الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف يواجه جيش الاحتلال الهبة في الضفة والقدس؟

نشر بتاريخ: 10/04/2016 ( آخر تحديث: 12/04/2016 الساعة: 13:57 )
كيف يواجه جيش الاحتلال الهبة في الضفة والقدس؟
بيت لحم- معا- يتفق معظم ضباط الجيش الاسرائيلي وقادته على التراجع الكبير في الاحداث والعمليات خلال الفترة الأخيرة، ومع ذلك فإن احدا منهم لا يستطيع القول اليوم إن هذه الاحداث أو الهبة أو الانتفاضة وصلت لنهايتها.

مراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" رافق الجيش الاسرائيلي في احدى عمليات المداهمة لمخيم الدهيشة جنوب بيت لحم قبل أيام، وفقا لما نشره الموقع اليوم الأحد، والذي جرى فيه مداهمة لمطبعة داخل المخيم وجرى مصادرة الآلات منها، واستغل الصحفي هذه الجولة للدخول في صلب نشاط الجيش الاسرائيلي ونجاحه في خفض العمليات والأحداث بوجه عام، خاصة بعد تسجيل تراجع كبير في عدد العمليات خلال الشهرين الماضيين، وسجلت أخر عملية طعن قبل أسبوعين في مدينة الخليل والتي استشهد فيها شابان فلسطينيان احدهما جرى اعدامه بعد مرور وقت على إصابته.
ويعود الصحفي للتصريح الذي صدر عن أحد كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي مع بداية الاحداث والذي قال فيه إن "الأغلبية العظمى للهجمات نابعة من الالهام لنجاح بعض العمليات المنفردة، واذا استطعنا النجاح في منع تحقيق هذه الهجمات نجاحات لمدة ثلاثة الى أربعة اسابيع، فإننا سوف ننجح في وقف موجة هذا الارهاب"، ويبدو أن ما قاله هذا الضابط بعد مرور كل هذا الوقت صحيح الى حد ما، ومع ذلك فإن احدا من قادة الجيش ولا الضباط قادرون على القول اليوم بأن الاحداث وصلت لنهايتها، ولكن يسود تفاؤل كبير لدى قادة الجيش الإسرائيلي الذين اعطوا قادة الالوية في الضفة الغربية صلاحية القيام بابتكار خطوات ميدانية تساعد وتسرع في هذا الاتجاه نحو الهدوء.

وتتلخص الخطوات التي يتبعها الجيش الاسرائيلي في اتجاهين، الأول: يتعلق بالعديد من الخطوات الميدانية المختلفة من ناحية احباط العمليات أو من ناحية خلق ظروف أفضل في المناطق التي تشهد ارتفاعا في الهجمات، والثاني يتعلق "بالتحريض" خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات "الفيسبوك".
في الاتجاة الأول يقف المراسل على ما يقوم به قائد الجيش الاسرائيلي في منطقة التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم، حيث فتح خلال الاسابيع الماضية حوارا مع العديد من اصحاب العمل او وجهاء في القرى الفلسطينية في المنطقة، وقام بفتح عدة طرق كانت مغلقة في مخيم العروب ويعمل على نقل مقبرة بلدة بيت أمر عن الشارع الرئيسي، ويسعى لتشييد ملعب كرة قدم في البلدة كي يستخدمه الاطفال، كذلك قام باعادة العديد من المعدات الثقيلة للفلسطينيين، التي صادرها الجيش الاسرائيلي بسبب استخدامها في البناء غير المرخص، الى جانب كل ذلك فإن الاعتقالات التي تجري ساهمت في تقليص الهجمات، على حد زعمه.

في جانب "التحريض" فإنه يجري ملاحقة مواقع التواصل الاجتماع والتي لها دور كبير في تنفيذ الهجمات حسب تقديرات الجيش، وهناك محرضون رئيسيون لهم دور فعال وكبير خاصة أن ما يقارب مليون ونصف فلسطيني اغلبهم ذكور نشيطون على هذه المواقع، ورصدت اسرائيل كثافة لهذا النشاط في ساعات الليل والتي تمتد حتى الساعة الثانية فجرا.

هذه الملاحقة والمتابعة استطاع الجيش الإسرائيلي من خلالها اعتقال أحد أبرز المحرضين من مدينة حلحلول، وبعد الاعتقال يدعي الجيش أن "التحريض" تراجع، كذلك فإنه جرى مصادرة الالات من مطبعة في مخيم الدهيشة كونها تقوم بطباعة مواد تحريضية "بوسترات"، ويجري الوقوف على كل صورة أو منشور يتم نشره على الفيسبوك، ويتم اعتقال "المحرضين" على تنفيذ العمليات ووضعهم في السجن من 6 شهور الى سنة.

ويضيف أن المجتمع المحلي الفلسطيني له دور أيضا في تراجع الهجمات الى جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فقد قام العديد من الشخصيات في بعض المناطق بدعوة الشبان لوقف الهجمات، ويضرب مثلا على ذلك ما جرى في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، عندما فرض الجيش الاسرائيلي حصار على البلدة لمدة اسبوع أثر تنفيذ شابين من البلدة عملية طعن على مدخل مستوطنة "ارائيل"، حيث اجتمع الاهالي في البلدة وطلبوا من الشبان وقف هذه الاعمال وكذلك الحال جرى في بلدة قباطية، وما تقوم به الأجهزة الأمنية الفلسطينية من متابعة لطلاب المدارس والذي يصل احيانا لتفتيش حقائبهم المدرسية بحثا عن سكاكين، ساهم في تراجع العمليات والهجمات خلال الشهرين الأخيرين.