رام الله- معا- حذرت وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، من دعوة ما يسمى بـ(مجلس المستوطنات في الضفة الغربية والحي اليهودي في الخليل)، للمشاركة في المهرجان المركزي لانطلاق فعاليات (الاحتفال بمرور خمسين عاما على تحرير "قلب أرض إسرائيل" يهودا والسامرة والقدس)، والذي ينظم في الـ25 من نيسان الجاري في ساحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وقالت في بيان صادر عنها بهذا الخصوص، إن مثل هذه الدعوات الصادرة عن مجلس المستوطنات المعروف بمواقفه وشراسته في نشر ثقافة الكراهية والعداء والعنصرية تجاه الفلسطينيين، لا بد وأن يدق ناقوس الخطر الحقيقي في عواصم الدول كافة، وفي مقرات الأمم المتحدة وهيئاتها المسؤولة عن حماية السلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي الشعور بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه إزاء حالة الجمود الراهنة في عملية السلام، والتدهور الخطير في الأوضاع في ساحة الصراع، وتدعوه إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في لجم المخاطر المتعاظمة لسياسات حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعلى إرادة السلام الدولية، والحل التفاوضي للصراع، وعلى حل الدولتين.
ومن المقرر أن يشارك في المهرجان عشرات الحاخامات المتطرفين، ووزراء في حكومة نتنياهو وأعضاء كنيست من مختلف الأطياف الحزبية في إسرائيل، بالإضافة إلى رؤساء ما يسمى بـ(المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية). ووفقا لمخطط القائمين على تلك الفعاليات (ستتواصل الاحتفالات حتى العام 2017 بحيث تتزامن مع مرور خمسين عاما على حرب الأيام الستة، ومرور مئة عام على وعد بلفور).
وتضمن البيان المرفق للدعوة، عبارات تحريضية تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وتدعي أن: (شعب إسرائيل لا يمكن أن يكون شعبا محتلا في أرضه).
وأدانت "الخارجية" بأشد العبارات هذه الدعوة الاستفزازية، وأكدت أن الجهة المنظمة لها هي نفس الجهة التي تقود حملات التحشيد لاقتحام الحرم القدسي الشريف، وتقديم (القرابين) أمام المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي، وهي ذاتها التي تقود حملات الاستيلاء على تلال الضفة الغربية، وتقيم بؤرا ونقاطا استيطانية عليها لصالح غلاة المستوطنين المتطرفين، لتشكل قواعد انطلاق لتنفيذ جرائمهم وأعمالهم الارهابية بحق الفلسطينيين، كما يحدث حاليا في إعادة بناء البؤرة الاستيطانية على أراضي قرية جالود شرق نابلس، بالإضافة إلى حملات تهويد القدس وبلداتها المحيطة التي تنظمها وتشرف عليها جمعيات استيطانية تنتمي لنفس الجهة. وأوضحت أن هذه الجهات مجتمعة تعمل تحت سقف اليمين المتطرف والتيار الصهيوني الديني المتطرف، وتحظى بدعم وتمويل وحماية من الائتلاف الحاكم في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو.
وأكدت "الخارجية" في بيانها أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة وجوده الوطني والإنساني في مواجهة هذه العقلية والأيديولوجية المتطرفة، التي باتت تهدد بعنصريتها وإرهابها وظلاميتها ليس فقط الشعب الفلسطيني إنما المجتمع الإسرائيلي أيضا.