غزة-تقرير معا- جهاد الحمامي ومحمد أبو عون جمعهما حلم اقتناء مصنع للفضة فتحول الحلم إلى واقع، من خلال غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها الثلاثة أمتار، تحتوي الآت بدائية صنعت بأيدٍ محلية من خلالها ينتجون الخواتم العثمانية التي شقت طريقها إلى القطاع الذي يعتبر ثاني بلد يصنع هذه الخواتم بعد تركيا التي اشتهرت بخاتم الرسول او ما يطلق عليه الخاتم العثماني.
البداية بدأت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، واستمرت عبر هذه المواقع، وتعرف كل من الحمامي وأبو عون عبر هذه المواقع وجمعتهم في حبهم للفضة والخواتم خصوصا، فاستعان كل منهما بالآخر وعلى مدار 515 يوما من بيت حانون الى رفح يجمعان كل ما يمكنهم الى صنع ماكينات العمل التي تبلغ تكلفتها دوليا 70 الف دولار.
يقول محمد ابو عون ابن الستة والعشرين عاما انه قضى أكثر من ثلاثة آلاف ساعة على اليوتويب يتعلم فن النقش والنحت وتشكيل خواتم الفضة، حتى وصل إلى إتقان عملها تمام كتلك التي جلبها الحمامي من تركيا وباعها في القطاع.
ويتابع:"حاولت البحث عن مصدر للرزق كأي شاب وفي ذات الوقت شدني حبي للخواتم وللفضة للاهتمام بهذه المهنة، التي تفتقد إلى معاهد ومراكز لتعلمها فقضيت ساعات طويلة على الانترنت ووصلت الليل بالنهار إلى ان وصلت إلى هذا المصنع المتواضع بأدواته".
لم يكن أبو عون متأكدا انه بإمكانه أن يكون صائغا للفضة إلى أن شكلت يداها خواتم مطابقا للخواتم العثمانية التركية المنشأ.
مشكلات عدة واجهت الشابان الطامحان بعد تجهيز الماكينات المحلية الصنع بدأ الاثنان في استيراد المواد الخام التي شكلت المعابر عائقا أساسيا في وصول المواد فقد يتعطل العمل بسبب شح المواد واستمرار انقطاع التيار الكهربائي و هذا ينعكس على العرض والطلب على هذه السلعة.
جهاد الحمامي يصف المصنع بالحلم الذي تحول إلى حقيقة يسعيان لتطويره ليكون مصنعا بإمكانات عالية يشغل آلاف الأيدي العالمة من الشباب العاطلين عن العمل يعملون في مجال الصيانة والفضة والذهب .
هي فكرة محلية صغيرة إلا أن الحمامي وأبو عون يطمحان للعالمية كما يقول الحمامي مبينا أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتهم في تسويق منتجاتهم ويأملان في التوصل إلى تصديرها إلى الشق الآخر من الوطن.
وبجهود الحمامي وأبو عون يعتبر هذا المصنع هو الثاني في العالم لتصنيع الخاتم العثماني بعد تركيا التي تعد الوحيدة في تصنيع هذه الخواتم لم تعد أحلامهم في الهواء ويأملون أن تشقا طريقا اكبر من الثلاثة أمتار.
تقرير: هدية الغول