الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الحبس المنزلي- 4 فتية يسلمون أنفسهم لسجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 10/04/2016 ( آخر تحديث: 11/04/2016 الساعة: 00:08 )
بعد الحبس المنزلي- 4 فتية يسلمون أنفسهم لسجون الاحتلال
القدس- معا- ينتقل أربعة فتية، اليوم الإثنين، من مرحلة الى أخرى، يودعون طفولتهم، وينتقلون إلى حبس فعلي بعد حبسهم المنزلي، ليس بإرادتهم يكبرون ولم يختاروا أن يصبحوا في خانة الكبار فالاحتلال فرض عليهم أن يكبروا وأن يعيشوا حياة الأسر في سجون لا تعرف أي معنى للإنسانية أو الطفولة.

بخطوات متثاقلة سلّم أربعة فتية مقدسيين وهم: محمد تايه (17 عاماً) ويزن أيوب (16 عاماً) مراد علقم (15 عاماً) وزيد الطويل (17 عاماً)، أنفسهم لإدارة سجن الرملة ليقضوا محكوميتهم التي تتراوح بين عام و3 أعوام، وهم ضمن 10 فتية وأطفال من حي بيت حنينا شمال القدس، اعتقلوا أواخر شهر حزيران العام الماضي، وبعد أسبوعين من الاحتجاز في أقبية التحقيق وغرف المسكوبية أفرج عنهم بكفالات مالية وبشرط الحبس المنزلي، وصدر قرار بحبسهم الفعلي الشهر الماضي، وبقرار من محكمة الاحتلال وبعد 9 أشهر بالحبس المنزلي فرض على الفتية الأربعة تسليم أنفسهم لقضاء محكوميتهم، في حين سيسلم بقية الفتية أنفسهم للسجن بعد عدة أيام.

الفتى علقم حكم بالسجن الفعلي لمدة 36 شهراً ما يعادل الـ 3 أعوام، وتايه والطويل حكما بالسجن الفعلي لمدة 28 شهراً ما يعادل عامين و4 أشهر، ويزن أيوب لمدة 14 شهرا ما مجموعه عام وشهرين، وقبل تسليم الفتية أنفسهم للسجان وخلال فحص أوراقهم بدت عليهم مظاهر القلق واضحة.

وقال الفتية في لقاء معهم:" نحن أجبرنا على تسليم أنفسنا، يوم أمس ودعنا العائلة والأصدقاء واليوم نسلم أنفسنا للاحتلال، لا نعلم ماذا ينتظرنا داخل سجونه، نعيش في قلق وفي حزن لوداع الاهل وفراقهم."

وأضاف الأطفال:" ان السجن الفعلي أهون من الحبس المنزلي الذي فرض علينا لمدة 9 أشهر متتالية، حرمنا من الذهاب الى المدرسة، من العاب، ومن الاجتماع مع العائلة والأصدقاء، حرمنا من الذهاب الى الطبيب للعلاج، من الذهاب الى البقالة أو التسوق كباقي الفتية والأطفال، ومنعنا من الوقوف أمام باب منزلنا، وفترة الحبس المنزلي لا تحسب من مدة الحكم الفعلي."

أما عائلات الأطفال، فقد أكدوا أنهم عاشوا أصعب اللحظات عند تسليم أبنائهم للسجان، لكنهم اضطروا لذلك بقرار من الاحتلال، آملين أن تنتهي مدة حكمهم وعودة أبنائهم الى حياتهم الطبيعة.

ولفتت العائلات، إلى ان الاحتلال وطوال الأشهر الماضية تعمد اقتحام منازل الفتية والتأكد من وجودهم داخل الحبس المنزلي وعدم "الاخلال بشروط الإفراج"، وأوضح أبو زيد الطويل انه وبعد الحكم على الفتية شهر آذار الماضي، انتهى الحبس المنزلي المفروض عليهم لحين تسليم أنفسهم، الا ان الاحتلال اقتحم منازل الفتية وسلمهم استدعاءات للتحقيق وفرض عليهم الحبس المنزلي مجددا، في ملاحقة واضحة لهم."

129 طفلاً مقدسياً في سجون الاحتلال

أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أوضح لوكالة معا، أن 400 طفلاً فلسطينياً يقبع في سجون الاحتلال، منهم 129 أسيرا مقدسيا بينهم 5 اناث، و6 أطفال دون 14 عاما ويحتجزون في مراكز خاصة أشبه بالسجون، موضحا أن الأسرى الأطفال يقبعون في سجون مجدو، وأوفيك، والمسكوبية، أما الفتيات القاصرات يقبعن في سجن الشارون.

وأكد أبو عصب أن الاحتلال صعد من استهداف الأطفال والفتية المقدسيين منذ شهر تشرين أول-أكتوبر الماضي، من خلال اعتقالهم وزيادة وتشديد الأحكام المفروضة عليهم وفرض الغرامات المالية عليهم، إضافة الى تحويلهم للحبس الإداري، أو الافراج عنهم بشرط الحبس المنزلي المفتوح، أو إبعادهم عن منازلهم.

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الأحكام والقيود المشددة على الأطفال المقدسيين كسر إرادتهم.

وحول تسليم أربعة فتية أنفسهم لقضاء حكمهم، قال أبو عصب:" إن الفتية العشرة من حي بيت حنينا، تعرضوا للتنكيل والضرب خلال الاعتقال من قبل وحدة المستعربين والقوات الخاصة، وبعد التحقيق معهم "بتهمة القاء الحجارة باتجاه مركبات المستوطنين" حولوا الى الحبس المنزلي المفتوح، حرموا خلاله من أبسط حقوقهم، "حق التعليم والعلاج والحركة".

وأضاف أن الإحتلال يسعى من خلال فرض الحكم المنزلي على المقدسيين، الى تحويل المنازل الى سجون والآباء الى سجانين، مما ينعكس سلبا على نفسية الفتية وتصرفاتهم.

متابعة: ميسا أبو غزالة