نشر بتاريخ: 15/03/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:04 )
شارك
بيت لحم- تقرير معا- "كارل غوستاف" أو "كارلو" سلاح تردد اسمه كثيراً في الانتفاضة الحالية بعد ان تكرر استخدامه في بعض العمليات التي نفذها فلسطينيون ضد الاحتلال الاسرائيلي لانه السلاح الابسط والأقل ثمناً الذي يمكن ان يتوفر في ظل حظر الاحتلال على الفلسطينيين امتلاك اي سلاح باستثناء سلاح السلطة الفلسطينية الرسمية.
السلاح أطلق عليه خلال الانتفاضة الاولى "سلاح الفقراء" نظراً لانخفاض سعره مقارنة بالأسلحة الاخرى وبات رمزاً من رموز الانتفاضة الحالية، وأضحى السلاح المستخدم في الكثير من عمليات إطلاق النار.
الجيش الاسرائيلي يقول ان هذا السلاح يصنع في ورش محلية في الضفة الغربية الامر الذي ساعد في تنفيذ عدد من العمليات المسلحة كما حدث في مدينة القدس عندما تمكن عدد من الفلسطينيين القادمين من شمال الضفة من تنفيذ عمليات اطلاق نار أوقعت قتلى وجرحى اسرائيليين.
سلاح فعال وقاتل المحلل العسكري اللواء يونس العاص قال لـ معا ان سلاح "كارل غوستاف" أوروبي الصنع، قلُد في مصر عام 1956 واطلق عليه اسم "بور سعيد" قبل ان يصل فلسطين على مدار الحروب والانتفاضات المتتالية.
وأوضح ان سعة مخزن سلاح الكارلو 25 حبة وعيار رصاصته 9 ملم، وهي الذخيرة التي يستوعبها المسدس العادي، وتصل لمسافة قصيرة، وكلما زاد الرمي من الكارلو تقل المسافة، لكنه سلاح فعال وقاتل في المسافات القصيرة.
واستبعد العاص تصنيع هذا السلاح في فلسطين لعدم وجود مخارط خاصة لعمل الخطوط الحلزونية داخل السبطانة التي تأخذ الرصاصة، كما ان هذه الماكينة مصنوعة من حديد مقوى خاص لا يتوفر في الضفة الغربية. قائلا "ان معظم هذه الاسلحة من نوع كارلو قد تكون مهربة".
وقال العاص ان دخول الاسلحة الى حلبة المواجهة ينذر بتطور الانتفاضة، مبديا تحفظه على استخدام السلاح حتى لا يكون هناك ذريعة امام اسرائيل لزيادة القمع وقتل الفلسطينيين كما حدث في انتفاضة الاقصى وانتهى باجتياح واسع ومدمر للمدن الفلسطينية.
"نجح الفلسطينيون في تقليده" بدوره، قال الدكتور نظام صلاحات المحاضر في قسم العلوم الأمنية في جامعة الاستقلال لوكالة معا ان محاولات فلسطينية منذ الانتفاضة الأولى بدأت لتقليد سلاح "كارل غوستاف" باستخدام ما يتوفر من أدوات لصناعة جسم السلاح كالمواسير وغيرها، ونجح الفلسطينيون في تقليده واستخدامه على مدار المواجهات المختلفة مع الاحتلال.
ووصف صلاحات التقديرات الإسرائيلية بشأن الأسلحة المستخدمة بـ" المبالغ فيها"، مستبعدا عودة الفلسطينيين للتصنيع بنفس الوتيرة التي كانت في السابق.
وقال "ان تصنيع السلاح بحاجة الى دعم مادي كبير وتنظيمات لرعايته، وما يجري حاليا ليس الا هبة جماهيرية أبطال عملياتها افراد وليسوا تنظيمات".
وأوضح ان معظم العمليات نفذت بشكل فردي ودون تخطيط جماعي، وحتى تتحول الى انتفاضة واسعة بحاجة الى حاضنة من قبل الاحزاب والفصائل الفلسطينية.
وأكد صلاحات وجود كميات كبيرة من الأسلحة لدى الفلسطينيين، لم يخف تأثيرها بفعل استخدامها المحدود في العمليات خلال الانتفاضة الحالية.
"مداهمة ورش الحدادة" ويقوم جيش الاحتلال بالتعاون مع جهاز المخابرات "الشاباك" لما وصفها الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي بـ" حملات لإحباط جهود انتاج الوسائل القتالية في الضفة الغربية والقدس".
وأضاف في بيان "خلال هذه الأشهر تم ضبط العشرات من الوسائل القتالية وورش الحدادة لتصنيع الأسلحة".
وكشف النقاب انه يوم الجمعة الماضي تم ضبط 15 بندقية تم إخفاؤها في قرية يعبد قرب جنين، المعلومات عن هذه البنادق استنتجت من التحقيق مع احد صانعي الوسائل القتالية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه في العام 2000 واجهت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك للمرة الأولى سلاح "كارل غوستاف"، وكان نسخة مقلدة ورخيصة في حينه لم تتم ملاحقته.