نشر بتاريخ: 22/03/2016 ( آخر تحديث: 22/03/2016 الساعة: 11:36 )
شارك
القدس- معا - كان مشهد باب الأسباط الليلة الماضية أشبه بثكنة عسكرية.. الجنود المدججون بالسلاح حاصروا الباب، قبل وأثناء تسليم جثماني الشهيدين الطفل حسن مناصرة 15 عاما وعمر اسكافي 21 عاما، بعد احتجازهما عدة اشهر في ثلاجات الاحتلال.
الشهيد الطفل مناصرة
"كان كقالب الثلج ...جسده متجمد، ولذلك لم نوافق على استلام الجثمان" بهذه الكلمات خرج خالد مناصرة من بين السواتر الحديدية واصفا جسد ابنه الشهيد حسن.
لم تكتفِ سلطات الاحتلال باحتجاز جثمان الطفل مناصرة لمدة (163 يوماً اي ما يزيد عن 5 أشهر)، واعتقال شقيقه عدة اشهر حتى ثبتت براءته قبل عدة أيام، فقد سلمت جثمان الطفل كقالب الثلج، متجمد لا يمكن تكفينه ودفنه داخل القبر حسب الأصول الإسلامية.
وقال أحمد مناصرة – عم الشهيد حسن- "وافقنا على شروط الاحتلال لاستلام الشهيد، أردنا دفنه وتكريمه، وكان شرطنا الوحيد عدم تسليمه كقالب الثلج، لكن للأسف الاحتلال أخل بما وعده به، حيث أخبرنا ان الجثمان لن يكون مجمدا، وفوجئنا بأنه كان متجمدا وقالب ثلج."
وأضاف مناصرة:"كيف يمكن توديعه وتقبيله وهو جثمان متجمد، وكيف يمكن التعامل معه لدفنه "التكفين ووضعه في القبر" في حالة تجمد مستحيلة، نحن مصممون على موقفنا، نريد دفن حسن وإكرامه بصورة تسمح بذلك."
وتابع مناصرة "الاحتلال يحاول من خلال هذه الإجراءات الاذلالية والضغط على الأهالي، وهذا الطفل تم تصفيته واعدامه بظروف لا يعلمها أي أحد ولم يتم الكشف عنها."
الشهيد اسكافي
وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كان موعد تسليم جثمان الشهيد عمر اسكافي بعد احتجازه في ثلاجات الاحتلال منذ 3 أشهر ونصف، بتواجد 32 فردا من العائلة فقط.
والدا الشهيد لم يتمكنا من الحديث بعد دفن نجلهما عمر، بينما قالت احدى السيدات اللواتي شاركن في تشييَع الجثمان وهي زوجة عمه :"كانت الدماء تسيل من جسده، وامتلأ الكفن بدمه وكأنه استشهد في هذه اللحظات.. كما غطت الدماء وجههه لإصابته مباشرة في الوجه".
وأضافت اسكافي :"كان وجهه مشرقا الأمر الذي خفف من ألم العائلة التي تفتحت جروحها اليوم كلحظات استشهاده الأولى."
وتواجدت قوات الاحتلال بكثافة داخل مقبرة باب الاسباط، وتمركزت في محيط الجنازة وغرفة تكفين الشهيد، حتى تواجدت في محيط القبر خلال دفنه. ومنعوا أي شخص لم يرد اسمه في قائمة الأسماء من الدخول والمشاركة في التشييع.
المحامي محمد محمود
وقال المحامي محمد محمود محامي مؤسسة الضمير أنه كان المفترض استلام مناصرة واسكافي، وقد رفض والد الشهيد مناصرة استلامه لأنه كان في حالة صعبة ومتجمد، والوضع لا يسمح باستلامه، وهو قرار شخصي من قبل العائلات.
وأضاف أن السلطات أخلت بالاتفاق وهو عدم تسليم جثامين الشهداء مجمدة أو مفرزة بإخراجها من ثلاجات معهد "ابو كبير" بوقت يسبق عملية التسليم، وعلى ما يبدو أنه لم يتم إخراج الشهيد مناصرة بالوقت المناسب.
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت قرارا يقضي بإلزام النيابة العامة الرد على الاستئناف الذي قدمه المحامي محمد محمود والذي طالب فيه بتحديد موعد لتسليم جثامين الشهداء المقدسيين المحتجزين في الثلاجات.
وأضاف المحامي محمود ان المحكمة العليا طالبت الشرطة بالرد على الاستئناف خلال 14 يوما، الا انه قدم طلبا لتقصير مدة الرد على الاستئناف، وبالتالي قررت العليا امهال النيابة العامة لليوم الثلاثاء للرد .
المقبرة ومحيطها ثكنة عسكرية
وقد انتشرت قوات الاحتلال بفرقها المختلفة في محيط مقبرة باب الأسباط والطرقات المؤدية لها واغلقت العديد منها بالسواتر الحديدية والأشرطة الحمراء، ومنعت طواقم الصحفيين من التصوير في المكان وابعدتهم بالقوة عن محيط المقبرة.
وخضع 40 شخصا من عائلة مناصرة - الذين سمح لهم بالدخول الى مقبرة باب الاسباط تمهيدا لاستلام الشهيد- لتفتيش دقيق، ولم تستثن كبار السن من النساء والرجال والشبان وحتى الأطفال، وبعضهم من شبح على الجدران لتفتيشهم.
ومنعت سلطات الاحتلال ادخال الهواتف المحمولة الى داخل المقبرة واجبرت العائلة على ارجاع هواتفها، كما منعت محامي مؤسسة الضمير محمد محمود والمحامي طارق برغوث اللذين رافقا عملية التسليم من ادخال هواتفهم المحمولة.
احتجاز جثمان 12 شهيدا مقدسيا
وبعد تسليم الشهيد عمر اسكافي تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمان 12 شهيدا مقدسيا ارتقوا خلال الأشهر الماضية في مدينة القدس، أقدهم ثائر أبو غزالة ارتقى شهر اكتوبر الماضي، وبينهم طفلان "حسن مناصرة ومعتز عويسات"، وسيدة "فدوى ابو طير"، ويشار ان سلطات الاحتلال فرضت القيود والشروط المختلفة على تسليم جثامين شهداء القدس، فمنهم من دفن خارج حدود الجدار العازل وبعضهم في رام الله، وبينما من دفن داخل القدس اشترط عليه الدفن بساعات الليل عقب التسليم مباشرة وبأعداد قليلة من المشيعين.