الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيثارة اسرائيل "التاريخية".. مزورة

نشر بتاريخ: 18/03/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:04 )
قيثارة اسرائيل "التاريخية".. مزورة
بيت لحم - معا - في عام 1979 اهتزت سلطة الآثار الإسرائيلية، حين أعلن عالم الآثار الاسرائيلي نحمان افيغاد عن عثوره على ختم مصنوع من الحجر، نقش محفور بتاريخ ختم "مملكة يهودا" في القرن السابع قبل الميلاد، كتب عليه بالعبرية القديمة "لمعدنا ابنة الملك"، وفوق النقش صورة قيثارة تعود وفق اليهود لملكية الملك داؤود.

وقال "افيغاد" حينها، إن هذا قد يكون بمثابة نظرة أولى على الصك التاريخي الذي تم استخدامه في الهيكل، وانعكست المشاعر بعد ست سنوات على قرار بنك إسرائيل وضع القيثارة على عملة النصف شيقل- عام 1985.

وتقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنّ تحقيقا استمر لمدة عامين ونصف ونشرته المجلة الأمريكية "نيو ريبابليك" يؤكد ما كان أكده علماء موسيقى وآثار إسرائيليين في الماضي، أن القيثارة التي تم عرضها وكأنها تاريخية هي مزيفة. وبالرغم من أنه أثيرت الشكوك حول مصداقية الختم قبل إصدار العملة، لكن بنك إسرائيل تجاهل الأمر.

ونصف الشيقل ليست عملة فريدة من نوعها، فجميع النقود الإسرائيلية غير الورقية تم طباعة صور قديمة عليها مستمدة من العملات القديمة والطوابع.

وأفاد الصحفي "دانيال ايسترن" الذي نشر التحقيق: "هذه رسالة واضحة جدا، وهذا هو ربط واضح بين إسرائيل القديمة وإسرائيل المعاصرة، هذا الختم يقول بكلمات أخرى إنّ اليهود كانوا هنا ولهم الحق في أن يكونوا هنا".

وتم نشر ختم "لمعدانا بنت الملك" بواسطة د. روبن هخت في سوق الآثار، ومثل العديد من المعادن القديمة، التي تسارع سلطة الأثار الإسرائيلية على نشرها على الملأ لتأكيد الجذور اليهودية في فلسطين، فهذا الختم مشكوك فيه.

وفي عام 198، تبرع هخت بالختم لمتحف إسرائيل، حيث تم عرضه هناك حتى عام 1993 - ومن ثم بهدوء تام تم إخفاؤه من المعرض، بسبب زيادة الشكوك حول صحته.

وأوضح الصحفي أن "افيغاد"، وهو أحد أهم علماء الآثار الإسرائيليين، لم يشكك في مصداقية الختم، وساهم في قرار بنك إسرائيل الاستمرار في نشر العملة بالرغم من الشكوك التي حامت حوله.

وأوضح التقرير أن أول من أعربت عن شكوكها كانت عالمة الموسيقى "باتيا بايار"، من الجامعة العبرية والخبيرة في الآلات الموسيقية القديمة، حيث قالت: "إنّ تشكيلة القيثارة غير معقولة، واذا حاول أحد العازفين استعمالها- فستنهار من أول لمسة".

وتحدث "إيسترن" مع العديد من الخبراء الذين أكدوا أنه لا وجود لأختام بنات ملوك في تلك الفترة.

وحسب التقرير قال البروفيسور كريستوفر رولستون، من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، إن "الختم والحفر عليه لا يمكن أن يكون ملائما للآلات الموسيقية قبل 2700 عام في القدس".

ويقول استيرن إنه "كان لبنك إسرائيل فترة 30 عاما، لرفع القضية علنا ومناقشتها على الملأ، ولكن بدلا من ذلك حاولوا دفنه، في الوقت الذي يشتبه بأحد الصور الأكثر شيوعا في إسرائيل الموجود على العملة النقدية، يمكن للشخص أن يسأل نفسه، ماذا أيضا يشتبه به؟ هذا لا يعني أنه لا يوجد لإسرائيل جذور في المنطقة، ولكن عندما يتجنبون النقاش أتساءل لماذا؟".

وقال بنك إسرائيل في رده: "ليس هناك أي دليل على أن توقيع إبنة الملك غير صحيح، ولو فرضنا أنه غير حقيقي، فهذا لا يهم الجمهور بعد كل هذه الأعوام".

أما "متحف إسرائيل" فاعترف أنه "لا تزال هناك أسئلة مفتوحة حول الختم، لم تحسم بعد".

واستعرض استيرن الشعارات اليهودية المتواجدة على العملات النقدية، ويتم تبادلها بين الفلسطينيين أيضا في الضفة والقطاع: "10 أغورات" مستخدمة في إسرائيل ولا تستخدم في الضفة الغربية وقطاع غزة، تظهر عليها خريطة إسرائيل الكبرى مع الشمعدان اليهودي.

واضاف التقرير أن "نصف شيقل" التي تظهر عليها صورة قيثارة، بالإضافة إلى شعار إسرائيل داخل مربع صغير، و"شيقل جديد" يظهر عليه صورة للزنبق بالإضافة إلى شعار إسرائيل، "2 شيقل" يظهر عليها صورتين متماثلتين لرمز النماء والوفرة، بالإضافة لظهور شعار إسرائيل، "5 شواقل" يظهر عليها تاج العمود بالإضافة لشعار إسرائيل.