نشر بتاريخ: 05/04/2016 ( آخر تحديث: 06/04/2016 الساعة: 10:12 )
القدس - معا- وكالات - توفي الشاعر التونسي البارز الصغير أولاد أحمد، اليوم الثلاثاء، عن 61 عاما، بعد صراع استمر سنوات مع المرض.وأولاد أحمد صاحب القصيد المعروف "أحب البلاد كما لا يحبها أحد صباح مساء ويوم الأحد"، واحد من أبرز الشعراء في تونس، وعرف أيضا بمعارضته لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.وناضل أولاد أحمد ضد الاستبداد والقهر في تونس زمن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الأمر الذي جعله عرضة للمضايقة والفصل من العمل.
ونشر عدة كتب شعرية منها "نشيد الأيام الستة" (1984) و"ليس لي مشكلة" (1998) و"حالات الطريق" (2013) وله كتابان في النثر هما "تفاصيل" (1991) و"القيادة الشعرية للثورة التونسية" (2013).
وكان الشاعر التونسي قد بدأ تجربة الكتابة الشعرية في سن الخامسة والعشرين في أواخر السبعينات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس. ودافع منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الإنسانية ضد القمع والاستبداد. وسجن في منتصف الثمانينات كما حُجبت العديد من قصائده في عهد بن علي. وتولى ادارة بيت الشعر في 1993 لكنه رفض تكريما من بن علي.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، ممثلة بوزيرها الشاعر إيهاب بسيسو، وكافة العاملين فيها، الشاعر التونسي الكبير محمد الصغير أولاد أحمد (61 عاماً)، الذي توفي، اليوم، بعد صراع لسنوات مع المرض، هو الذي اشتهر بكونه عاشقاً لفلسطين، ومناضلاً ضد الاستبداد والقهر في كل مكان في العالم.
واعتبرت الوزارة، في بيان لها، اليوم، أن رحيل أولاد أحمد، خسارة للمشهد الثقافي العربي عامة، والأدبي والشعري على وجه الخصوص.
ولفتت الوزارة في بيانها، إلى أن لرحيل أولاد أحمد وقع خاص على المثقفين الفلسطينيين عامة، لاسيما أنه كان واحداً من أبرز المناضلين بكتاباته ومواقفه للقضية الفلسطينية، موجهة العزاء لتونس، والمثقفين التونسيين، ومشيدة بالشاعر الراحل كقامة شعرية برزت، كرست نفسها في المشهد التونسي والعربي على الصعيدين الثقافي والإنساني.
وكان الشاعر أولاد أحمد حل ضيفاً على فلسطين، حيث أحيي أمسية في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، حاوره فيها الشاعر عبد السلام العطاري، مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في الوزارة، في كانون الثاني من العام 2014.
وولد محمد الصغير أولاد أحمد في العام 1955 في سيدي بوزيد، المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التونسية. وعاش في بيئة فقيرة وقاسية في فترة خروج الاستعمار الفرنسي وبداية بناء الدولة التونسية وبدأ تجربة الكتابة الشعرية وهو في سن الخامسة والعشرين أواخر سبعينيات، القرن الماضي، بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس.
والشاعر ايضا صاحب قصيدة "يا الهي "دعـــاء [ثوري]إلهي: أَعنّي عليهمْ لقد عقروا ناقتي وأباحوا دمي في بيوتٍ أذِنْتَ بأن لا يُراقُ دمٌ فوق سُجَّادِها! ***إلهي: أعوذ ُ بك الآن من شرِّ أهلي يبيعون خمْرًا رديئا ً ويُؤذونَ ليلَ السَّكَارى البريءْ!***إلهي: لقد تمَّ بيعُ التذاكِرِ للآخرهْ ولم أجد المال، والوقتَ، والعُذرَ كي أقتني تذكرهْ فمزق تذاكرهمْ يا إلهي ليسعدَ قلبي ألم تعد الناس بالمغفرهْ***إلهي: أريدُ جرادًا لكلّ الحقول ِ ومحوِ جميع النقاطِ وقحطا لكلّ الفصول ِ وطيْرًا أبابيل للإحتياط!***صدَقتَ إلهي: إنّ الملوكَ – كما الرُّؤساءُ – إذا دخلوا قرية أفسدوها فخرِّبْ قُصور الملوكِ ليَصلُحَ أمرُ القرى***إلهي، حبيبي ويا سنَدي نشرتُ كتابًا جديدًا فبعْهُ بلا عددِ***إلهي: لينبُتَ دودٌ مكانَ البلَحْذهبنا جميعا إلى الإنتخابِ ولم ينتخبْ أحدٌ مَنْ نَجَحْ!***إلهي: أدُلكَ فورا عليْها على شفتيْها على حلْمتيها على إسمهَا العائلي على شَعرِها العسلي على ما تقولُ ولا تفعلُإلهَ السماءْ: أضِفها إلى سُورة الشعراءْ!***إلهي:إلهي السّجينَ لدى الأنبيـاءْإلهي السّجينَ لدى الخـُلفاءْإلهي السّجينَ لدى الأمراءْإلهي السّجينَ لدى الرؤساءْإلهي السّجينَ لدى الوزراءْلماذا نزلتَ إلى أرضِهمْ؟وأسْكنتنِي غيْمةً في السّماءْ!***إلهي: سَمِعْتُ تُـقاة ً يقولونَ عنكَ كلاما مُخيفـًا فحادفتهمْ بالكتابِ استوى حيّة ً لدغتهمْ جميعـًا وعادت كتابـًا إلهي العليْ: ألا يُمكنُ القولُ إنّي نَبيْ.
اخر ما كتب الشاعر الصغير رحمه الله
أودع السابق واللاحق..
أودع السافل والشاهق..
أودع الأسباب والنتائج..
أودع الطرق والمناهج..
أودع الأيائل واليرقات..
أودع الأجنة والأفراد والجامعات..
أودع البلدان والأوطان..
أودع الأديان...
أودع أقلامي وساعاتي..
أودع كتبي وكراساتي..
أودع المنديل الذي يودع المناديل التي تودع.. الدموع التي تودعني أودع الدموع".