الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 17/03/2016 ( آخر تحديث: 17/03/2016 الساعة: 21:49 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور

مباراتا الأهلي الخليلي والظاهرية في كأس الاتحاد الآسيوي أمام فريقين عمانيين، تنتهيا بنتيجة إيجابية، وهما تؤرخان لمرحلة جديدة من مشاركات أنديتنا في البطولة، وكل التقدير للقائمين على الفريقين ولجماهيرهما وللجهازين الفني والإداري في كل منهما.

درس، وموقف
تابعت ما كتبه أستاذنا عمر الجعفري عن الزلل غير المقصود في اللغة في خبر، ورغم أن الهفوة كان يمكن تناسيها إلا أن أستاذنا أبا وجدي آثر التوقف عندها، والتنويه والاعتذار.
موقف مسئول من شخصية لها كل التقدير والاحترام، فكم من مخطئ لا يتراجع عن خطأه بل وأدهى من ذلك لا يقر بوجود الخطأ.
كل التقدير لك أستاذنا الفاضل، وثق أن موقفك درسك، ودرسك موقف، وقد قدمّت أنموذجا في فن التعامل الراقي مع الموقف.
منك تابعت، وتعلمت، وأدركت معنى أن تكون المهنية متوافرة، فكل الشكر لك أبا وجدي.

الأهلي والغزلان: بداية العودة
نتيجتا الأهلي والغزلان في الجولة الأخيرة من كأس الاتحاد الآسيوي كانتا دلالة على قدرة فرقنا الفلسطينية على مقارعة فرق آسيوية ذات باع طويل.
الأهلي أبدع وفاز على فجاء، ويسجّل للكابتن أيمن صندوقة وبقية أفراد الجهاز تقديم فريق ذي شخصية، بعد أن برهن لاعبوه أنهم قادرون على تقديم مردود طيب، ولعلّ التجديد في الخيارات التي زج بها المدرب، وإعادة الثقة لبعض اللاعبين ممن توارى إبداعهم أو كاد في مراحل سابقة يؤكد أن مدربنا الفلسطيني يحوز قدرات عالية.
الظاهرية الذي تسلح بالإرادة، ونجح جهازه الفني في إعادة شحذ الهمم، عاد بتعادل بطعم الفوز من عمان أمام فريق العروبة، والفريق الظهراوي قادر على أن يكون في قادم الجولات رقما صعبا كما خبرناه.
الأهلي والغزلان قادران على اجتياز الدور الأول، رغم المنغصات الناشئة عن إشكاليات طبيعة فرق مجموعتيهما، وهو ما يستوجب المطالبة مستقبلا بقرعة موجهة تنأى بفرقنا عن هذا الإرباك، ولعل أبرز ما حملته مشاركة الفريقين في البطولة الآسيوية إعادة الاعتبار للملعب البيتي.
للفريقين الأهلي والظاهرية أطيب التمنيات بالتوفيق والتحليق عاليا في سماء البطولة، وستبقى فلسطين مرحبّة بالفرق القادمة إليها، وأعتقد جازما أن إصرار الأهلي على لعب مباراته المقبلة مع الفريق لسوري- وهي مباراة مؤجلة- على أرض فلسطين إصرار منطقي.
الظاهرية والأهلي يحملان معهما الآمال بأننا تجاوزنا مرحلة الطموح في المشاركة، وهما يؤكدان أن الرياضة الفلسطينية تسير في الطريق الصحيح، رغم ما أحاط بمشاركة الفريقين هذا الموسم في البطولة من إشكاليات مردّها عدم إيفاء فرق مستضيفة بالتزاماتها، والتعامل غير المهني من الاتحاد الآسيوي مع عدم توفير متطلبات إجراء المباريات كما هو مخطط لها، ولا زال الاتحاد الآسيوي يتعامل مع الأمور بمنطق يخلو من أي منطق، ولا زلنا بانتظار بيان رسمي من الاتحاد الآسيوي عن ما جرى لفريق الظاهرية في بيروت مؤخرا، وهو ما يستوجب علاوة على تعويض الفريق اتخاذ موقف واضح من احتساب النتيجة لصالح الغزلان، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لفريق واجه صعوبات، وذهب منقوصا إلى لبنان دون توافر الحد الأدنى المطلوب من اهتمام الاتحاد الآسيوي، وكنا ننتظر أن تُثار القضية على أعلى مستوى إعلامي رياضي عربيا لكن الأمر مرّ وكأنه لم يكن، وكل التقدير للاتحاد الفلسطيني الذي وواكب الحدث وحاول تقديم الحلول لكن الأمر في النهاية منوط بالموقف الغريب للاتحاد الآسيوي.

بطولة الكأس ... فرصة للتنشيط
تمثل مباريات الكأس فرصة للفرق لإعادة تنشيط نفسها، والمباريات المجدولة هذا الأسبوع تحمل معها مواجهات بين فرق تتطلع لتعويض الموسم أو استعادة بريق خفت.
في مباريات الكأس الفرصة مواتية لإشراك لاعبين جدد، وكان من الأهمية بمكان تنظيم المباريات في ظل توقف الدوري حتى مع مشاركة لاعبين من بعض الأندية في المنتخب.
مباريات الكأس تستحق أن تكون منقولة تلفازيا خاصة تلك التي تجمع بين فرق من المحترفين جزئي والمحترفين لأن من شأن ذلك زيادة الحافز لدى اللاعبين، وتوفير فرص أكبر للمتابعة الجماهيرية.
بانتظار المباريات الأربعة لهذا الأسبوع.

تساؤل برسم الغرابة
لماذا ترعى بعض البنوك بطولات في دوريات مجاورة وتحديد لدوري الفئات السنيّة وتحجم عن رعايتها لفرقنا ولبطولاتنا؟ تساؤل سبق وأثرناه، لكنه ظل دون إجابة.
التساؤل يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مستوى التراجع في تبني القطاع الخاص للنشاط الرياضي، ولولا الرعاية المشكورة من شركتيْ الوطنية موبايل وجوال للدوري، لكانت الفرق في وضع متأزم أكثر وهي التي تعاني أصلا من أزمات متتابعة، وبعضها يعيش تحت وطأة تراكمات من سنوات سابقة لديون أثقلت كاهلها.
دور القطاع الخاص لا زال قاصرا، وتعود بنا الذاكرة إلى الموسم الاحترافي الأول حين كان كل فريق حاظيا برعاية شركة كبرى، لكن هذا النهج غاب.
دور القطاع الخاص يجب أن يكون موضع تساؤل من جديد، والرعاية من مؤسسة بعينها لدوري في دولة ما وعدم الرعاية في فلسطين موضع استغراب خاصة وأن المؤسسة تنتشر عبر فروعها في فلسطين وخارجها.
الباب لا زال مفتوحا، وإمكانية التدارك ممكنة، لكن التساؤل على الأغلب سيبقى دون إجابة!!!!!