نشر بتاريخ: 07/04/2016 ( آخر تحديث: 07/04/2016 الساعة: 20:29 )
القدس- معا - بحجة البناء غير المرخص وبهدف تحويل الأراضي إلى حدائق ومسارات تخدم السياح والمستوطنين، تعيش عائلتا طوطح والتوتنجي في قلق دائم، وتواجه خطر التهجير من منزلهما بعد أن صدر قرار هدم المنزلين قبل حوالي شهر وسيدخل حيز التنفيذ بعد عدة أيام.
منزلا عائلتي طوطح والتوتنجي يقعان خلف ما يعرف بـ (الحسبة) في حي الصوانة شرق أسوار القدس القديمة، على أراض مصنفة منذ سبعينات القرن الماضي "كحدائق وطنية"، على مساحة 27 دونما وهذه الأرض هي واحدة ضمن عدة أراضي بالمدينة يسعى الاحتلال لتحويلها لسبع حدائق حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس المحتلة، تصل مساحاتها الاجمالية الى 2680 دونماً.
وأوضح عارف التوتنجي -أحد قاطني المنزلين- ان المحكمة المركزية في القدس قررت هدم المنزلين، ويدخل القرار حيز التنفيذ يوم السبت القادم، مشيراً ان عملية إزالة وهدم المنزلين سيكون مقدمة لهدم كافة المنازل المبنية بالمنطقة، وتشريد العائلات وتركهم دون مأوى، والتي يعيش فيها حوالي 150 فردا في المنازل معظمهم من الأطفال، لافتا أن 10 منازل قائمة في الأرض، 5 منها قائمة قبل احتلال القدس، والبقية قائمة منذ حوالي 20 عاماً.
وقال التوتنجي أن مؤسسات الاحتلال المختلفة تريد تحويل الأراضي الى "حدائق ومنافع عامة"، وخلال السنوات الماضية حاول السكان تقديم مخططات هيكلية لتحويل الارض الى مواقف وساحات بإشراف ملاك الأرض الا ان البلدية رفضت ذلك، علما ان ملكية الأرض تعود لعائلتي الأنصاري وطوطح.
وأكد التوتنجي أن العائلتين تعيشان في قلق دائم منذ صدور القرار النهائي عن المحكمة المركزية، خاصة وأن المهلة قد أوشكت على الانتهاء وبعد أيام سيكون المنزل معرضاً للهدم وسكانه معرضون للاخلاء في أي لحظة.
وقال التوتنجي :"رغم أن مساحة منزلي لا تتجاوز 80 متراً مربعاً ويعيش فيها 17 فردا، الا انه المأوى الوحيد لنا وفيه عشنا وكبرنا نحن وأولادنا، ومنذ صدور القرار نعيش في قلق وانهيار، فالاحتلال يلاحقنا في كل اماكن تواجدنا، العام الماضي هدم لي بناية سكنية قيد الانشاء في حي الصوانة بحجة البناء دون ترخيص، واليوم يريد هدم شقة صغيرة..الى أين نذهب."
وقال التوتنجي أن قطعة الأرض هي الأقرب الى المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، ويقصدها الوافدون الى المسجد ويركنون مركباتهم وحافلاتهم، والسيطرة على الأرض هو استهداف للأقصى.
من جهتها تؤكد أم مهدي عمرو- احد سكان قطعة الأرض المهددة بالمصادرة- على ثباتها في الأرض وعدم تنازلهم عن أي شبر منها رغم محاولة الترهيب والترغيب، وتقول :"قبل عام قامت "سلطة الطبيعة" وبلدية الاحتلال بعملية هدم لغرف ومنشآت للعائلة مبنية منذ سنوات طويلة إضافة الى تجريف للأرض والأشجار، وكل يوم تأتي طواقم البلدية والطبيعة وتقوم بتصوير الأرض".
وأضافت عمرو :"تحاول سلطات الاحتلال تخويفنا من خلال الاقتحامات اليومية وابعادنا عن المنطقة وتهجيرنا بصمت عنها، وتهدد اليوم بهدم منازل وتشريد عائلات بقرارات من محاكم الاحتلال، كل ذلك لتحويل الأرض لحدائق قومية علما ان سلطات الاحتلال حولت أرض مقابلة لنا لحدائق ويسلكها يوميا عشرات المستوطنين في مسارات تبدأ من بلدة الطور الى حي الصوانة وصولا الى سلوان وباب المغاربة."
ولفتت عمرو ان العائلة وضعت بوابة حديدية وشبك في محيط الأرض، وخلال ذلك فرضت سلطات الاحتلال غرامة مالية وصادرت أدوات العمل.
وأكدت العائلات التي تقطن في حي الصوانة أن تصنيف الأرض "كحدائق وطنية" ومحاولة هدم المنازل لمصادرتها وتحويلها لحديقة يهدف لوقف التمدد السكاني للمقدسيين، وتحويل هذه الأراضي لمسارات ومحطات رئيسية لتمير الرواية التلمودية للإسرائيليين والسياح.
وكان قسم الرصد والأبحاث في المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى، قد نشر العام الماضي دراسة أوضح فيها أن الحديقة التلمودية في وادي الصوانة
تعتبر ثاني حديقة صودق عليها رسمياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000، وتمتد على مساحة نحو 170 دونم على السفوح الجنوبية لجبل المشارف، بمحاذاة حي الصوانة وحي وادي الجوز، ويهدف الاحتلال من هذه الحديقة الى تشببيك وتوصيل هذه المساحة مع الحديقة التوراتية المحيطة بالقدس القديمة، مضيفا أن الاحتلال في هذه الحديقة بنى السواتر والسلاسل الحجرية والترابية، كما زرع الشجيرات وخاصة الزيتون، وشق السبل واستعملها كجزء من المسارات التلمودية حول القدس القديمة والأقصى.
ويخطط الى إنشاء بركة مياه ومركز زوار في جزء من مساحتها، كما أقام في جزء منها مشروع أطلق عليه (مشروع غربلة تراب “جبل الهيكل” -المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى)، ويقوم من خلاله بغربلة التراب الذي استخرج من المسجد الأقصى خلال عمليات ترميم منطقة المصلى المرواني، ويحاول الاحتلال إيجاد آثار عبرية فيه.