نشر بتاريخ: 14/04/2016 ( آخر تحديث: 14/04/2016 الساعة: 10:12 )
غزة-معا- أوصت دراسة بحثية بتوظيف استخدام الهواتف الذكية ووسائل التكنولوجيا الحديثة في تعميق التواصل الأسري والاجتماعي وزيادة التحصيل الدراسي في فلسطين بشرط الاستخدام الرشيد، وذلك بخلاف النظرة المجتمعية التقليدية السائدة التي ترى أن التقنية الحديثة تولد المشكلات السلوكية التي تقتل العلاقات الأسرية وتؤدي إلى تراجع التحصيل الدراسي والانسحاب الاجتماعي.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة، للباحثة وسام يوسف أبو منديل، بعنوان "المشكلات السلوكية وعلاقتها بالتواصل الأسري للمراهقين مستخدمي الهواتف الذكية من وجهة نظر الوالدين"، والتي بموجبها منحت لها درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم المكونة من: الدكتور/ أسامة المزيني مشرفاً ورئيساً، والدكتور/ نبيل دخان مناقشاً داخلياً، والدكتور/ نعمات حمدان مناقشاً خارجياً.
وهدفت الدِّراسة إلى التَّعرف على المشكلات السُّلوكية وعلاقتها بالتَّواصل الأسريِّ للمراهقين مستخدمي الهواتف الذَّكية من وجهة نظر الوالديْن، وقد تكوَّنت عينة الدِّراسة الفعلية من (408) من والديِّ المراهقين تمَّ اختيارهم بطريقةٍ عشوائيةٍ، وقد استجاب أفراد الدراسة لاستمارة استبيان قياس المشكلات السلوكية أُعدت لتحقيق أهداف الدراسة بأبعادها الثلاث (النَّفسية، الاجتماعية، الدِّراسية).
وأشارت الدراسة إلى أن الهواتف الذكية سلاح ذو حدين، فمن الممكن استثمارها في ظل تنامي اعتماد المراهقين على الهواتف الذكية في الكثير من أمور حياتهم اليومية، وأيضاً في مواكبة الثورة التكنولوجية والتعلم عن بعد، وذلك بالتأكيد لا يسبب الإدمان وإنما يساعد في التنمية الذاتية للمراهق وتعزيز علاقته بالأسرة وزيادة دافعيته وتوفير الوقت والجهد عليه وعلى المعلم وولي الأمر.
لكن إذا أُخطِئ استعمالها فإنها تفتح الباب على مصراعيه لأخطار الإنترنت، وهنا تكون المشكلات السلوكية، خاصة عندما لا يفارق الهاتف يد المراهق، عندئذ تزيد من عزلة المراهق وتؤدي إلى تفكك الأسرة المعرّضة للصمت أو الخرس الأسري، فضلاً عن إدمان المراهق للألعاب الإلكترونية أو انحرافه إلى المواقع الإباحية.
ودعت الدراسة الآباء والأمهات توعية أبنائهم ومراقبتهم دون أن يشعروا، حتى لا ينجرفوا إلى آفات الإنترنت، وبحسب ما تنصح الدراسة، يجب التنبه إلى مراقبة الوقت الذي يقضيه المراهقون في استخدام الهواتف الذكية والذي لا بد أن لا يتجاوز في أي حال من الأحوال ثلاث ساعات يومياً.