نشر بتاريخ: 22/03/2016 ( آخر تحديث: 22/03/2016 الساعة: 16:58 )
بيت لحم- معا- في الوقت الذي يعاني من نفاد ما يعرف بالتنوع الحيوي- وهو عنصر ضروري لبقاء الجنس البشري- وبينما تتعرض الأغذية المتوفرة للتلوث نتيجة التعديل الوراثي للكانئنات العضوية، نواجه في فلسطين تحديا بالتزامن مع وجود فرصة للخروج من المأزق. يكمن التحدي في كيفية إنقاذ التنوع الحيوي والثقافي في ظل غياب الاستقلالية السياسية. أما الفرصة المتاحة فتكمن في توفر ثروة من المعرفة في المجال الزراعي وبذور يمكن وصفها بأنها تحمل الحمض النووي لموروثنا الثقافي والحيوي.
هذه البذور التي تعرف بالبذور "البلدية" هي إرث تناقلته عشرات الأجيال ممن كانوا يختارون الأصناف والتراث بعناية فائقة ويحرصون على تكاثرها وانتشارها. لهذه الأسباب وغيرها ظلت هذه البذور منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا بمثابة هبة نستمد منها القوة والسيادة السياسية.
ومن أجل استغلال هذه الفرصة التاريخية لتكون جزءا من حركة عالمية لإنقاذ البذور والتنوع الحيوي وبالتالي إنقاذ الموروث الفلسطيني من خلال تخصيص مشاحات مستقلة تم إنشاء المكتبة الفلسطينية للبذور اللإرثية أو البلدية.
أول من فكر في موضوع المكتبة وطرح الفكرة كانت فيفيان صنصور من برنامج العلوم والثقافة في مؤسسة القطان، وهي التي عملت في مجال الزراعة ومع المزارعين على مدى عشرات السنين. ونحن اليوم نعمل مع برنامج العلوم والتربية الخاص بالمعلمين على إنشاء فريق للبحث عن البذور.
نظمنا خلال العام المنصرم العديد من ورشات العمل شارك فيها معلمون من قرى وبلدات الضفة الغربية، تخللها نقاشات حول أصول البذور، وملاءمة التربة، والزراعة العضوية، وأهمية الحكايات المتعلقة بالبذور والمعلومات التي تناقلها السلف في الحفاظ على البيئة.
ومن وحي ما تعنيه كلمة "طالب" باللغة العربية - وهو الشخص الذي يسعى وراء المعرفة - فإننا نجند الطلبة ليصبحوا باحثين حقيقيين من خلال انضمامهم إلى نشاطاتنا في البحث عن البذور البلدية الآخذة في التلاشي وعن الحكايات المرتبطة بتلك البذور. يقوم الطلبة بعملية البحث بمساعة وتوجيه من معلميهم الذين يعملون مع فيفيان صنصور على سلسلة من النشاطات وورشات العمل.
وكانت آخر ورشات العمل التي أدارتها فيفيان صنصور يوم السبت التاسع عشر من آذار وشارك فيها المعلمون بهدف التحضير لإطلاق مكتبة البذور صيف هذا العام. عقدت الورشة في مقر متحف بتير البيئي في بلدة بتير، وفيها تحدث الطلبة عن مشوارهم في فهم التنوع الحيوي وأهميته.