أيلول الأسود من نوع آخر ...قرى الخاص و النعمان يتهددها الجدار بالاندثار
نشر بتاريخ: 24/09/2005 ( آخر تحديث: 24/09/2005 الساعة: 18:37 )
بيت لحم-معا- افاد معهد الابحاث التطبيقية - القدس (أريج) عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتسليم أهالي قرى الخاص و النعمان الواقعة شرق مدينة بيت ساحور أوامر عسكرية في مطلع شهر أيلول 2005 تتعلق بمسار جدار الفصل الجاثم على أراضي القريتين, و ذلك بهدف إنشاء معبر تجاري و طرق أخرى لاستعمالات مدنية و تجارية و عسكرية. وقد جاءت أوامر الجيش الإسرائيلي تحت مسمى "لأغراض عسكرية" و حملت الأرقام (156-5-T) (155-5-T) (154-5-T).
و تأتي الأوامر العسكرية الإسرائيلية بهدف السيطرة على أراضي فلسطينية جديدة تضاف الى مخطط جدار الفصل العنصري الذي يجري العمل على بناءه في المنطقة. و تجدر الإشارة هنا الى أن الجرافات الإسرائيلية قد بدأت العمل بمنطقة المعبر قبل عدة أشهر من إصدارها للأوامر العسكرية.
و طبقا للأوامر العسكرية الصادرة, سوف يتم بناء معبر تجاري محاذي لمسار الجدار في المنطقة الواقعة ما بين قريتي الخاص و النعمان و ذلك بحسب الأمر العسكري رقم (155-5-T) ليصبح منطقة تبادل تجارية ما بين المحافظات الجنوبية و الشمالية في الضفة الغربية و نقطة نقل بضائع تجارية ما بين المحافظات الجنوبية و إسرائيل. و بموجب هذا الامر العسكري الإسرائيلي سيتم مصادرة 30 دونم من الأراضي الزراعية لأجل إقامة المعبر التجاري.
كما تهدف الأوامر العسكرية المتبقية إلى إنشاء مسارات و طرق جديدة لأهالي قريتا الخاص و النعمان و التي ستؤدي الى تغيير المعالم الجغرافية و إرساء واقع جديد يتماشى و المخططات الاستعمارية الإسرائيلية, حيث قضى الأمر العسكري الإسرائيلي رقم ((154-5-T بمصادرة ما مساحته 9 دونمات من أراضي قرية النعمان الزراعية بهدف بناء طريق بديل بطول 262 متر لربط الشارع المؤدي للقرية بمسار الجدار القائم حاليا. و هنا تجدر الإشارة بأن الطريق الجديد سيكون بمثابة جزء من طريق آخر سيتم إنشاءه في مرحلة استكمال بناء الجدار حتى يصل لموقع بناء المستوطنتين الإسرائيليتين المخطط بنائهما في المنطقة الواقعة ما بين مستوطنة أبو غنيم و قرية النعمان. و بحسب المخطط الإسرائيلي المقترح من بلدية القدس (المخطط الهيكلي للقدس (2000, سوف يتم بناء مستوطنتين جديدتين في المنطقة المذكورة سابقا على ما مساحته 1080 دونم من الأراضي الزراعية الفلسطينية. و هنا تجدر الإشارة بأن أهالي قرية النعمان كانوا قد تسلموا أمرا عسكريا إسرائيليا تحت رقم (52-5) بتاريخ 17/8/2005 إشعارا ببناء طريق جديد الى الشمال من قرية النعمان يصل إلى مستوطنة أبو غنيم (هار هوما) و الذي قد تم بدء العمل فيه على أراضي القرية.
هذا و يشار إلى أن مخطط الطريق إلى مستوطنة أبو غنيم هو جزء من ما يعرف بمخطط الطوق الشرقي و التي أعلنت إسرائيل عن الشروع بالعمل فيه في العام 1996. و يهدف مخطط الطوق الشرقي الى وصل مستوطنات القدس الجنوبية بالشمالية ليصل مناطق الساحل الغربي لإسرائيل. هذا و يشار إلى أن مسار جدار الفصل في قريتا الخاص و النعمان سيعزل 9 منازل فلسطينية من جهاتها الشمالية و الغربية و الجنوبية فيها سيقوم الطريق الالتفافي بإغلاق المتنفس الوحيد لهذه المنازل من الجانب الشرقي.
هذا و تسعى إسرائيل أيضا من خلال الأمر العسكري رقم (156-5-T) و الى مصادرة 4 دونمات من أراضي قريتا الخاص و النعمان لبناء طريق يصل المنازل التسعة المعزولة خلف الجدار و وصل الطريق الرئيسية إلى المعبر التجاري المزمع بناءه على أراضي القرية. و هنا يجدر القول بأن المنازل التسعة المعزولة لن يتسنى لها الاتصال بمراكز القرى المحيطة إلا من خلال خروجها إلى الطريق الرئيسي أي بعد المرور على حاجز عسكري إسرائيلي مما يؤكد بأن الهدف الرئيسي لشق الطريق هو خدمة الأهداف الإسرائيلية و ليس التخفيف عن أصحاب المنازل الفلسطينية المحاصرة. ويشير المخطط الإسرائيلي إلى وجود مخطط لبناء معسكر إسرائيلي غرب قرى الخاص و النعمان بمساحة 84 دونم و ذلك بدل المعسكر الحالي الموجود جنوب شرق مدينة بيت ساحور و المعروف باسم معسكر "عش الغراب" و الذي تسعى إسرائيل الى نقله إلى الموقع الجديد خلف الجدار. هذا و قد بلغت مساحة الأراضي التي تم مصادرتها بهدف بناء جدار الفصل في مناطق قرى الخاص و النعمان منذ الإعلان عن البدء ببناء جدار الفصل في العام 2002 إلى 283 دونم و بطول 3.4 كيلومتر.
و أخيراً تجدر الإشارة بأن معبر مزموريا التجاري هو أحد المعابر التجارية العشرة التي تم الإعلان عنها في الصحف الإسرائيلية و هي: معبر حسم تصهوب شمال غور الاردن و معبر الجلمة شمال محافظة جنين, معبر شعار افرايم في طولكرم, معبر بيتونيا و معبر قلنديا في رام الله, معبر شعفاط ومعبر الزعيم في القدس, معبر حاجز رقم 300 شمال بيت لحم و معبر ترقوميا غرب مدينة الخليل. و يشار هنا بأن 4 من تلك المعابر المذكورة و هي حسم تصهوب, الجلمة, شعار أفرايم, و ترقوميا تقع على الخط الأخضر بينما تقع المعابر الأخرى على مسار الجدار المعروف باسم غلاف القدس. هذا و قد انتقدت جهات دولية تمويلية مشروع المعابر الإسرائيلية منها البنك الدولي و خاصة معبري مزموريا و بيتونيا لتواجدها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة الأمر الذي أدى إلى تجميد مشاريع التمويل لتلك المعابر مما دعى إسرائيل إلى مراجعة مواقع المعابر ذات موضوع الخلاف و دراسة إمكانية إلغائها, غير أن التاريخ الإسرائيلي و السياسة الإسرائيلية تشير إلى تفضيل إسرائيل سياسة فرض الأمر الواقع لتنفيذ مأربها كما حدث و يحدث في عمليات الاستيطان و تغيير الواقع الجغرافي و الديموغرافي للأراضي الفلسطينية.