نشر بتاريخ: 02/04/2016 ( آخر تحديث: 02/04/2016 الساعة: 17:18 )
نابلس- معا- تحت شعار "بدناش انقسام" وتحت العلم الفلسطيني الجامع أطلقت محافظة نابلس بجميع مكوناتها الوطنية والإسلامية والشعبية والأهلية صرخة في وجه الانقسام، وضرورة إنهائه وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني، وأهمية وضرورة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، كخطوة رئيسية نحو دحر الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال.
فخلال وقفة جماهيرية لإنهاء الانقسام تم تلاوة بيان موحد من قبل إحدى السيدات وبالثوب الفلسطيني جاء فيه؛ "ارتكازا إلى المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وانسجاما مع حقوقه الوطنية المشروعة في دحر الاحتلال والحرية والاستقلال والعودة والدولة، وأهمية وضرورة توحيد الجهود وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني فإننا نؤكد ونشدد على حتمية إنهاء الانقسام وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا الفلسطيني".
وأضاف البيان "إننا في فصائل العمل الوطني الفلسطيني والإسلامي، ومن فعاليات أهلية وشعبية ومن أكاديميين، ونقابيين، ورجال أعمال، وشخصيات مستقلة، ورجال دين وطلاب وشباب ونساء، وشخصيات حزبية ووطنية، بما فيها التجمع الوطني لإنهاء الانقسام وقطاعات أخرى من الشعب الفلسطيني، واستكمالا للحراك الهادف إلى إنهاء الانقسام، فإننا من هنا من محافظة نابلس بكل مكوناتها نقول بأننا متفقون على أهمية وضرورة وحتمية إنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني مؤكدين على أن خطوات إنهاء الانقسام واضحة ومعلومة من خلال اتفاق القاهرة 2011، وتفاهمات الدوحة 2012، وبيان الشاطئ 2014، والمطلوب إرادة سياسية لتنفيذها من قبل حركتي فتح وحماس".
كما أكد البيان على أن إنهاء الانقسام لا بد أن يكون أساسه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وإن إنهائه يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية، يكون أساس برنامجها التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإعادة توحيد المؤسسات المدنية والعسكرية بين المحافظات الجنوبية والشمالية من الوطن ومركزيتها مدينة القدس، والعمل على إعادة اعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وممارسة صلاحياتها،
كما أكد البيان أيضا على ضرورة تطبيق إعلان القاهرة للعام 2005، والخاص بمنظمة التحرير الفلسطينية، والدعوة وبشكل فوري لاجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني على أن يضم هذا الاجتماع كل مكونات الشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، على أساس ما يتم الاتفاق عليه بين مكونات النظام السياسي بحيث تضمن هذه الانتخابات تمثيل عادل للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات.
وطالب البيان بإعادة تفعيل ومأسسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتحديد شكل وطبيعة العلاقة بينها وبين السلطة الفلسطينية، والاتفاق على أشكال المقاومة التي تنسجم مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وضمن مرجعيات سياسية معلومة ومحددة ومتفق عليها من الجميع، وبناء نظام سياسي قائم على أساس الشراكة التامة، وقبول الآخر المختلف داخل المجتمع الواحد، ملتزم بالحريات الجماعية والفردية، وفق نظام ديمقراطي تعددي، ومركزه مدينة القدس.
وجاء أيضا في البيان بأن الاحتلال يستفيد من الانقسام من أجل تسريع تنفيذ خططه المبرمجة والهادفة إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، والقضاء على حقوقه في الحرية والاستقلال والدولة والعودة. فهو يريد أن ينهي إمكانية قيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وهو قضى فعليا على مشروع حل الدولتين، وهدفه الآن هو أسرلة وتهويد وتزييف التاريخ وتشويه المكان وإقصاء الإنسان، والسيطرة الكاملة على الأرض وتهجير للسكان بطريقة ممنهجة سواء من مدينة القدس أو من باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد البيان بأنه لا بديل عن إنهاء الانقسام كممر إجباري لإنهاء الاحتلال، وعلينا جميعا أن ندرك بأنه لا يمكن لأحد أن ينفي الآخر في الساحة الفلسطينية، وعلينا أن توظيف تناقضاتنا الداخلية وتسخيرها لمواجهة الاحتلال، فكلنا شركاء في هذا الوطن، ولم يسجل التاريخ أن شعبا انتصر على عدوه وهو منقسم على نفسه، فكلنا نتحمل مسؤولية وأمانة إنقاذ وتحرير الوطن.
كما طال البيان أن تكون لقاءات الدوحة الأخيرة هي نهاية مطاف الانقسام، وأن تكون مخرجات حواراتها هي تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه في القاهرة2011، حالا وفورا.
وطالب البيان المجتمعون بالقول: "عليكم تحمل مسؤولياتكم الوطنية والتاريخية عليكم إنهاء الانقسام، عليكم توحيد الشعب ومكوناته السياسية في هذا الوطن قبل أن نفقده"، لا تعودوا قبل إنهاء الانقسام.
وخلال الوقفة الجماهيرية قال منيب المصري في تصريحات للصحفيين أن محافظة نابلس بتاريخها تجدد المطالبة بإنهاء الانقسام، وأن هذه الحشود المجتمعة تقول للجميع عليكم أن تتحملوا المسؤولية، وأن تتفقوا وأن تحققوا الوحدة الوطنية وفاء لأرواح الشهداء، والأسرى والجرحى. وأكد المصري على أن هذه الفعالية تلت مثيلاتها في كل من القدس ورام الله، وستكون في غزة وفي كل المحافظات الفلسطينية لنقول للجميع "بدناش" انقسام.
وقال الدكتور ناصر الشاعر بأن إنهاء الانقسام يعزز من الوضع الداخلي، وهو مطلب جماهيري. في حين أكد القيادي في حزب الشعب نصر أبو جيش على حراك الشارع من أجل الضغط باتجاه إنهاء الانقسام، وقال القيادي الفتحاوي تيسير نصر الله بأن الانقسام لا بد له بأن يزول، وأن الشعب الفلسطيني قادر على طي هذه الصفحة السوداء من تاريخه، وشارك في الوقفة جمعا من الشخصيات الاعتبارية والسياسية الفلسطينية.