الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحمد عبد الرحمن: أزمة قيادة وخلافات داخل حماس وراء خطاب هنية امس

نشر بتاريخ: 05/11/2007 ( آخر تحديث: 05/11/2007 الساعة: 19:50 )
رام الله- معا- قال أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح والمستشار السياسي للرئيس أن السبب الكامن وراء خطاب إسماعيل هنية الذي ألقاه أمس هو ما بدأ يلمسه الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي من أن هناك أزمة داخل حركة حماس، أزمة قيادة، وخلافات، وتصريحات متضاربة والصلاة مع الرئيس في المقاطعة والقول من قيادات من حماس أن المقاطعة هي بيت الشعب الفلسطيني وان الرئيس ابو مازن هو الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، ثم ما صدر عن غازي حمد المتحدث باسم هنية من أن الانقلاب خطأ استراتيجي ارتكبته قيادات في حركة حماس.

وقال أحمد عبد الرحمن: هناك تشقق في صورة حركة حماس القيادية أمام الرأي العام، لذلك ارتأت هذه القيادة أن يخرج اسماعيل هنية بصفته شخصية معروفة في حركة حماس على الناس ويقول متفقون وهذا موقفنا المتشدد الانقلابي المتصلب علماً أن شخصية مثل الزهار غاب عن حضور هذا الخطاب متعذراً بالمشاركة في تعازي في منزل قريب للزهار.

وأضاف قائلاً: أن حركة حماس تحاول أن تستر بكلمات واهية وسطحية التشقق والخلاف الذي يعصف بداخلها في ظل ما أوصل إليه الانقلاب أهلنا في قطاع غزة وما أوصل اليه حركة حماس من عزلة عن الشعب الذي بات يتجنب حتى الصلاة مع أي مسؤول فيها في المساجد. وكذلك عزله حماس عن القيادة الوطنية والإسلامية وعزلتها عن الدول العربية والإسلامية وتحويل قطاع غزة الى سجن ومعتقل جماعي بسبب انقلاب حماس.

وأشار عبد الرحمن الى أن قادة حماس قبل انقلابهم كانوا يتمتعون بحرية الحركة عبر معبر رفح حتى أن هنية والزهار وصيام سافروا الى إيران وسوريا وتلقوا الأموال وأحضروها معهم كما فعل هنية الذي أحضر معه أكثر من ثلاثين مليون دولار في إحدى سفراته.

وقال عبد الرحمن أن هنية لا يستطيع أن ينكر أن هناك أزمة في حركة حماس: أزمة في الخط السياسي، أزمة تنظيمية تعصف بحماس ووجود التيار الذي دفعهم الى القيام بالانقلاب وسيطرة هذا التيار على قرار الحركة .

وأشار احمد عبد الرحمن الى ان الصوت الذي صدر في الضفة الغربية عن قيادات في حماس وقال انه مع الرئيس أبو مازن يعني انه يقول اننا لسنا مع الانقلاب .

وأضاف: عندما يتحدث غازي حمد في غزة ويقول ان الانقلاب خطأ استراتيجي ، فانه يدعو حماس الى التراجع عن هذا الانقلاب وإسقاط الانقلابيين .

وأعرب احمد عبد الرحمن عن اعتقاده ان إسماعيل هنية مغلوب على أمره وبات اداة طيعة (للأسف الشديد) بيد الانقلابيين فاجبروه ان يخرج يوم أمس وان يلقي خطابا عرمرما لا فائدة ولا طائل من ورائه ، فهو لم يقدم أي حل، والقى الاتهامات جزافا وهي اتهامات الانقلابيين ، على الرغم من ان هنية لديه أفكار معتدلة يقولها لبعض زواره والمقربين اليه.

وأكد الناطق الرسمي باسم حركة فتح إن حركة حماس تسير من سيئ إلى أسوأ ومن مأزق إلى مأزق، ولا زال قرار حماس مصادرا من قبل زمرة الانقلابيين ، مما سيؤدي إلى مزيد من التدهور لوضع حماس الداخلي .وتوقع عبد الرحمن انشقاقات قريبة في حركة حماس.

هنية يحاول المستحيل لحماية" الانقلابيين"

واعتبر احمد عبد الرحمن في حديث لصوت فلسطين صباح اليوم مطالبة هنية بالعودة إلى الحوار بدون شروط بأنه محاولة منه لحماية الانقلابيين وإكساب انقلابهم الشرعية وهذا مستحيل، ومن هنا نقول لا حوار مع الانقلابيين ونعم للحوار مع حركة حماس التي تعود إلى الشرعية وترفض الانقلاب وتقبل بالديمقراطية وبنتائج الانتخابات وترفض أولئك الذين حركوا ما يسمى القوة التنفيذية ليقتلوا الناس ويصيبوهم ، ودمروا المؤسسات الشرعية وداسوا صور القادة الخالدين وانتهكوا حرمة الشرعية الوطنية.

وأكد عبد الرحمن أن هؤلاء الانقلابيين الذين قتلوا وداسو الشرعية والقانون وتحولوا بوعي وبدون وعي إلى أداة بيد إسرائيل تتاجر بها كما رأينا في تصريحات ليفني وباراك بالأمس لا يمكن الحديث معهم، وعلى حماس التخلص منهم قبل طلب أي حوار.

وتساءل أحمد عبد الرحمن عن نتائج انقلاب حماس وقال ما الذي أدت اليه سيطرة حماس على القطاع، ولم هذه السيطرة وماذا أفادت الشعب الفلسطيني غير أنه في كارثة وان اسرتين من بين كل ثلاث أسر في قطاع غزة تحتاج الى مساعدة وإسناد ثم يحملنا الانقلابيون المسؤولية عن الوضع المتردي في القطاع.

وقال: لماذا السلطة هي التي تتحمل المسؤولية وليس الإنقلابيون الجهلة بالوضع الفلسطيني، والجهلة بشروط هذا الصراع وهذا الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الانقلابيين سلموا ورقة لإسرائيل لتقول أن غزة في يد إرهابيين، وهي تتاجر بهذه الورقة لمنع قيام دولة فلسطينية، وتقتل كل يوم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في الوقت الذي تتشدق فيه حماس بالمقاومة دون مقاومة منذ انقلابها، واستبدلت المقاومة بالانقلاب، والآن يحمل "أبطال الانقلاب" أسلحتهم ويطلقون منها النار على بيوت المواطنين في الشجاعية".

وأعرب عن أمله مرة أخرى" ان تتخلص حركة حماس من زمرة الانقلابيين المرتبطة بالخارج والتي أساءت لحماس وللشعب الفلسطيني".

وقال "حين تتخلص حماس من هذه الزمرة الانقلابية فالباب مفتوح للحوار، ولا أحد ينكر وجود حماس وشعبيتها وحقها في المشاركة في الحكم".

وأضاف أحمد عبد الرحمن "أن ما ننكره هو هذه الزمرة الانقلابية التي أساءت لحماس وأساءت لقضيتنا الوطنية وأساءت للإسلام قبل أن تسيء الى نفسها والى الشعب الفلسطيني."