نشر بتاريخ: 28/03/2016 ( آخر تحديث: 29/03/2016 الساعة: 09:44 )
رام الله- معا- عقدت جامعة القدس المفتوحة ووزارة شؤون المرأة، الإثنين، مؤتمراً بعنوان: "المرأة الفلسطينية بين السياسات الوطنية لمناهضة العنف والاتفاقيات الدولية"، وذلك في مقر وزارة الخارجية بمدينة رام الله وباستضافة منها، وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله.
عقد المؤتمر بمناسبة احتفالات وزارة شؤون المرأة بالثامن من آذار واحتفالات جامعة القدس المفتوحة بيوبيلها الفضي، وحضره رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ووزير شؤون المرأة د. هيفاء الأغا، وسفير المملكة المغربية الشقيقة أ. محمد الحمزاوي، والسفير تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجية.
وقالت د. غنام: "من دواعي سروري أن أكون موجودة في هذا المؤتمر وفي وزارة الخارجية، وفي حضرة جامعة القدس المفتوحة التي درست فيها، فهذا المؤتمر هو ما نريده، فهو يحاكي واقع المرأة في كل أيام العام وليس في الثامن من آذار فقط".
وتابعت: "يجب أن نعطي الفرصة للشابات من أجل الانطلاق وخدمة المرأة، وأن نعطي الفرصة للجيل الجديد ليؤدي واجبه على أكمل وجه"، موجهة التحية للمرأة الفلسطينية التي كافحت الاحتلال فكانت الأسيرة والشهيدة والجريحة، ثم دعت إلى الاستفادة من مخرجات المؤتمر لخلق واقع أفضل للمرأة.
من جانبها، توجهت د. هيفاء الأغا وزيرة شؤون المرأة، بأطيب التهاني للجامعة بمناسبة احتفالها بيوبيلها الفضي، وتقدمت بالشكر الجزيل لكل العاملين من أجل تمكين المرأة الفلسطينية بهدف تحقيق المساواة في مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية، وخاصة أولئك المناهضين للعنف بوجه عام والعنف المرتكب ضد المرأة على وجه الخصوص، تقول: "إن هذا المؤتمر يسهم في تحقيق الأمن والسلام، واليوم وعلى شرف الثامن من آذار يعقد هذا المؤتمر ليؤكد عمل الوزارة المتواصل في توسيع شراكاتها والاهتمام بالمؤسسات الأكاديمية كشريك فاعل في إحداث التغير المطلوب لإنصاف المرأة".
وقالت إن هذا المؤتمر يؤكد الدعم المتواصل للمرأة الفلسطينية في المحافل الدولية من أجل توطين الاتفاقات والقرارات الدولية الخاصة بالنساء، مؤكدة أن وزارة شؤون المرأة تعمل من أجل تمكين النساء وتحسين ظروفهن والوصول إلى الهدف المنشود بتحريرهن وإنصافهن. ثم أعربت عن أملها بأن يحقق المؤتمر ما هو مطلوب (تمكين النساء، وحمايتهن من العنف، وضمان مشاركتهن السياسية الفاعلة بشكل يليق بنضال المرأة الفلسطينية).
من جهته، رحب رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو-في كلمته في المؤتمر-بالحضور، وقال: "إن هذا المؤتمر الذي تتعاون فيه "القدس المفتوحة" مع وزارة شؤون المرأة إنما هو مؤتمر مهم يأتي في ظروف مهمة؛ فنحن في دولة فلسطين نعاني من مأزق عاداتنا التي ما زالت تحط من قدر المرأة، فكثير من النساء يفتقدن للعدالة والإنصاف، وما زالت القوانين قاصرة بحقهن، ولا بد لمجتمعنا الفلسطيني من أن يزيل عنه هذه العادات البالية".
وقال إن ديننا الإسلامي الحنيف هو أفضل رسالة سماوية تنصف المرأة، فالمرأة في الإسلام لا تختلف عن الرجل أبداً إلا في مسألة يضربنا فيها المستشرقون بالسياط وهي الميراث، وهؤلاء يأخذون هذه المسألة بعيداً عن مهام الرجل والمرأة في الإسلام، فالإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة.
وبين أ. د. عمرو أن الله فضل المرأة كأم على الأب، ولو تركنا عادتنا السيئة وعدنا إلى ديننا لكان لنا الصواب، ثم تمنى للمؤتمر النجاح وأن تنبثق عنه توصيات تسهم في خدمة المرأة الفلسطينية في مختلف أماكن وجودها. وبين أيضاً أن جامعة القدس المفتوحة قد خصت المرأة، فمجموع الطالبات في الجامعة بلغ ما يزيد عن (70%) من مجموع الطلبة، والجامعة أعطت المرأة حقاً وافراً في التوظيف، سواء على مستوى العمل الإداري أو العمل الأكاديمي، وعقدت عدة اتفاقات خدمة للمرأة على المستويين المحلي والخارجي، وآخرها مع وزارة شؤون المرأة، لاستحداث تخصص النوع الاجتماعي وقضايا التنمية.
ولفت أ. د. عمرو إلى أن "القدس المفتوحة" تقدم مساعدات كبيرة للطلبة، وخصت المرأة بجزء كبير منها، وتحديداً ربات البيوت الطالبات في الجامعة، وأكبر شرف لهذه الجامعة أن ابنتها حنان الحروب قد تفوقت على العالم أجمع بحصولها على المرتبة الأولى كأفضل معلم في العالم، ولولا أنها تلقت علومها في جامعة القدس المفتوحة ودرست النظريات المختصة بتعليم الأطفال باستخدام اللعب ونبذ العنف لما نجحت في تحقيق هذا الإنجاز.
من جانبه، قال السفير تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجية، إنه سعيد باستضافة هذا المؤتمر المهم في أروقة وزارة الخارجية، متمنياً له النجاح والتوفيق، وبين أن هذا المؤتمر يطرح أوراقاً علمية تسهم في تطوير وضع المرأة الفلسطينية ومساعدتها في التغلب على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "نطمح بأن ينتج عن المؤتمر وضع الخطط التي تسهم في تعزيز دور المرأة الفلسطينية ومناهضة العنف وأخذ الدور الذي تستحقه في المجتمع الفلسطيني، إذ تقع على عاتقها مسؤوليات عظام"، معبراً عن استعداد وزارة الخارجية لدعم المرأة في نضالها في جميع المحافل الدولية.
إلى ذلك، قال عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة د. عماد اشتية، في كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن المؤتمر جاء كثمرة من ثمرات التعاون المشترك بين جامعة القدس المفتوحة ووزارة شؤون المرأة وضمن احتفالات الجامعة بيوبيلها الفضي واحتفالات الوزارة بالثامن من آذار.
وقال إن المؤتمر يأتي بعد أن وقعت فلسطين على اتفاقات دولية بعد الاعترف بها دولة في الأمم المتحدة، وأن المؤتمر يناقش إلى أي مدى تستطيع دولة فلسطين الالتزام بما وقعته في ظل منظومة ثقافية تمارس القهر، وبنية اجتماعية قد لا تكون مشجعة وخطط وطنية طموحة، وهذا يتطلب منا العمل دون كلل أو ملل وصولاً إلى رؤى تستجيب لما تم التوقيع عليه من اتفاقات دولية. ثم بين أننا بحاجة إلى استراتيجيات وخطط ونحن نصنع هذا الغد المشرق لأطفالنا، مؤكداً أنه ما كان لهذا المؤتمر أن يرى النور لولا الجهود الطيبة المباركة من اللجنة التحضيرية من طواقم شؤون المرأة وجامعة القدس المفتوحة والمؤسسات الشريكة.
جلسات المؤتمر:
في الجلسة الأولى التي ترأسها أ. أمين عاصي من وزارة شؤون المرأة، وكانت مقررتها أ. أمل خريشة من جمعية المرأة العاملة، تحدث د. جاسر خليل من جامعة القدس المفتوحة عن الخطة الوطنية، وقدم ورقة بعنوان: "قراءة نقدية للخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة 2011-2019"، وبعد ذلك قدمت أ. هيثم عرار من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ورقة حول: "وضعية المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي...رؤية وطنية لتطبيق قرار 1325".
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. محمد فرحات من القدس المفتوحة، والتي كانت مقررتها أ. سونا نصار من وزارة شؤون المرأة، تحدثت أ. خديجة زهران من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وقدمت ورقة بعنوان: "مراجعة فلسطينية في مدى التزام دولة فلسطين بالتوقيع على اتفاقية (سيداو) والتحديات التي تواجه تنفيذها"، ثم قدمت أ. سهير صوالحة من وكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ورقة حول: "خبرة وكالة الغوث في تشغيل اللاجئين في برامج العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي". ثم قدم الجلسة الختامية والتوصيات أ. سامي سحويل، وأ. سهاد عبد اللطيف، وتولى عرافة المؤتمر أ. نهاية الطيراوي من وزارة شؤون المرأة.