرورة التركيز على قضية احتجاز الجثامين واعتبارها قضية انسانية، كما دعوا المجتمع المقدسي والفلسطيني عموما للالتفاف حول ذوي الشهداء والحملة لاستعادة جثامين الشهداء.
ودعا الأهالي لتشكيل طاقم قانوني فلسطيني متخصص لإعداد ملفات بهذا الخصوص وتقديمها الى محكمة الجنايات والمحاكم الدولية.
وجاء في بيان عائلات الشهداء :"خمسة اشهر وتحديدا منذ بداية "انتفاضة القدس" ، وامهات الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال، لا يعرفن الراحة او الهدوء ، تعب في النهار ووحشة في الليل بانتظار ما يعتبر اول واهم وابسط الحقوق الانسانية ، وهو توديع ، وربما تقبيل ابنائهن الشهداء، ودفنهم في تراب الوطن ، ربما بعد تكفين ان امكن ذلك او صلاة اذا سمح الاحتلال ."
وأوضح الأهالي في بيانهم انه وخلال الأشهر الماضية حاولوا من خلال الاتصالات مع اعلى المستويات السياسية والشعبية والمشاركة الحملة الشعبية لاستعادة الجثامين بكل الفعاليات الشعبية والاعلامية والسياسية الممكنة لاستعادة جثامين ابنائهم، ورغم ذلك لا يزال الشهداء في الثلاجات.
وتطرق البيان الى الشروط القاسية التي تفرض على الأهالي لاستلام الجثامين، بفرض غرامات مالية والتي تعتبر "شراء الجثمان من قاتله، والدفن المشروط بأعداد قليلة من المشيعين ولوقت لا يتجاوز الساعتين، ناهيك عن استلام الجثامين كقالب الثلج.
واضاف البيان :"نحن عائلات الشهداء المقدسيين التي ما زال الاحتلال يجعل منهم حقل تجارب لإجراءاته التعسفية والعقوبات الجماعية والتي لم تقتصر فقط على احتجاز الجثامين بل هدم البيوت والتلويح بالابعاد عن مسقط الرأس والملاحقات اليومية المعروفة ..
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 13 شهيدا مقدسيا في الثلاجات، أقدمهم الشهيد ثائر أبو غزالة الذي ارتقى في الثامن من شهر أكتوبر- تشرين أول الماضي، والشهيد الطفل حسن مناصرة 15 عاماً، والشهيد علاء أبو جمل 32 عاما، والشهيد بهاء عليان 22 عاما، والشهيد الطفل معتز أحمد عويسات 16 عاما، والشهيد محمد عبد نمر 37 عاما، والشهيد عمر ياسر اسكافي 21 عاما، والشهيد عبد المحسن حسونة 21 عاما، والشهيد محمد أبو خلف 20 عاماً، والشهيدة فدوى أبو طير 51 عاما، والشهيد فؤاد أبو رجب 21 عاما، والشهيد محمد جمال الكالوتي 21 عاما، والشهيد عبد الله صالح ابو خروب 19 عاماً.
والشهداء من مناطق القدس القديمة، وقرية جبل المكبر، وحي بيت حنينا، وقرية العيسوية، وكفر عقب، وام طوبا، ومن بين الجثامين طفلين وهما مناصرة وعويسات، والسيدة أبو طير.