الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رصاصة تقتل وكاميرا توثق الجريمة

نشر بتاريخ: 28/03/2016 ( آخر تحديث: 28/03/2016 الساعة: 12:15 )
رصاصة تقتل وكاميرا توثق الجريمة
بقلم: الناشط بديع الدويك- منسق تجمع المدافعون عن حقوق الانسان

استيقظت مبكرا يوم الخميس وانا مازلت اواصل جولتي في كندا حيث كنت في ترنتو في كندا وعندما فتحت جهاز البلفون لمعرفة اخر الاخبار وقع نظري على فيديو تم تصويره من قبل عماد ابو شمسية وزوجته الناشطين في تجمع المدافعون عن حقوق الانسان في الخليل لعملية اغتيال بدم بارد لجنود الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة المعروفة باسم تل الرميدة في مدينة الخليل حيث يوجد هناك الحاجز العسكري على بعد امتار قليلة من منزل عماد ابو شمسية، تكلمت مع عماد بعد ذلك وكان عماد متوترا ومضغوطا مما شاهد وصور.

سياسة الارقام تذكر بارقام السجناء في السجن
منذ ان بدأت الانتفاضة في شهر اكتوبر الماضي والاحتلال يقوم بمجموعة من الاجراءات لجعل حياة الناس مستحيلة عما كانت عليه قبل اصلا حيث عملت على اعادة بناء الحاجو العسكري في شارع الشهداء وتوسعته مرة اخرة وكانه حاجز بين دولتين وجعله يتكون من مسربين للخارج والداخل الى المنطقة بعد عملية فحص دقيقة في داخل "الكونتينر" مزود بادوات تصوير وسماعات مع فاصل زجاجي يطلب منك ابراز هويتك ورقمك الذي مفترض التعرف من خلاله انك تسكن في داخل المنطقة حيث ام فرض رقم لكل شخص يسكن في المنطقة, وهو اجراء جديد لتهجير السكان بعد جعل الحياة مستحيلة.

هديل الهشلمون كانت البداية في عملية الاغتيالات
بدأت قصة مسلسل الاغتيالات منذ تم اغتيال الشهيدة هديل الهشلمون والذي قام احد المتطوعين الاجانب من البرازيل من برنامج eappi بتصوير حادثة الاغتيال ثم نشرها وتوزيع الصور لجميع وكالات الصحافة العالمية بالاضافة لسرده للقصة بواسطة موقع خاص به ثم تطورات الاحداث لتشهد المنطقة المزيد من الاغتيالات بدء من منطقة تل الرميدة مشكلة خطاً يمتد عبر شارع الشهداء ومروراً في حارة السلايمة حتى الوصول الى مستوطنة "كريات اربع" الغير شرعية مشكلة خريطة الاستيطان عبر حزام استيطاني يعرف باسم الحي اليهودي على حساب الوجود الفلسطيني بعد تطهيره وقلعه عبر العديد من السياسات .

عماد يروي تفاصيل حادثة اغتيال الشاب
في يوم الخميس وتقريباً الساعة 8:30 صباحاً كنت جالساً انا وزجتي فايزة نتناول القهوة كالمعتاد، سمعت عددت طلاقات ناريه قريبه من منزلي الكائن في تل الرميده فخرجت بسرعه من البيت وانا احمل كاميرة الفيديو باتجاه مكان اطلاق التار، وبداية ما شهدت كان جندي اسرائلي يقف في طرف الشارع، ويحمل بندقيته مصوبه على شاب ملقى على الارض وكان الشاب يرتدي جكيت اسود وبنطال اسود واثناء التصوير سمعت صوت من بعض الجنود فوجهت الكامريا اتجاه الصوت.

ويكمل عماد قائلاً:" فشاهدت شابا اخر مضرج بدماءه، وكانت الدماء تخرج من وجهه وكان هذا الشاب يرتدي جكيت سكني اما الشاب الاول الذي كان يرتدي الجاكيت الاسود كان ما زال على قيد الحياه حسب ما تبين في الكاميرا، وانا اصور وخلال ثواني بما يقل عن دقيقه تجمع عدد كبير من جنود الاحتلال والمستوطنين في المكان وحضرت سيارة الاسعاف الاسرائيلية، وقامت باسعاف الجندي الاسرائليي ولم تقدم اى نوع من الاسعاف الى الشباب، اما الشاب الذي كان يرتدي جكيت سكني فلم يكن يتحرك، واما الشاب الذي كان يرتدي الجاكيت الاسود وبنطال اسود كان على قيد الحياه وكان ملقى على الارض ويحرك يداه ورجله، وبعد وضع الجندي الاسرائيلي في سيارة الاسعاف الاسرائيليه وكان عدد كبير من الجنود والمستوطنين، وانا ما زلت اصور كل ما يجري امامي سمعت الجنود وصوت الاستعداد لاطلاق النار وثم تقدم جندي اسرائيلي من بين الجنود وأطلق رصاصه على الشاب الذي كان يرتدي جاكيت اسود وبنطال اسود اطلاق عليه رصاصه في رأسه بشكل مباشر ومن مسافه قريبه جدا دون ان يشكل اي خطر على الجنود الاسرائيلين او المستوطنين مما ادى الى موت الشاب على الفور وتفجير رأسه.

اضاف عماد: وخروج جزء من دماغه على الارض من شددت وقرب المسافه هذا ما اظهره التصوير وما شاهدته في عيني ووثقته كاميرتي في تجمع المدافعون عن حقوق الانسان، وكانت زوجتي فايزه بجانبي طيلة الوقت معي تساعدني في التصوير.

خارطة الاغتيالات ليست عشوائية
مما يلاحظ المرء ان خط عمليات الاغتيالات تقع بالمناطق التي يوجد فيها المستوطنين وخاصة في مدينة الخليل حيث يقول عماد بان عدد الاغتيلات في منطقة تل الرميدة وشارع الشهداء تصل الى ١٣ جالة اغتيال بدم بارد. كما ان عمليات الاغتيالات بجانب الحرم الابراهيمي الشريف ومن ثم وصولاً الى مستوطنة "مريات اربع" حيث تم اغتيال بعض الفلسطنيون هناك عدا عن الشهداء ايضاً الذين تم اغتيالهم في محور ما يعرف " عتصيون" حيث توجد احدى كريات الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية وهي تقع شمال الخليل و كذلك ما يعرف في بيت عينون حيث تم اغتيال بعض الشهداء على المفرق هناك.

وهنا بات واضحاً ان هناك خطة تعمل على تكريس الواقع الاستيطاني وتصعيد الاجراءات ضد السكان على الارض وحاصة في قلب الخليل لتعزيز الاستيطان وربطه بمحور واحد يتلخص بما يسمى الحي اليهودي مستخدماً جميع السياسات التي تعمل على فرض هذا الواقع من تطهير عرقي وتهجير صامت مما يحول الخليل الى متحف من متاحف الابرتهايد في العالم.