الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"فيصل الحسيني" تحتفل باختتام برنامج تطوير مجموعة من مدارس القدس

نشر بتاريخ: 11/04/2016 ( آخر تحديث: 12/04/2016 الساعة: 00:00 )
"فيصل الحسيني" تحتفل باختتام برنامج تطوير مجموعة من مدارس القدس
القدس- معا- اختتمت مؤسسة فيصل الحسيني، وشركاؤها والمستفيدون من خدماتها وممولوها، أعمالَ أحد مشاريعها "برنامج التطوير الشامل في المدارس"، وذلك خلال حفل اقيم في مسرح الحكواتي بعد ظهر اليوم الحادي عشر من نيسان. خدم برنامج التطوير الشامل 27 مدرسة بشكل مباشر ما بين الفترة من ايلول 2011 وحتى نيسان 2016، كما وفر برنامج أرشفة ربط إلكتروني ليخدم مدريرية التربية والتعليم في القدس و43 مدرسة تابع لها. مول البرنامج ضمن منحة تحت عنوان " مساندة التعليم في القدس" والتي جاءت بإشراف من مؤسسة التعاون وبتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي – الكويت.

بلغت قيمة البرنامج 2,511,659 دولار ، وجهت لخدمة 27 مدرسة في مجال أومجالات يغطيها برنامج التطوير الشامل وخدمت فئة أوأكثر من فئات المجتمع المدرسي. رؤية البرنامج بشكل أساسي هي إنشاء جيل قادر على اتخاذ قراراته بناء على التفكير الناقد والبحث العلمي وقادر عن التعبير عن ذاته ضمن بيئة تتعامل مع الطلبة كمواطنين منتمين واعين لحقوقهم ومدافعين عنها، وممارسين لواجباتهم، ويتمتعون بمحيط فكري يحترم التعددية ويتقبل الاختلاف. وقد شمل البرنامج مشاريع عدة استهدفت تدريب الطلبة واالطواقم المدرسية من معلمين/ت وإداريين/ات. تناولت التدريبات للفئة الاخيرة: أساليب التعليم، والإدارة التربوية، وتدريبات في مجال التوعية في حقوق الطفل وصعوبات التعلم، واستخدام الحاسوب واللوح التفاعلي، والتدريب في مجال البحث العلمي. وتناولت المشاريع الخاصة بالطلبة: مسابقات القراءة وأندية البحث العلمي في العلوم الطبيعية والأدبية والاجتماعية، ومساقات خاصة بتركيب وتحريك الربوتات واستخدامها في حل المشكلات، وحصص في مجال الفنون التشكيلية والدبكة الشعبية. شمل هذا البرنامج كذلك، تقديم خدمات وبرامج تقنية/ إلكترونية متعددة كبرنامج الربط الإلكتروني الذي ساهم في تطوير برنامج أرشيف محوسب وتعاملات مدرسية محوسبة تربط مكتب مديرية التربية والتعليم في القدس بالمدارس التابعة له وعددها 43 مدرسة، وتتيح الفرصة لحفظ البيانات وتجميعهاوتصنيفها بشكل منظم وسريع. هذا وقد تزامن مع كل ذلك تنفيذ مشاريع ترميم وتطوير للبيئات المدرسية وتوفير اجهزة وادوات تعليمية للمدارسالمحتاجة والحاضنة لمثل هذه الأنشطة وغيرها.

كما نتج عن البرنامج أربعة أدلة هدفت إلى تعميم التجربة التدريبية الى باقي مدارس فلسطين. وجاءت الادلة في مواضيع اللغة العربية والبحث العلمي في العلوم الاجتماعية والدستور المدرسي والوساطة الطلابية. وقدد عممت هذه الادلة ضمن ورشات تعريفية حضرها 874 معلم ومعلمة في محافظات القدس ورام الله ونابلس وأريحا وبيت لحم والخليل. وتناول دليل اللغة العربية بعنوان " على مدارج الكتابة" والذي ألفه الدكتور موسى خوري الكتابة الوظيفية، فيما تناول دليل البحث العلمي الذي طوره الدكتور يحيى حجازي أليات وتفاصيل تطوير بحث علمي في العلوم الاجتماعية، وتناول دليل الدستور المدرسي الذي طوره الأستاذ جواد دويك، كيفية تطوير دستور مدرسي بشكل تشاركي ما بين الطلبة والأهالي والمعلمين والادراة المدرسية. فيما تناول دليل الوساطة الطلابية الذي طوره ايضا الأستاذ جواد دويك، كيفية تطوير لجان وساطة طلابية داخل المدارس. وتتوفر كافة هذه الأدلة على موقع مؤسسة فيصل الحسيني الالكتروني http://www.fhfpal.org.

وقد حضر الحفل ممثلين عن المدارس المستفيدة وعن مجموعة من المؤسسات ذات العلاقة. وأضاء الحفل عبر كلمات المتحدثين الرئيسين وكلمات مجموعة من المستفيدين من المعلمين والطلبة وفلمين وثائقيين على أهم جوانب هذا البرنامج ورؤيته ورسالته.

وقد تحدث عبد القادر الحسيني رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني حول حلم المؤسسة بتطوير جيل قادر على التفكير الناقد، وعلى استخدام معطيات البحث العلمي في اتخاذ قراراته. وشرح سعي المؤسسة في كيفية الوصول الى حلمها هذا عبر التركيز على تعليم فهم المقروء والكتابة والتفكير والبحث والانتاج الادبي. وأضاف أن المؤسسة تقوم بعمل شمولي يحترم حقوق الطفل للوصول تدريجيا إلى تحقيق حلمها.
وحول توجه المؤسسة هذا أضاف قائلا: " يعطي هذا التوجه ثقلا لموضوع حقوق الطفل، فيطرحه منطلقا لتعرف الادارات المدرسية على مواطن ضعفها. وعنوانا للبحث عن الحلول المناسبة لضمان بيئة حقوقية امنة تشجع على التعبير والاستكشاف والاإبداع. وفي الإطار نفسه يركز التوجه على أهمية فهم عالم الطفل، وأهمية التنبه الى الذكاءات المتعددة للبشر وبالتالي ضرورة تنويع أساليب التدريس. وإلى واقع صعوبات التعلم التي تعرقل مسيرة عدد كبير من الطلاب وبالتالي ضرورة معالجة الموضوع من جوانبه المختلفة نفسيا وأكاديميا وإدراكيا.

فيما تحدثت الدكتورة تفيدة الجرباوي المديرة العامة لمؤسسة التعاون حول الإهتمام الخاص الذي توليه مؤسسة التعاون في دعم المسيرة التعليمية كونها ترى أن تطوير التعليم له الأولية في بناء مستقبلنا . وذكرت ان مؤسسة التعاون تهدف الى خلق جيل قيادي يحافظ على ثقافته وانتمائه وهويته الفلسطينية العربية، كما تحدثت عن اهمية خلق جيل باحث مفكر. وأـشارت الى ان ميزانية مشروع مساندة التعليم في القدس بلغت اكثر من اربعة ملايين دولار، تم تنفيذ جزء منها من خلال هذا التعاون مع مؤسسة فيصل الحسيني. كما نوهت ان الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي – الكويت قد خصص 50 مليون دولارا لمدعم دينة القدس. كما شكرت المعلين والمعلمات ووجهت لهم تحية خاصة مقدرة عاليا جهودهم.

وركز الأستاذ سمير جبريل مدير مديرية التربية والتعليم في القدس في كلمته على علاقة الشراكة الحقيقية مع مؤسسة فيصل الحسيني، والتي تعتز المديرية بها وتعتمد عليها في عدد من القضايا. كما تحدث حول أهمية برنامج التطوير الشامل الذي ارتكز الى جعل الطالب المحور الأساسي في العملية التعليمة، وإلى تحسين عملية التعليم من خلال البحث العلمي، وهو النهج الذي تعمل الوزارة على تعزيزه الآن. كما ذكر ان المشروع ركز على بناء شخصيات الطلبة من خلال تعريفهم بحقوقهم ومن خلال تطوير معارفهم وثقافتهم عبر مشاريع البرنامج الثقافية. ومن جهة أخرى تحدث الأستاذ سمير حول التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في القدس ذاكرا النقص في الصفوف التعليمية والذي بلغ أكثر من 1200 غرفة صغيىة، في حين بلغ التسرب المدرسي ما نسبته 13% ، وذكّر بمعاناة المعلمين والطلبة في ظل وجود الحواجز التي تعيق حركتهم. كما تحدث عن محاولات الاحتلال فرض المنهاج المحرف على المدارس، ومحاولة فرض عطلة الربيع بهدف خلخلة موعد التوجيهي، الى جانب محاولاتهم تشجيع المدارس التي تتلقى ميزانياتها من البلدية ووزارة المعارف تبني الممنهاج الإسرائيلي عبر رفع ميزانيتها إن فعلت.

وتحدث وزير شؤون القدس معالي المهندس عدنان الحسيني حول الخناق الذي يفرضه الاحتلال على مدينة القدس، وذكر أهمية العمل على تربية جيل واع ومنتم. وأكد أنه رغم كل الصعوبات والضغوطات التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين والجيل الجديد تحديدا إلا أن صمودهم وإرادتهم قوية. وشكر مؤسسة فيصل الحسيني ومؤسسة التعاون على جهودهم أملا إستمرار هذه الجهود في دعم مدينة القدس.

فيما ركزت معلمة اللغة العربية الأستاذة سماح ناصر الدين في كلمها على التدريبات التي تمت والتي وفق ما ذكرت " تهدف إلى الوصول بالمتلقي العادي لأن يصبح مفكرا مبدعا، وبالمعلم التقليدي لأن يصبح منتجا خلّاقا، ليصب كل هذا في فلك الإبداع والتغيير"، كما اوضحت اثر هذه التدريبات على الطلبة قائلة: " قد بدا نتاج هذه الورشات العملية: جماعية وفردية، جليا على الطالبات، فخلق لديهن شغف بالعربية، وقدرة أوسع على فهم المقروء، وحس أعمق في تلمس مواطن الجمال، ودقة أكبر في تنظيم الأفكار، ورصفها في عبارات وفقرات؛ ليصلن في النهاية مع التدريب المستمر لكتابة مقالة منظمة ذات هدف واضح وتقسيمات صحيحة."

وتحدثت معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة المطران حول تجربتها التدريبية ضمن المشروع، وشرحت حول التدريب الذي تلقته قائلة : " كان التركيز في هذه الورشات على تطوير مهارات الطلاب في الكتابة وفهم المقروء في اللغة الانجليزية، بالإضافة الى تنمية وتعزيز هذه المهارات لدى الطلاب من أجل خلق جيل واع يفهم ما يقرأ ولديه القدرة على الكتابة بشكل صحيح، إذ أن مهارات الكتابة والقراءة هي من المهارات الأساسية في اللغة الانجليزية والتي يفتقر اليها، للأسف الشديد، معظم طلاب مدارسنا في القدس، وبالتالي يعاني منها طلاب هذه المدارس بشكل كبير عند تخرجهم من المدارس والتحاقهم بالجامعات.

وتحدثت المعلمة نفين سدر عن تجربتها التدريبية في مجال تعليم الرياضيات، ولفتت الى اهمية عدد من المواضيع التي يجب التركيز عليها وتطويرها.

وأدخلت المعلمة مرفت نجدي من خلال كلمتها مزيدا من التوعية حول طلبة صعوبات التعلم وصور دعمهم الادراكية والاكاديمية والنفسية، وأهمية وكيفية العمل معهم. ووضحت تأثير البرنامج على الطالبات حيث اضافت: " عمل هذا كله على توفير بيئة تربوية داخل الصف. حيث ساعد الطالبات على تجاوز عسر التعلم ورفع مستوى تحصيلهن الأكاديمي وتعديل السلوك لديهن."

وتحدثت الطالبة شهد ابو طير من مدرسة دار الطفل العربي حول مشاركتها في مشاريع مسابقة القراءة والروبوتات وجائزة فيصل الحسيني للشباب ضمن البرنامج. فيما تحدثت الطالبة نور علوي عن مشاركتها في برنامج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية وكيفية تأهيل هذا البرنامج للطلبة في دخول المرحلة الجامعية.

واختتم الحفل بتكريم المدارس المشاركة في برامج المشروع التدريبية وبتكريم خاص لمؤسسة التعاون والصندوق العربيي للانماء الاقتصادي والاجتماعي – الكويت.