بيت لحم -معا- اختتم مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة الأسبوع الوطني السابع لمراقبة الطيور وتحجيلها، الذي دُشن بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، فيما أنهى فعاليات يوم البيئة الوطني في عدة محافظات.
جنين: محطة موسمية
ففي مرج ابن عامر بجنين، دشن المركز أول محطة موسمية لمراقبة الطيور وتحجيلها، وامتدت بين آذار الماضي ونيسان الحالي.
وعكف باحثو "التعليم البيئي" على رصد ومراقبة ودراسة طيور المرج، واستطاعوا تسجيل 75 نوعًا مختلفًا من الطيور، التي تزين سماء المنطقة، فيما جرى تحجيل 21 نوعًا من الطيور أبرزها الحجل الأسودـ وهازجة سافي، والفر، وجشنة الشجر، والكروان الصحراوي.
ووفق المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، وهو أول خبير عربي يحصل على الشهادة الدولية للتحجيل، فإن المحطة تتبعت تحجيل الطيور، ودراسة الطفيليات فيها، وتحديد الاتجاهات التي تسلكها الطيور في هجرتها.
وأضاف: لطبيعة المرج المميزة، فقد شكلت المنطقة موقعًا مهما للدراسة التي نفذها باحثو المركز ومتطوعوه بمشاركة البرفيسور شمسواف بوسيه رئيس منظمة الطيور الأوروبية SEEN، والمختصة في طفيليات الطيور الدكتورة إيزابيل جونت.
يُفصّل عوض: التحجيل علم له تقاليده العلمية والبحثية، والأمر لا يتصل بهواية أو تعبئة وقت فراغ، وفيه نمسك الطائر بشباك خاصة تحافظ على سلامته، ثم نقيس طول أجنحته، ووزنه، ودهونه، وجنسه، وتفاصيل أخرى، ونضع حلقة معدنية في رجله، تتضمن اسم فلسطين ومركز التعليم البيئي، والرقم المتسلسل، وندون ذلك في سجل بيانات خاص، ثُم نُعيد إطلاقه ثانية.
يتابع: ركزنا في محطة مرج ابن عامر، وهي الرابعة للمركز بعد بيت جالا الدائمة، وأريحا وطولكرم الموسميتين على دراسة الطفيليات التي تشارك الطيور المهاجرة أجسادها، وفحصنا فرص نقل هذه الكائنات لما تحمله إلى الأحياء الأخرى.
يضيف: "ما فعلناه تشريح الطيور النافقة التي تأتي من شتاء أفريقيا إلى مواطن تكاثرها في القارة الأوروبية، وفهم العلاقة بين طفيلياتها، عبر فحصها في مختبرات علمية، والربط بين ما نتوصل إليه من نتائج والمحيط البيئي للطيور."
واستنادًا إلى عوض، الذي أصدر عام 2009 كتاب طيور فلسطين، فإن فحص تحديد الاتجاه يتم من خلال وضع الطيور في إطار من الشبك لعشر دقائق، ومن ثم يجري جمع المعلومات عن وجهته، والربط بين الأنواع المتشابهة من الطيور ومقارنتها بنتائج مماثلة تجري بالتزامن في محطة الأزرق في الأردن وأخرى في مصر.
وأفاد الباحث في المركز مهد خير إن النتائج التي حصل عليها المركز من المحطة الجديدة، والتي لم تشهد المنطقة تجربة مماثلة لها جيدة، وسيعاد افتتاح المحطة في موسم الهجرة الخريفية في أيلول المقبل؛ لإكمال نتائج موسم الهجرة الراهن، الذي تزامن وفعاليات الأسبوع السابع لمراقبة الطيور وتحجيلها، التي تنفذ بالشراكة بين "التعليم البيئي" وسلطة جودة البيئة، وللأسف تشهد المنطقة تعديات كبيرة كإلقاء النفايات العشوائية ورمي جيف الحيوانات النافقة، وحرق المخلفات، وتدمير وحرق موائل الطيور كالقصب في مجرى وادي المقطع.
لقاء تلفزيوني
وفي جنين أيضا، أطلق المركز بالتعاون مع "جودة البيئة" وتلفزيون فلسطين مباشر حلقة تلفزيونية في مقر محافظة جنين، بمشاركة مساعد المحافظ م.منصور السعدي، ومدير "جودة البيئة" م.عبد المنعم شهاب، والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، ناقشت التحديات البيئية في جنين وسلطت الضوء على دلالات الأسبوع الوطني السابع لمراقبة الطيور وتحجيلها، الذي تنقل بين بيت لحم وجنين، وبحضور ممثلي مؤسسات رسمية وطلبة منتدى الإعلام البيئي (ندى) من الجامعة الأمريكية.
وقال السعدي في الحوار، الذي قدمه الإعلامي عبد الباسط خلف، إن الأوضاع البيئية في المحافظة تغيرت للأفضل بعد إنشاء السلطة الوطنية، وانتهت مكبات النفايات العشوائية، التي كانت تنتشر وتسبب الكثير من الضرر البيئي، وتم تجميعها في "زهرة الفنجان" التي تمتد على مسافة 950 دونماً، وتستوعب نفايات محافظات مجاورة.
وذكر أبو شهاب أن التحديات البيئية العديدة تنبع في معظمها من غياب الثقافة الخضراء، والتعديات التي ينفذها مواطنون ضد عناصر التنوع الحيوي، الأمر الذي يستدعي بذل المزيد من الجهود لتغيره، وتفعيل الشرطة البيئية.
وأشار عوض إلى أن "التعليم البيئي" الذي تأسس قبل 30 سنة اهتم بتطوير الوعي البيئي بالعمل مع فئات مختلفة في مقدمتها الأطفال. وتطرق إلى رسالة أسابيع الطيور التي تسعى إلى الحفاظ على موائل الطيور، ومراجعة السلوك في الصيد الجائر، والاستخدام المفرط للكيماويات.
وقدم الحضور مداخلات وتساؤلات حول الزحف العمراني المدمر على الأراضي الزراعية وسبل وضع حد له، وزراعة التبغ، والمفاحم، والكسارات، والنفايات العشوائية وغيرها من تهديدات وتحديات.
قلقيلية: حوار أخضر
وفي قلقيلية، نظم المركز بالتعاون مع بلدية قلقيلية محاضرة حول التنوع الحيوي في فلسطين، شملت عرض مشاهد تظهر سحر الطبيعة، إضافة إلى أفلام قصيرة عن النفايات وتلوث الهواء.
وشارك في الورشة التي عقدت في حديقة الحيوانات بالمدينة ناشطات المنتدى النسوي البيئي وطالبات من مدرسة رأس عطية، أعقبها حوار مع رواد الحديقة حول النفايات التي يتركها بعض الزوار في الأماكن العامة داخل الحديقة.
وقالت مسؤولة السياحة في الحديقة نهاية عفانة إن الحوارات الخضراء التي فتحها المشاركون في الورشة مع عينة من الزوار، أثبتت أهمية تنفيذ أنشطة توعوية دائمة لأهمية البيئة والحفاظ على سلامتها.
بيت لحم: نقاش مرئي
وفي بيت لحم، نفذ حوار تلفزيوني مباشر حول التنوع الحيوي وتحجيل الطيور، بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني في مقر المركز، شارك فيه مدير التنوع الحيوي في "جودة البيئة" محمد محاسنة، ومنسقة شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية عبير البطمة، ومسؤولة الأنشطة في "التعليم البيئي" جوان عياد، إضافة إلى معلمين وأعضاء نواد بيئة وأعضاء من المنتديات نسوية ومهتمين.
وسرد محاسنة التحديات التي تواجه التنوع الحيوي في فلسطين ودور "جودة البيئة" في تطبيق القوانين والتشريعات الخضراء، وأهمية اعتماد يوم للبيئة خاص بفلسطين، عدا عن انضمام فلسطين لمعاهدات واتفاقات دولية، وجهود السلطة في إنشاء الشرطة الخضراء.
ودعت البطمة إلى المزيد من الجهود الخضراء لحماية كنوز فلسطين الطبيعية، وتكريس المواطنة البيئية، موضحة عمل الشبكة وأهدافها، ودعمها لإعلان يوم وطني خاص بالبيئة الفلسطينية.
فيما لخصت عيّاد مسيرة "التعليم البيئي" الذي انطلق قبل 30 سنة، ويستهدف اليوم الأطفال والطلبة والنساء والمعلمين. موضحة أهمية إصدار تشريعات خاصة بحماية التنوع الحيوي، وفرض حظر 5 سنوات على الصيد، وتنفيذ مسح شامل للتنوع الحيوي.
واستقبلت حديقة المركز طلبة من مدرسة الكاثوليك، وتعرفوا على مفاهيم التوازن الطبيعي والسلسلة الغذائية والمكافحة البيولوجية، واستمعوا إلى شرح حول الأشجار الأصلية كالقطلب والعوسج والبطم الفلسطيني ولمسوا الفرق بين بيئة الأشجار الأصلية المُحاطة بالأزهار والنباتات البرية وبيئة الأشجار الدخيلة كالسرو والصنوبر القاحلة. وشاهدوا طرق تحجيل الطيور مع الباحث ميشيل فرهود، وأموّا متحف التاريخ الطبيعي.
رام الله: هوية وطنية ونشاط شبابي
وفي رام الله، نظمَ المركز ورشة عمل لطلبة الرجاء اللوثرية والمستقبل، ناقشت الهوية الوطنية، وتضمنت مشهدًا مسرحيًا حول التمسك بمكونات الهوية الوطنية والتراث والعادات والتقاليد.
وقدمت المشرفة عيّاد عرضًا حول معنى الهُوية الوطنية وتاريخها ومكوناتها التي تتبلور في الوطن والدين والثقافة وأولى المبادرات لها في مؤتمر حيفا سنة 1920. وشهد النشاط فعالية ثقافية حول والعادات والتقاليد والأغاني الشعبية والأطباق التراثية وعلاقتها بالبيئة والأرض، ثم غرسوا عشرات الأشجار في حديقة المدرسة.
وفي قرية الشباب بكفر نعمة بمحافظة رام الله، التابعة لمركز شارك الشبابي، شارك "التعليم البيئي" بفعالية جمعت 50 متطوعًا في ذكرى يوم الأرض على مدار يومين، واشتملت أنشطة رياضة ومسارات بيئية ومشي صباحي وتقليم أشجار، وفقرات عمل جماعي وذكاء ومنافسة، وثبت المشاركون أعمدة خشبية للألعاب والنشاطات.
وقال المدير التنفيذي لـ" شارك" بدر زماعرة إن قرية الشباب تعتبر أحد مشاريع المنتدى، وهي مقامة على مساحة 35 دونما، واستقبلت منذ تأسيسها ما يزيد على ألفي شاب وشابة، وتسعى هذا العام الوصول إلى ألف مشارك عبر برنامج "تحدي فلسطين" والمخيمات الصيفية والبيئية.
وفي سياق متصل، واصلت حديقة المركز ومحطة تحجيل الطيور فيها ومتحفها استقبال الطلبة من مدرسة زهور فلسطين، وقسم العلوم في جامعة الخليل، ومدارسة الهدى بالقدس، والكاثوليك في بيت لحم، والنادي البيئي من قرية الأطفال، إضافة لزوار من الولايات المتحدة وبريطانيا.
بيت لحم: فنون التدوير
ونفذَ مكتب التربية في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية و"التعليم البيئي" ورشة عمل بعنوان " فن إعادة التدوير" مع الفنان روس من اسكتلندا بالتعاون مؤسسة القطان بمشاركة 13 مُعلما من مشرفي الأندية البيئية في المدارس اللوثرية والمدارس الأُخرى.
وافتتح عوض الورشة، وأكد أن دمج البيئة في سياق الفن للمعلمين، يساهم في حل تحدي النفايات الصلبة التي تشوه البيئة وتفرز تداعيات خطيرة جراء حرقها ورميها العشوائي وما تسببه من روائح وانبعاثات.
وقال الفنان روس إن أهمية إعادة التدوير تكمن في التقليل من النفايات الصلبة والحفاظ على البيئة والتشجيع على الفنون الجميلة التي تفتح فرص الإبداع والخيال للطلاب. كما نستطيع صناعة أشياء ثمينة من النفايات لنستخدمها يوميًا ونعتز بصناعتها.
وعرض روس نماذج من أعماله، التي نفذها ببلدان العالم، وشملت صورًا لأفكار إعادة التدوير كالكراسي المصنوعة من الكراتين المُستعملة، وأبراج الزينة المصنوعة من قناني البلاستيك المُستعملة، والحقائب المصنوعة من النايلون المُمزق وغيرها. وشرح للمُعلمين كيفية صنعها وجودتها. وانتقل المعلمون للتطبيق العملي ضمن مجموعات، وقدموا نماذج لسلات ملونة مزينة صنعت من الجرائد، إضافة لأطباق وأشكال هندسية وتحف من خامات بلاستيكية وورقية مستعملة. واُختتمت الورشة بعرض النماذج وتبادل الخبرات بين المعلمين.
وذكرت المعلمتان كريستين أبو سعدى وميس غوالي من مدرسة طاليثا قومي إن الورشة جمعت بين الطبيعة الخضراء والإبداع والترابط الاجتماعي بين المعلمين. وأكدتا أن أهميتها تكمن في ننقل ما تعلمناه من مهارات تجمع الفن بالبيئة إلى طلابنا.
وفي بيت لحم أيضا، نفذ المركز وهيئة التوجيه السياسي والوطني محاضرة لمنتسبي الأمن الوطني ناقشت أهمية الحفاظ على البيئة، بمشاركة 30 منتسبًا، وأطلقت مبادرة لزراعة أشتال بالتعاون مع الأمن الوطني ووزارة الزراعة، وجرى غرس أشجار في مدرسة مريم العذراء، بمشاركة مختلف المؤسسات. كما نظمت حملة غرس للأشتال في مدرستي تل الربيع وخلايل اللوز، ومحاضرة لطلبة من مدرسة مراح حول أهمية الحفاظ على البيئة.
وقال مدير العلاقات العامة في الهيئة سامي صلاحات إن الفعاليات المشتركة مع "التعليم البيئي" تسعى إلى رفع وتعزيز الوعي البيئي لمؤسسات الأمن الوطني في المحافظة، وتستهدف مجموعة مدارس.