نشر بتاريخ: 07/04/2016 ( آخر تحديث: 10/04/2016 الساعة: 09:00 )
رام الله - معا - باسل الأعرج وهيثم السياج ومحمد حرب... ثلاثة شبان تربطهم علاقة الصداقة اختفت آثارهم منذ مساء الخميس الماضي، دون أن يعلم أحد أين ذهبوا، وهو ما جعل الشارع الفلسطيني ومؤسسته الأمنية في حالة حيرة.
القصة بدأت صبيحة يوم الجمعة الماضية، حين وجد عامل نظافة في بلدية رام الله، حقيبة بداخلها جهاز كمبيوتر محمول "لاب توب" وثلاثة أجهزة خليوية مغلقة، وثلاث بطاقات هوية شخصية، موضوعة بعناية بجوار حاوية نفايات.
الشرطة الفلسطينية اتصلت بالعائلات الثلاثة وأبلغتهم بأن عليهم التوجه إلى المقر لتسلم الأغراض الشخصية لأبنائهم، وتقديم بلاغ عن اختفائهم، وهو ما تم.
هنا بدأت القصة، عائلات الشبان الثلاثة اتصلت بأبنائها، ليجيب عليهم عامل النظافة، الذي أبلغهم بما حصل، وهنا بدأ القلق يعتري العائلات التي لا تعلم حتى اللحظة أين ذهب الشبان.
مساء الخميس الماضي، اتصل الصيدلاني باسل محمود الأعرج (33 عاماً) من قرية الولجة قرب بيت لحم بوالدته، وأخبرها أنه سيغلق هاتفه لأنه سيقوم برفقة أصدقائه برحلة تخييم، ومذ ذاك الوقت لم يظهر.
عند الخامسة صباح الجمعة، تلقت والدة الشاب محمد عبد الله حرب (23 عاماً) من جنين وتخرج منذ عام من كلية الهندسة في جامعة بيرزيت، رسالة نصية من نجلها يقول فيها "أريد أن أختلي بنفسي لأسبوع أو أسبوعين، ربما أغلق حسابي على فيسبوك، فلا تقلقوا".
ومنذ ذلك الحين اختفى حرب، والذي يعمل والده قاض في محكمة جنين، ولا يعلم أحد أين ذهب محمد، فاختفى عن الأنظار، ولم يظهر له أثر.
هيثم السياج (19 عاماً) من الخليل، توارى عن الانظار نهائيا مع الشابين الاخرين.
حالة قلق لا تزال تعتري العائلات الثلاث، والتي لا تعرف بعد مصير أبنائها، فقامت بابلاغ الأمن الفلسطيني، والذي بدأ بالتحقيق منذ يوم السبت المنصرم، إلا أنه لم يصل لطرف خيط بعد.
فالتحقيقات التي أجراها الأمن الفلسطيني أكدت أن الشبان غير معتقلين لدى جيش الاحتلال، كما أنهم لم يغادروا البلاد عبر الأردن، فأسماءؤهم غير موجودة لدى الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي أو الأردني، وهو ما زاد الشكوك أكثر.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الشبان الثلاثة يقطنون في شقة سكنية في ضاحية رام الله التحتا، وقامت قوى الأمن بعمليات بحث وتفتيش فيها بعد إصدار التصاريح اللازمة لذلك، فوجدت الباب الرئيسي مفتوحاً، والمفتاح موجود في الداخل.
أما الشقة فكانت مرتبة بطريقة غير عادية، وتم إزالة شبكة الانترنت المتصلة بالمنزل، فكان الترتيب والتنظيف غير العادي يثير الشبهات أكثر.
الصورة الأخيرة أظهرت الشبان الثلاثة في مطعم في ضاحية رام الله التحتا، وهم يتناولون طعام العشاء ليلاً، ثم غاب ثلاثتهم عن الأنظار.
ويؤكد القاضي عبد الله حرب أنه تلقى اتصالاً من الشرطة يخبرونه بالعثور على مقتنيات متعلقة بالشبان الثلاثة، الهويات الشخصية، وهواتف محمولة، وجهاز حاسبوب "لابتوب"، ظهر يوم الجمعة الماضية.
ويشير القاضي حرب إلى أنه لا مبرر يستدعي اختفاء نجله محمد، والذي يتدرب منذ تخرجه في مكتب هندسي، وحصل مؤخراً على فرصة للعمل في شركة روابي، ولكنه لم يبدأ العمل بعد.
ويؤكد القاضي حرب أن السلطة ومن خلال الارتباط العسكري والمدني تواصلوا مع الجانب الإسرائيلي، والذي أكد عدم علمه بأية معلومات عن الشبان الثلاثة، كما تواصلنا مع إدارة المعابر، التي أكدت أن أي منهم لم يغادر أرض الوطن.
كل الأجهزة الأمنية تبحث عن الشبان الثلاثة، وحتى جيش الاحتلال هو الآخر بدأ بعملية بحث واستخبارات لمعرفة أين ذهبوا.
مدير العلاقات العامة والاعلام بشرطة محافظة رام الله والبيرة، المقدم عاهد حساين، أكد ان الشرطة تقوم بدورها بالبحث عن الشبان، إلا أنه شدد على أن القضية يحظر التصريح بها في الوقت الحالي، بانتظار اكتمال كافة إجراءات التحقيق، لكنه رفض أن يسميهم مختفين أو مفقودين.
المؤسسة الأمنية تعمل منذ يوم الجمعة الماضية على البحث والفحص والتدقيق، ولكنها ترفض الإدلاء بأية تصريح للصحفيين حتى الوصول إلى معلومات دقيقة، ولكنها على اتصال مع العائلات، وحتى مع الأصدقاء.
الأمن الفلسطيني يتواصل بشكل دائم مع الأمن الإسرائيلي وحتى الأردني، من أجل الوصول إلى طرف خيط يوصل إلى الشبان الثلاثة، الذين اختفوا بشكل غريب ومريب، لا سيما في ظل انتشار الاشاعات حول عملية الاختفاء.
وحذرت مصادر أمنية من التعامل مع الشائعات التي يتم تناقلها حول مصير الشبان الثلاثة وأسباب اختفائهم، مؤكدة أنها تبذل كافة الجهود للعثور عليهم في أقرب وقت ممكن.