جامعة القدس تعقد مؤتمرها العلمي بعنوان دمج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية
نشر بتاريخ: 05/11/2007 ( آخر تحديث: 05/11/2007 الساعة: 18:40 )
رام الله- معا- تحت رعاية الأستاذ الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة القدس وبدعم من مؤسسة هينريتش بول عقد مركز انسان لدراسات الجندر بكلية الآداب اليوم المؤتمر العلمي بعنوان" دمج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية"،حضره جمهور كبير من الأكاديميات والأكاديميين المتخصصين في حقل المرأة والجندر من جامعات عالمية ومحلية وعدد من الشخصيات الأكاديمية والوطنية والمهتمين بحقل النوع الاجتماعي وعدد من موظفي الجامعة من أكاديميين وإداريين.
استهل المؤتمر بكلمة ترحيبية من عريفه الدكتور عبد الرحمن الحاج مرحبا بالحضور ومثمنا فيها هذه الفكرة التي انبثقت من ادارة مركز انسان ,وأكد على أهمية عقد المؤتمر الذي يعالج قضايا هامة على مستوى المجتمع، ونيابة عن رئيس الجامعة افتتح الأستاذ الدكتور سعيد زيداني نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية المؤتمر شاكراً القائمين على المؤتمر على الجهد الذي بذلوه في التخطيط والاعداد له.
وفي كلمته أشار الدكتور سعيد زيداني مساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية الى الدوافع والهواجس وراء الرغبة في ان تحتل النساء مواقع قيادية في مؤسسات المجتمع المدني وفي حهاز الدولة والمنادة بدمج قضايا المرأة في المناهج التدريسية،مؤكداً على واجبنا جميعا ان نهيئ الظروف وانتخذ الاجراءات ونعدل القوانين والسياسات حتى تتمكن المرأة من ممارسة حقوقها المتساوية بما فيها حقها في تبؤ المواقع القيادية في المجتمع وفي الدولة وحقها في ان تفهم قضاياها وهمومها وتوجهاتها بصورة أفضل من وجهة نظرها.ووضح ان هناك تبعات بعيدة المدى لخصوصية المراة هذه على نوع الحياة التي نعيشها ونوع المجتمع الذي نريده او الدولة او المؤسسة او السياسات التي نريدها.
بدورها أعربت معالي الدكتورة خلود دعيبس وزيرة شؤون المرأة عن تقديرها لكل العاملين في هذه الجامعة العريقة التي أنتجت هذا الانجاز ، وأشارت الدكتورة دعيبس إلى ضرورة دمج قضايا النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية واملها بالتوصل لآليات تساعد على وصول المراة وتعزيز مكانتها وتفعيل دورها في المجتمع الفلسطيني من خلال اظهار صورة مشرقة لها في المناهج التعليمية، وأكدت أن المساواة بين الجنسيين ستؤدي إلى تحقيق التنمية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وتحدثت الدكتورة دعيبس عن الجهود التي بذلتها وزارة شؤون المرأة بالاهتمام بدراسات الجندر ودمج قضايا المرأة في المناهج التعليمية ووضع السياسات اللازمة نحو دمج النوع الاجتماعي في قضايا المجتمع المختلفة بالإضافة إلى تحقيق المحاور الأساسية التي وضعتها وزارة شؤون المرأة من اجل تحقيق إدماج النوع الاجتماعي في قضايا المجتمع المختلفة .
وفي نهاية كلمتها أكدت الدكتورة خلود دعيبس على أن تجاهل المرأة في المناهج التعليمية وإظهارها بصورة لا تليق بشخصيتها يؤدي إلى بقاء المجتمع في مكانه لا يتقدم على صعيد التقدم التنموي المستدام فالمرأة هي نصف المجتمع وإهمالها يعني إهمال نصف النشاطات الرئيسية لتنمية المجتمع الفلسطيني .
وفي كلمة راعي المؤتمر القتها الدكتورة هديل قزاز نيابة عن الدكتور كريستيان ستيرزنج-مدير مؤسسة هينريتش بول قدمت خلالها نبذه عن المؤسسة مؤكدة على سياستها في تبنى قضايا النوع الاجتماعي في جميع قضايا المجتمع وتبني فهم النوع الاجتماعي كتعبير عن توزيع الادوار المختلفة لكل من الرجال والنساء والقيمة التي تعطى لهذه الادوار في الحيز العام والخاص،واكدت ان المساواة بين الرجال والنساء ليس امرا ميكانيكا بل فهم الفجوات بين الرجال والنساء في المجتمع ومحاولة جسر هذه الفجوات هو الامر المهم.
وأكدت الدكتورة فدوى اللبدي مديرة مركز انسان ومنظمة المؤتمر في كلمتها على اهمية إدماج النوع الاجتماعي في الدراسات والأبحاث الأكاديمية كحقل أكاديمي قائم بذاته، نظرا للحاجة الماسة في فلسطين بإدماج "النوع الاجتماعي" في التنمية وفي بناء وتطوير مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية، وبالتالي ضرورة توفير برامج أكاديمية في الجامعات المحلية تمنح درجات علمية في مجال النوع الاجتماعي والدراسات النسائية وهذا ما يعمل عليه مركز انسان لدراسات النوع الاجتماعي في جامعة القدس ، وأشارت ان المركز أدرك بأن الوعي بالنوع الاجتماعي وسيلة لجَعْل الناسِ تتشكك بالأفكار النمطية التقليديةَ الشائعة التي إستسلموا إليها منذ فترة طويلة، بدون التشكيك في دورِ البشريةِ في عملياتِ التنميةَ التي تعتبر الاهتمام الرئيسي للشعب الفلسطيني الذي فَقدَ أرضَه وثرواتَه.ولهذا جاء المؤتمر للتأكيد على إمكانية دمج النوع الاجتماعي في المناهج الأكاديمية ونجاح ذلك في العديد من الجامعات في العالم وعلى مستوى التعليم المدرسي، واليوم وفي هذا السياق نستمع إلى تجارب عالمية من بريطانيا وأمريكا وفنلندا وألمانيا وتجارب عربية من الأردن وتجارب محلية من الجامعات الفلسطينية.
واشتمل اليوم لمؤتمر دمج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية على أربع جلسات، بحثت مجموعة كبيرة من الأبحاث وأوراق العمل في مجالات دمج الجندر في المناهج التعليمية، الجندر والعلاقات الانسانيه، تجارب تدريس دراسات المرأة والنوع الاجتماعي (الجندر) في الجامعات، النوع الاجتماعي في المناهج المدرسية الفلسطينية.
الجلسة الأولى
وقد ترأس الجلسة الأولى للمؤتمر الدكتور عمر أبو الحمص، وقدمت فيها أبحاث تغطي أوراق رئيسية في دمج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية، حيث قدمت البروفيسورة ماري ايفانز من جامعة كينت - كانتربري، بريطانيا موضوع الاستعمالات والإساءات للمرأة: العصر الحديث والنساء عبر الثقافات بعض المشاكل في القرن الحادي والعشرين وناقشت الأساليب والطرق التي تتحد وتتشعب فيها هويات النوع الاجتماعي، ووجوب محاولة التخلي عن هويات النوع الاجتماعي أم لا، وركزت على حالات موجودة مثل الطموح، العدوان، والرعاية.
وتعذر وصول د. رولا قواس، مديرة الدراسات مركز النسائية الجامعة الأردنية، الأردن والتي كان من المفترض تقديم ورقتها بعنوان" التحولات الجندرية في المناهج"
وبدورها قدمت د. شولاميت رينهارز: مديرة مركز أبحاث الدراسات النسائية في جامعة برندايس-الولايات المتحدة موضوع تعليمات تميز مساقات الدراسات النسائية تحدثت من خلالها عن التغير والتطور في حقل الدراسات النسائية نتيجة الخبرة المتراكمة في حجرة التدريس، وما لحقه من تطور في مبادئ تدريس المساقات وطرحت 10 إرشادات لجعل مساقات الدراسات النسائية متميزة.
الجلسة الثانية
خصصت الجلسة الثانية لموضوع الجندر والعلاقات الانسانيه , وعقدت برئاسة الدكتورة أفنان دروزة وناقشت الجلسة مجموعة من الأبحاث العلمية، وقد استهلت أعمالها بعرض ملخص لبحث تقدمت به ليندا فرايسون: مدربة في طريقة روزن للعلاج بالطاقة، الولايات المتحدة بعنوان مدخل نسوي لعلاج الصدمة : إلحاق النسوية والإنسانية إلى علاج التحليل النفسي واستعرضت خلالها شكل من أشكال العلاج النفسي للجسد، ومدى علاقة هذا النوع من العلاج في النظرية النسوية،ووضحت كيفية انجاز هذا العمل سواء في جلسات خاصة أو عن طريق دورات في حجرات التدريس، وهي الطريقة التي تساعد الشخص بأن يعود إلى الكمال وبالتالي تؤثر إيجابا على علاقاته بالأسرة والمجتمع المحلي.
من جانبها, تناولت د. نجاح مناصره، كلية الصحة العامة- الصحة النفسية المجتمعية موضوع دمج النوع الاجتماعي في الحياة الجامعية: العلاقة بين الطلبة والمدرسين حيث أثارت عدد من الأسئلة في محاولة لفحص مدى دمج النوع الاجتماعي في المواد الدراسية المختلفة كالعلوم البحتة ، العلوم الإنسانية، العلوم الصحية، وإلى أي حد يتم مراعاة قضايا النوع الاجتماعي في الحقول الأكاديمية المختلفة، وتعرضت الورقة لعلاقات النوع الاجتماعي على مستوى الجامعة بين الأساتذة والطلبة من الجنسين في الجامعة.
وبينما شاركت الأستاذة جنان عبدو من مركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية-مدى ببحث حول "الأكاديميات الفلسطينيات في الجامعات الإسرائيلية:"الهوية والنوع الاجتماعي"، كتابة الذات كطالبة ومدرِّسة تحدثت فيها عن الهوية والنوع الاجتماعي لطالبات عربيات يدرسن في وحدة دراسات المرأة بجامعة حيفا، ووضحت أن اللغة تتشكل كهوية وانتماء وليس فقط كوسيلة اتصال وهي إحدى اكبر الصعوبات والتحديات التي تواجه الطالبة الأكاديمية الفلسطينية في الجامعات العبرية، فاللغة المعتمدة في التدريس والحديث وتقديم الوظائف وكذلك المراجع بغالبيتها هي اللغة العبرية.
وقدم د. إياد الحلاق من جامعة القدس ورقة بعنوان الجندر والعائلة في المناهج الأكاديمية تناول فيها فكرة طرح مساق في المدارس والجامعات،مساق عملي تطبيقي يسمح للطلبة تبادل وجهات النظر حول مفاهيم الأسرة والتعامل مع أفرادها،ووضح أن مأسسة النوع الاجتماعي في المؤسسات وتطوير الأسرة يهدف ال تطوير مفاهيم الجندرـوتطوير مفاهيم الجندر بهدف تطوير الأسرة اضافة الى التركيز على العلاقة المتداخلة بين الرجل والمرأة اللذان يسعيان نحو تحقيق أهداف مشتركة أولهما الأسرة.
الجلسة الثالثة
وفيما يتعلق بالجلسة الثالثة للمؤتمر فقد عقدت برئاسة السيدة آن سيلر من جامعة كينت في بريطانيا، تمحورت حول تجارب تدريس دراسات المرأة والنوع الاجتماعي (الجندر) في الجامعات، وقد بدأت الجلسة بعرض ورقة تقدمت بها رينا أييسوتالو، جامعة هيلسنكي، فنلندا حملت مجموعة من مشاكل وتحديات إدماج النوع الاجتماعي دراسات التنمية : تجارب من فنلندا استندت فيها إلى ماضي الدراسات النسوية ودراسات التنمية، وركزت على التداخلات والتقاطعات بين الحقلين الأكاديميين، وفي ضوء هذه المخطط يجري الحديث عن التحديات والمشاكل في دمج النوع الاجتماعي في المناهج في فنلندا .
أما الأستاذتان رانيا عرفات وصباح إخميس مدرستا مساق المراة والرجل في المجتمعات الانسانية في جامعة القدس قد عرضتا تجارب تدريس مساق "المرأة والرجل في المجتمعات الإنسانية" كمدخل تمهيدي لدراسات النوع الاجتماعي، استندتا في الورقة على تقييم وتوقعات الطلاب من الجنسين حيث برز أن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى مراجعة حول المساق للفصول المقبلة.ووضحن ان تدريس هذا المساق يقوم على العصف الذهني حيث يناقش بعض المواضيع على عدة مستويات في وقت واحد، مما يتطلب المرونة في رسم علاقات بين مختلف القضايا.
كما تناولت الدكتورة سابينا كورستيان، جامعة فيليبس ماربورغ في ألمانيا تجربة تدريس الجندر في ألمانيا من وجهة نظر النساء القابلات( "كيف يمكن الحديث عنه " ؟ دعهن يتحدثن ويسألن- التعلم وجهة نظر القابلات "فن سقراط" ) (دراسة حالة) استندت من خلالها على مناقشة خبرتها في مجال تعليم الكبار والذين سيعملون في التمريض ، حيث تناقش خطة التدريس التي تستخدمها بتعليم التمريض لطلبة من جميع ثقافات العالم في ألمانيا،وأوضحت أن الموضوع الرئيسي هو كيفية التعامل مع المسلمين ، ومعظمهم من الأتراك ، والمهاجرين. وأعتبرت ان الجهل عن "الآخرين" ما هو إلا جزءاً من المشكلة، والجزء الآخر هو البناء الاجتماعي "للآخرين" وترتبط الصور النمطية مع هذا التحيز. كما هي العلاقات بين النوع الاجتماعي "هي العلامة الشهيرة للتمييز الثقافي"، وأن مكانة المرأة ستثار حين نتحدث عن "الآخرين".
وعرضت الدكتورة فيرا بابون، دائرة اللغة الإنجليزية ، جامعة بيت لحم موضوع التحولات في النصوص والمناهج الفلسطينية، احتمالات وإمكانيات ،حيث علقت على تجربة نقاش وعرض قضايا الجندر في ثلاثة مساقات تدرس في جامعة بيت لحم، المرأة في الأدب، النقد الأدبي والنوع الاجتماعي والتنمية .
الجلسة الرابعة
وفي الجلسة الأخيرة التي ترأسها الدكتور صلاح عدامة رئيس دائرة العلوم التنموية في جامعة القدس تمحورت حول النوع الاجتماعي في المناهج المدرسية الفلسطينية،و تحدث فيها د. مشهور حبازي، رئيس دائرة اللغة العربية ، جامعة القدس عن "أدوار المرأة في منهاج اللغة العربيّة في المنهاج الفلسطيني من الصف الأول إلى الرابع" درس فيها الأدوار التي أسندت للمرأة الفلسطينية في المناهج، وخلص فيها أن المرأة تقوم بعدد غير قليل من الأدوار تمثل الحقيقة الواقعية في المجتمع الفلسطيني إلى حدّ كبير فهي: معلمة، وطبيبة، ومهندسة، ومربية، ومزارعة، ورياضية، وغيرها، وهذه هي الأدوار المقبولة من الغالبية العظمى من أبناء المجتمع الفلسطيني.
كما تناولت الاستاذتان مها النوباني وهدى أبو الحلاوة من جامعة القدس موضوع المناهج العلمية والجندر "تكنولوجيا المعلومات في المدارس" ناقشن فيها كيفية تداول بعض المساقات العلمية الأكاديمية منهجيا وتطبيقيا ما بين الذكور والإناث. بهدف فحص مشاركة وتطبيق الطالبات للمهارات العلمية على ارض الواقع من خلال الاطلاع وفحص وجهة نظر المعلمين في بعض المواضيع العلمية (تكنولوجيا المعلومات) في المدارس الأساسية والثانوية، وكذلك لدى المدرسين الجامعيين في حقول هندسة الكومبيوتر والهندسة الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات في الجامعات.
وأظهرت دراسة د.عيسى أبو زهيرة لموضوع صور ومكانة المرأة في المنهاج الفلسطيني " المرحلة الثانوية أن المقررات الدراسية لم تبحث في قضية مكانة المرأة بنوع من التركيز على مفهوم المساواة ودور ومكانة المرأة في منهاج اللغة العربية، في الوقت الذي نرى فيه تركيز مفاهيمي أكبر في منهاج القضايا المعاصرة.
وركزت الدكتورة مها حماد من جامعة القدس في ورقتها حول دمج النوع الاجتماعي في مناهج المدارس على العلاقة في مفهوم النوع الاجتماعي في العلوم المختلفة، حيث أن هنالك علاقة بين العلوم عامة وان بعضها يمكن أن يتكامل مع الآخر أو يساعد في توضيح جوانب ميدان العلم الآخر، إلا أن علاقة هذه العلوم يبعضها البعض تختلف في الدرجة، ومع هذا يمكن القول أيضا إن المرأة بحاجة أن تأخذ حيزًاً هام في كل علم من هذه العلوم لتتمكن من فهم نفسها وحياتها وتثبت شخصيتها في كل مجال من العلوم الأكاديمية.
وفي الختام تم توزيع الهدايا التقديرية على المشاركين بأوراق علمية وأعضاء اللجنة التحضيرية فيه والفاعلين في المؤتمر.