سياسيون فلسطينيون يحذرون من التنازل في انابوليس ويدعون الى عودة الحوار الفلسطيني على اسس متينة
نشر بتاريخ: 08/11/2007 ( آخر تحديث: 08/11/2007 الساعة: 13:15 )
غزة- معا- نظم مكتب المنظمات المهنية التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ندوة سياسية حاشدة في قاعة الهلال الأحمر بغزة، وبحضور جمع غفير من القيادات السياسية والشعبية والأكاديميين والمثقفين.
شارك فيها عدد من قادة العمل الوطني والإسلامي, وأدار الندوة الاستاذ بجامعة الاقصى سمير أبو مدللة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طارحاً مجموعة من التساؤلات بأن مؤتمر أنابوليس استحقاق سياسي ومعركة سياسية كبيرة، إما أن يفتح الباب لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وصولاً إلى حلول سياسية شاملة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، أو ممكن أن يكون اجتماع للعلاقات العامة دون أن يفتح على مفاوضات جدية وشاملة.
وأكد أن مواجهة المؤتمر تتطلب وحدة وطنية ومواجهة حالة الانقسام المدمر وموقف عربي موحد فاعل وضاغط على الإدارة الأمريكية.
وتساءل إذا كانت المؤتمرات التي تمت الدعوة لها في غزة ستخدم إعادة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، أم تزيد الانقسام انقساماً. وتساءل عن الجهود للوصول إلى حوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة.
صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تحدث قائلاً "إن جولة رايس الأخيرة تمخض عنها تشكيل لجنة ثلاثية فلسطينية - أمريكية لبحث تطبيق الالتزامات الواردة في المرحلة الأولى لخارطة الطريق، وهي ذات طبيعة أمنية، وهو ما يعني أولوية الأمن الإسرائيلي كما صرحت بذلك ليفني وكما تسير عليه السياسة الأمريكية, وبدلاً من أن يكون السلام وإنهاء الاحتلال هو السبيل لتحقيق الأمن، تنقلب الآية وتعطل التحضيرات الجدية لنجاح مؤتمر أنابوليس".
وأضاف "أن رايس اقترحت في جولتها الأخيرة تشكيل لجنة فلسطينية إسرائيلية لصياغة خطوط عامة يستند إليها البيان الذي سيصدر عن مؤتمر الخريف، وليس بيان أو وثيقة مشتركة للحل مستندة إلى قرارات الشرعية الدولية وتشكل أساس لتسوية الصراع".
وقال زيدان "إن الاجتماع الدولي في أنابوليس ما زال معرضاً للتحول إلى لقاء للعلاقات العامة والصور ومحاولات التطبيع العربي الإسرائيلي والضغط للنزول بسقف الموقف الفلسطيني وتغير مرجعيات المفاوضات المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية, وأن هناك عدم جدية دولية لتسوية الصراع، وهذا ما يؤكده استمرار العدوان والحصار ومصادرة الأراضي وبناء جدار الفصل".
وأكد أن مواجهة الاستحقاقات السياسية لمؤتمر أنابوليس يتطلب معالجة نقاط الضعف واستعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل مرجعية وطنية عليا للمفاوضات والرقابة على الوفود التفاوضية.
وأضاف "أن المستفيد الأساسي من حالة الانقسام الفلسطيني المدمرة هو العدو الإسرائيلي والخاسر الأكبر هو شعبنا".
وقال زيدان "إن الإصرار على عقد المجلس التشريعي يعمق الانقسام في الشارع الفلسطيني، وطالب مراجعة هذه الخطوة موجهاً تحياته إلى النواب الأسرى في سجون الاحتلال".
ودعا زيدان إلى حوار وطني شامل قائلا: "أن مفتاح الحوار هو تراجع حركة حماس عن نتائج الحسم العسكري في حزيران والعودة إلى طاولة الحوار".
بدوره تحدث هشام عبد الرازق عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قائلا: "إن الفلسطينيين يعانون منذ فترة من السياسة الأمريكية واصطفافها إلى جانب الموقف الإسرائيلي، وأن موقف الولايات المتحدة من مؤتمر الخريف أن توطد حالة من الهدوء في المنطقة لتنفيذ مصالحها، وأكد أنه لا يوجد موقف عربي موحد لمواجهة مؤتمر الخريف. مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية ليس بمقدورها أن تدفع ثمناً لعملية السلام، بأن تذهب لعملية سياسية جادة".
وأضاف عبد الرازق أن الموقف الفلسطيني أكثر انقساماً مما يجعل الحالة الفلسطينية غير قادرة على الحركة، وعدم تحقيق أي إنجاز سياسي خلال هذه المرحلة, ودعا إلى العودة إلى طاولة الحوار الفلسطيني والوصول إلى قواسم مشتركة بعد أن تتخلى حماس عما أقدمت عليه.
وتحدث د. رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مؤكداً أن لقاء الخريف لم يصب في المصلحة الوطنية وخطر على الحاضر والمستقبل ويجب البحث عن بديل وطني. وأن كوندليزا رايس تنطلق للوصول الآن إلى حل يحافظ على أمن إسرائيل وأن نتيجة اللقاء خسارة للشعب الفلسطيني، وأن مرجعية مؤتمر الخريف سيكون خارطة الطريق التي تعطي تدخلات في الوضع الفلسطيني وعليها الكثير من التحفظات من قبل إسرائيل. داعياً حماس إلى التراجع عن الحسم العسكري في قطاع غزة. وضرورة العودة إلى الحوار على أساس وثيقة الوفاق الوطني. مؤكداً أن المساس بمنظمة التحرير هو جريمة، مطالباً بضرورة إصلاح مؤسساتها، وداعياً حماس إذا كان هناك جدية من أجل المصالحة أن يبذلوا جهد وتنازلات من أجل وقف إنهاك المجتمع.
بدوره تحدث خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي مؤكداً أن مؤتمر الخريف هو محطة تصفية للقضية الفلسطينية وأن أي تحرك سياسي هو في وجه المشروع الأمريكي وليس في وجه الجانب الفلسطيني. وأن أسباب الدعوة للمؤتمر تكمن في الأزمة الأمريكية وهزيمة إسرائيل في لبنان. وأن مقدمات المؤتمر ضعيفة وممكن أن تكون محطة للتطبيع مع بعض الدول العربية، داعياً الجانب الفلسطيني إلى عدم الذهاب إلى المؤتمر أو تقديم أية تنازلات سياسية.
وأكد على ضرورة حوار وطني لإنهاء الانقسام ونتائجه الكارثية وأن الخطوة الأولى تبدأ بالمصالحة الوطنية داعياً إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ثم تقدم الحضور بالعديد من المداخلات والنقاش والتوصيات.