الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

دلياني: الاحتلال هو المُحرّض الرئيسي لهبة القدس

نشر بتاريخ: 05/04/2016 ( آخر تحديث: 05/04/2016 الساعة: 22:46 )
القدس -  معا-  قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني، أن الاحتلال هو المُحرّض الرئيسي لهبة القدس، وأن ادعاءات حكومة الاحتلال بغير ذلك هي اسطوانة قديمة متكررة تُشكل عماداً من أعمدة العنصرية و السياسة الخارجية الاسرائيلية. وجاء ذلك خلال ندوة باللغة الانجليزية نظمتها بالقدس المحتلة دائرة الاعلام الاجنبي في مفوضية الاعلام و الثقافة لحركة فتح ليلة أمس بحضور عدد من المتطوعين الأجانب و ممثلي كنائس اوروبية.

و عَدد دلياني الانتهاكات القمعية الاحتلالية التي تمارسها عن وعي كامل أذرع حكومة الاحتلال من اعدامات ميدانية، و اعتقالات طالت اكثر من 800,000 مواطن فلسطيني منذ عام 67 و خاصة الاعتقالات الادارية حيث يقبع اليوم حوالي 600 فلسطيني في معتقلات الاحتلال تحت هذا البند الاجرامي، و هدم المنازل، و مصادرة الأراضي، و الاعتداءات على المقدسات و على رأسها الحرم القدسي الشريف، و فرض الضرائب و الغرامات، و الحرمان من بناء المنازل و المدارس و المستشفيات و المنشآت التجارية و الصناعية، و القيود على الحركة من خلال جدار الضم و التوسع الاستيطاني و الحواجز العسكرية في انحاء اراضي الدولة الفلسطينية، و طرد المقدسيين من خلال سحب الهويات، و اغلاق مؤسسات المجتمع المدني، و ملاحقة الصحفيين و نشطاء التواصل الاجتماعي، و غيرها من الممارسات التي تُمثّل تحريضاً ملموساً.

و أضاف دلياني الى أن اتهام اي طرف فلسطيني بالتحريض من قِبل نتنياهو او غيره هو عمل عنصري بحت لأن ما تم ذكره من ممارسات احتلالية ضد أبناء شعبنا تُحرض اي انسان على مقاومة الظلم و السلب و القمع، و الادعاء بغير ذلك هو عملياً محاولة لتجريد فاضح للانسان الفلسطيني من انسانيته، الأمر الذي يعتبر قمة بالعنصرية و الاستعلائية العرقية التي تتناسب مع عقلية الاستعباد.

و من جهة أخرى تحدث دلياني عن سياسة اليمين الاسرائيلي الذي يقوده نتنياهو في القاء تُهم التحريض على الطرف الفلسطيني لتبرئة الذات و لدحر اية محاولات لانعاش العملية السياسة و تحقيق السلام المتناقد بشكل كامل مع ايدولوجية اليمين الاسرائيلي و قيادته. و أوضح دلياني الى أن مشروع اتهام الفلسطينيين بالتحريض بدأ منذ اوسلو، و قاده الى يومنا هذا عدة شخصيات اسرائيلية منها اتامار ماركوس و هو مستوطن في مستوطنة افرات و مثّل دولة الاحتلال في قمة واي عن "التحريض"، كما انه عضو أساسي في وحدة ما يسمى مراقبة "التحريض" في مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال.

و لفت دلياني الى مثالين يؤكدان التحريض و الترهيب من قبل جهات رسمية ممثلة برئيس حكومة الاحتلال و جهات اعلامية كبرى ممثلة بالقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي. فأوضح أنه في السابع عشر من ايار الماضي، و هو اليوم الذي يحتفل به أعداء السلام بما يسمى "يوم القدس".

 قال نتنياهو "أن القدس لليهود و حدهم و ليست لأي شعب آخر"، و هذه المقوله تحمل كذباً و تحريضاً كبيراً، و لكنه السخرية المُحزنة أن نتنياهو تابع الجملة بالقول بأنه "سيحارب التحريض"!!!.

أما بخصوص تورط المؤسسات الاعلامية الاسرائيلية بالتحريض ضد الشعب الفلسطيني، فأورد دلياني مثالاً عن تقرير عرضته القناة العاشرة الاسرائيلية في شهر رمضان العام الماضي، و سبق التقرير حملة ترويجية له تتضمن موسيقى مُخيفة، صور لداعش مقرونة بالمسجد الأقصى و مدنيين اسرائيليين يهرولون الى الملاجيء. و حين تم بث التقرير كاملاً حيث تم رصد عدد كبير من المساجد الفلسطينية لإثبات التحريض المزعوم، تبين، و باعتراف مُعِد التقرير بأنه لا يوجد تحريض في المساجد بشكل قطعي.

 و شدد دلياني على انه بالرغم من نتيجة التقرير الاعلامي الواضحة بخلو المساجد من التحريض الا أن الحملة الترويجية للتقرير، و التي بالعادة تترك أثراُ أكبر في نفس المُشاهد بسبب قِصَر زمنها و تكرارها، تضمنت تخويف و تحريض على أبناء شعبنا و مقدساتنا بالاضافة الى التشويه.

كما ذكر دلياني التحريض المباشر على قتل الفلسطينيين الصادر عن مسؤولين في حكومة الاحتلال من وزراء و نواب وزراء و أعضاء كنيست بالاضافة الى الفتاوى الدينية التي كان آخرها ما صدر عن الحاخام الأكبر في اسرائيل اسحق يوسف و هو أرفع منصب ديني يهودي يتم تعينه من قبل الحكومة في دولة الاحتلال.

و قال دلياني الى ان التحريض المُمأسس في دولة الاحتلال ليس مقتصراُ فقط ضد أبناء الشعب الفلسطيني بل يطال ايضاً حركات حقوق الانسان الاسرائيلية، و أن منظمات تتلقى الدعم للقيام بهذا النوع من التحريض مثل مؤسسة ام تيرتزا و التي ورد في حكم احدى المحاكم الاسرائيلية ضدها عام 2013 بأن هذه المنظمة " تُشابه الحركات الفاشية ".

و ختم دلياني بالقول بأن الشعب الفلسطيني شعب صاحب كرامة وطنية و عشق للحرية و أن وَهْم وقف شعبنا أو غيره من شعوب العالم عن مقاومة مُحتله و الظلم الذي يعانيه، هو وَهْم نابع من عقلية عنصرية لا مجال لها في عصرنا هذا.