نشر بتاريخ: 31/03/2016 ( آخر تحديث: 31/03/2016 الساعة: 18:47 )
القدس - معا - نظمت لجنة المراقبة لسلام حقيقي في الشرق الأوسط ندوة تحت عنوان "الموت بعمر الشباب في فلسطين" حضرها حشد من المهتمين والمتضامنين الفرنسيين مع الشعب الفلسطيني وممثل عن سفارة فلسطين في فرنسا، وذلك في بيت الطالب الدولي في العاصمة الفرنسية باريس.
احيا الندوة الباحث الاكاديمي الاسرائيلي شلومو ساند، والمؤرخة الفلسطينية الفرنسية ساندرين منصور وقدم لهما موريس بوتان رئيس اللجنة.
ساند ناقش موضوع التطرف في المجتمع الاسرائيلي وتوجهه نحو مساندة الاحزاب ذات الخطاب اليميني المتطرف معتبراً أن اليسار الصهيوني يلعب دوراً تجميلياً لهذه الصورة. وتطرق ساند الى موضوع القتل العمد الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين والذي يجد تبريراته في هذا التوجه اليميني المتطرف، وكان اخرها حادثة مقتل الشاب الجريح عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل على يد جندي اسرائيلي – فرنسي مؤكداً أن العنجهية دفعت الطبقة السياسية والعسكرية الاسرائيلية للدفاع عن تصرف الجندي و"تفهم" ما فعله بل وحتى الدعوة لمحاكمة المصور الفلسطيني الذي نشر التسجيل.
كما تطرق ساند إلى الآليات التي تنظم العمل السياسي في اسرائيل حيث اعتبر أن "السياسة الهوياتية" هي المحرك الاساسي للعمل السياسي وللانتخابات الاسرائيلية وليست "السياسة الاقتصادية – الاجتماعية". وبالنسبة له فإن السياسة الهوياتية مبنية على مبدأين هما: الاعتقاد بوجود شعب يهودي متبلور ومحدد والاعتقاد بوجود ارض لهذا الشعب هي "كل فلسطين".
وتساءل ساند كيف تريدون من السياسيين الاسرائيليين الذين يستندون إلى هذين المبدأين أن يقبلوا الانسحاب مما يعتقدونه أرض اسرائيل التوراتية ورموزها من المدن كالخليل والقدس ونابلس وبيت لحم، وهم يرفضون حتى نقاش عودة اللاجئين الى يافا وحيفا وغيرها من المدن التي ليست لها اهمية دينية توراتية. ولذلك لم تكن أوسلو، بحسب ساند، سوى محاولة اسرائيلية لخلق نوع من "المحميات الفلسطينية" المعزولة وغير المتواصلة لضرب امكانية قيام دولة فلسطينية، حتى أن رابين نفسه لم يفكر يوماً بالاعتراف بدولة فلسطينية وهو ما صرح به دوماً خاصة عندما كان يتحدث عن القدس وأنها ستبقى الى الابد تحت السيطرة الاسرائيلية.
وطالب ساند في ختام حديثه بتكثيف حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني في كل مكان من العالم مؤكداً أن هذه الحملات هي التي تفتح أملاً جديداً بعد اليأس الذي اصاب الجميع من امكانية دفع اسرائيل للقبول بالسلام وبقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
لكن ساند طرح شرطاً اثار استهجان الكثير من الحضور وهو مطالبته بأن تعترف حملة "مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"، والمعروفة اختصاراً بحملة BDS ، ان تعترف بدولة اسرائيل بشكل واضح لا لبس فيه لسحب الذرائع من معادي الحملة الذين يروجون مقولات خاطئة من قبيل أنها حملة تستهدف وجود اسرائيل.
المؤرخة ساندرين منصور اعترضت في بداية كلامها على تسمية ما يحدث بالهجمات الانتحارية بل اعتبرتها خطة لتدمير الشباب الفلسطيني، كما قالت ان الجيش الاسرائيلي يقوم حالياً باستهداف الاطفال الفلسطينيين بكل الوسائل وخاصة بالاعتقال المثير للسخرية احياناً كما حدث عند اعتقال طفل من القدس عمره خمس سنوات بتهمة تهديد مستوطن. وتطرقت منصور الى الاثار السيكولوجية والاجتماعية للسياسة الاسرائيلية على الاطفال الفلسطينيين مؤكدة أن هذه السياسة الاسرائيلية مردها الى ان المجتمع الفلسطيني هو مجتمع فتي وبالتالي يرى الجيش الاسرائيلي وصانعو السياسة في اسرائيل ان الهدف يجب أن يكون فئة الاطفال والفتيان وذلك بعد أن استهدف الرجال والنساء في مراحل سابقة.
واعتبرت منصور في مداخلتها ان الشبان والمراهقين الفلسطينيين يعبرون في هذه المرحلة عن يأس حاد من الوضع الراهن، وأنهم يريدون إسماع صوتهم للعالم الذي يتجاهل معاناتهم اليومية.
وتطرقت منصور الى دور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الانترنت بصفته نافذة الفلسطيني الوحيدة على العالم رغم خضوعه للمراقبة والسيطرة الاسرائيلية الا ان الفلسطينيين طوروا قدراتهم على التصوير والنشر ما جعل الصورة في فلسطين تنتشر في كل العالم باعتبارها وسيلة نضال قوية.