سياسة " يعني " الاسرائيلية/ بقلم : افي سخاروف
نشر بتاريخ: 04/11/2007 ( آخر تحديث: 04/11/2007 الساعة: 17:37 )
بيت لحم - معا- كتب الصحفي الاسرائيلي افي سخاروف في صحيفة هأرتس " من المؤكد ان تعرض اسرائيل على رايس خلال زيارتها الحالية للبلاد الخطوات التي نفذتها لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عابس ، لكن وعلى الاقل في المرحلة الحالية تدير اسرائيل سياسة " يعني" مثلما وصف وزير الامن الداخلي افي ديختر خطوات السلطة الفلسطينية في محاربة الارهاب .
وافقت المؤسسة الامنية الاسرائيلية وفي اطار خطوات حسن النوايا على دخول 300 شرطي فلسطيني الى نابلس لكن بنود الاتفاق الامني مع الجانب الفلسطيني ستثير الاحتقار لدى سكان نابلس وستحول الرئيس الفلسطيني الى نكتة في عيون ابناء شعبه عندما يتضح ان الشرطة الفلسطينية ستمارس عملها من الساعة السادسة صباحا حتى منتصف الليل حيث يحل مكانها جنود الجيش الاسرائيلي ليمارسوا التوغل والاعتقالات وفقا لما تقتضيه الحاجة ما يجعل كل عملية اطلاق نار في ساعات الليل تثير احتجاج السكان الذين سيرون فيها عملية اسرائيلية بمباركة فلسطينية الامر الذي سيقوض موقع فتح والسلطة في الشارع الفلسطيني ويساعد حماس التي ستسر لاستغلال الموقف على تعزيز موقعها .
واذا راهن عباس على المفاوضات لانقاذ موقفه وتعزيز موقعه فهي الان عالقة ولا تتقدم واكثر اثبات على ذلك الاتهامات المتبادلة بين رئيس الجانب الفلسطيني ابو علاء قريع الذي اتهمته مصادر مقربة من الوفد المفاوض بانه يدير المفاوضات وفقا للاجندة الشخصية ولا يعبأ بما توصل له اولمرت وعباس من تفاهمات والاتهامات الفلسطينية التي نشرت في صحيفة الحياة حول تطرف تسيبي ليفني الذي فاق تطرف اولمرت ما يعكس ضجر المفاوضين الذين حاولوا التماسك على مدى اسابيع الا انهم اخذوا خلال الفترة الاخيرة في التفاوض عبر صفحات الجرائد .
وبعيدا عن العناوين الصحفية اوضحت مصادر فلسطينية ان زيارة رايس القادمة لن تنقذ المفاوضات المعقدة مؤكدين عدم وجود اي اتفاق حتى الان على اي بند من بنود القضايا الرئيسية او في صياغة الوثيقة المشتركة التي من المقرر ان تعرض على مؤتمر انابوليس .
وفضل عباس العارف بتعقيدات الوضع التفاوضي يوم الجمعه الماضية ان يشرع في التحضير لليوم الذي يلي مؤ تمر انابوليس واحتمالية فشله فأقام صلاة مشتركة مع قيادات حماس في الضفة الغربية التي حضرت الى مقر المقاطعه .
وحققت صلاة يوم الجمعه في المقاطعة للرئيس الفلسطيني عدة اهداف مؤقته اولها نقل رسالة الى اسرائيل مفادها وجود بديل للمفاوضات اضافة الى الحفاظ على خطوط الحوار مع حماس والهدف الثالث وهو الاهم الاثبات بان حماس مقسومة على ذاتها ففي حين تهدد القيادات المتطرفة بالانقلاب على السلطة في غزة تأتي قيادة الحركة في الضفة لتتنصل من هذه التصريحات وتقف الى جانب الرئيس عباس .
وحذر قادة كبار من حركة فتح الرئيس الفلسطيني من ان لقاءه مع قادة حماس في الضفة الغربية سيثير غضب اسرائيل وامريكا ولكنه لم يتراجع عن موقفه من باب قناعته بان قليلا من الضغط على اسرائيل لن يضر احدا .