نشر بتاريخ: 22/03/2016 ( آخر تحديث: 23/03/2016 الساعة: 16:36 )
رام الله- معا- أكد رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، اليوم الثلاثاء، "لدينا الكثير من الدلائل والوثائق التي تثبت تورط المحتل في ممارسة القتل العمد بحق أسرى، أدت إلى استشهاد العديد منهم، جراء التعذيب أثناء عملية التحقيق، والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة العديد من الأسرى، وبعضهم الآن يصارع الموت".
جاءت تأكيدات فارس هذه خلال ادلائه بشهادته أمام لجنة مكتب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، في العاصمة الأردنية عمان، بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة بمعاملة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال فارس إن "الاحتلال الإسرائيلي عبر إدارة السجون، يتبع سياسات وإجراءات ممنهجة تتنافى كلياً مع الأنظمة والقوانين الدولية التي كفلت حقوق وكرامة الأسير، وتعتبر تعديا سافرا على الكرامة الإنسانية التي لم يعد لها قيمة أخلاقية وإنسانية لدى دولة الاحتلال".
وأكد فارس أن الاحتلال الإسرائيلي منعكم من زيارة فلسطين والاطلاع على الواقع الحقيقي المر الذي يعانيه أسرانا في سجون الاحتلال، والمحررون منهم، لأنه يعرف تماماً أن منظومة الإجراءات التي ينفذها بحق الأسرى بمثابة تطهير إنساني، ما يتخوف من الملاحقة والمحاسبة.
وطالب المحكمة بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه ذلك، والإصرار على زيارة ما يجري في هذه السجون، وخاصة ما يسمى عيادة مستشفى الرملة.
واعتبر فارس الإهمال الطبي من أسوأ وأبشع الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال والتي كان من نتائجها استشهاد العشرات من الأسرى داخل السجون أو بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع أو أشهر قليلة.
وقال فارس أكد أنه يتم إهمال تشخيص المرض، الأمر الذي يؤدي لتفاقمه، وتجريب أدوية لم تدخل سلة الدواء الآدمي، وإعطاء أدوية قبل تشخيص المرض وعادة ما كانت أدوية لا علاقة لها بالمرض، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات سلبية.
وأضاف فارس: من أدوات الاحتلال في تنفيذ منهجية الإهمال الطبي، انتظار الأسير لوقت طويل جداً لعمل صور أشعة أو رنين مغناطيسي أو تحاليل ضرورية لتشخيص المرض، ما يؤدي إلى معاناة شديدة وتأصل للمرض، والتأخير لسنوات في إجراء عمليات جراحية للمرضى.
وأشار فارس إلى نقل المرضى في سيارة كبيرة وهي عبارة عن قفص حديدي بارد جداً في الشتاء وحار وخانق في الصيف وتستغرق الرحلة خلالها ساعات طويلة تزيد عن العشر في معظم الأحيان.
ولفت إلى قضية منع الأسرى من التعليم، وفي هذا الجانب منعت إدارة السجون ومنذ خمس سنوات الأسرى من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، ثم لجأت إلى منع الانتساب للجامعة العبرية، مع أن ذلك كان مسموحاً به لسنوات طويلة، وجاء ذلك جراء إضرابات جماعية عن الطعام خاضها الأسرى للموافقة لهم على ذلك.
وقال فارس إن "الاحتلال يمنع الأسرى من ممارسة الشعائر الدينية في إطار إجراءات عقابية ولا تتعامل إدارة السجون بإيجابية مع المتطلبات الخاصة بشهر رمضان أو صلاة الجمعة أو الأعياد، رغم مطالبة الأسرى المتكررة بذلك".
وأشار فارس إلى أن سلطات الاحتلال تعامل هؤلاء معاملة البالغين من حيث ظروف الاعتقال والتحقيق والمحاكمة والاحتجاز ولا توجد هناك أية خصوصية في التعامل معهم باعتبارهم أطفالا، بل على العكس أحيانا تستغل طفولتهم وجهلهم بالقوانين لتمرير سياسات وإجراءات لا تكون مطبقة عند البالغين.