محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 14/04/2016 ( آخر تحديث: 14/04/2016 الساعة: 22:36 )
بقلم : صادق الخضور
معالم المحترفين من حيث القمة تتضح، ومن حيث القاع تزداد غموضا وتعقيدا، والجولة القادمة حاسمة بكل المقاييس، وفريقا دورا وهلال القدس في مواجهة بعضهما، والفائز سيتجاوز مؤقتا حمّى القلق الذي لن يبارح أيا منهما إلا بعد أن يضع الدوري أوزاره، والسموع في دوامة الخطر فقد تراجع في الإياب بشكل غريب، ومن باب المفارقات أن تكون خمس فرق في مهب الريح.
العميد يحسم الدوري مبكرا رغم طول الانتظار
ثلاثون عاما والجماهير تنتظر، انتظار لم يثن الهمة ولم يفتّ في عضد العميد، والحكاية التي توجّت بنهاية سعيدة في الموسم الحالي شاهدا على عمل نوعي طال أركان المنظومة كلها.
جماهير تفاعلت وأسكنت حب فريقها ثنايا الوريد، وكان من بينها باسل شهيد، صبرت وانتظرت بفارغ الصبر وتحلّت بصبر أيوب وبركات شيخ مشجعيها "أبو أيوب"، وكان البحث عن اللقب المقترن بالبهاء الجميل حاضرا في أهازيج بهاء وجميل، والقائمة تطول وتطول، وجماهير العميد ولجانه ثابرت واجتهدت.
تعاقدات مدروسة، ووفرةٌ في كل المراكز والخيارات، وتطلعات اقترنت دوما بما هو آت، فكان أنْ تداخلت خبرة بعض اللاعبين بالطموح والتميز الفردي، فجاء الإنجاز جماعيا.
العميد عن اللقب لا يحيد، واللقب خليلي بامتياز، والإنجاز يؤسس لمزيد من الإنجاز، فالعميد حافظ على تنامي أعداد جماهيره، فدقّت له طبول الفوز بعد أن رقّت له قلوب مؤازريه من مختلف مدن الوطن، وجاء التتويج ليحمل معه بشائر مرحلة يتوخاها الأنصار بداية لمرحلة جديدة من معانقة الألقاب التي لم تخل منها خزائن العميد في آخر خمس سنوات، لكن للقب المحترفين مذاقا مختلفا ورونقا خاصا، هذا ما حكم العمل، فمبارك للعميد، وكل التقدير لجهود أبنائه.
العميد عاد من بعيد ليكون كل لاعب فيه قائدا لأوركسترا عزفت نشيد النجاح، فدان له اللقب عن طيب خاطر، قبل جولات ثلاث من عمر الدوري، فمبارك لكل عميدي عشق التحدي، فثابر واجتهد.
لإدارة العميد، ولجهازه الفني ولجماهيره وللجانه ولكل مناصريه نبارك، ونأمل ألا يغيب عن البال أن ما تحقق مهم، لكن الجماهير بانتظار الأهم، والأهم مواصلة الدوران في فلك الإنجاز، والانطلاق نحو فضاء آسيوي منتظر.
الأهلي والغزلان.. واستعادة الاتزان
هي خبرةٌ تتراكم وطموحٌ يتعاظم، وفوز الغزلان وتعادل الأهلي، كلاهما بنكهة الفوز، والمشاركة تجاوزت مجرد طموح المشاركة وباتت مشاركة من أجل الطموح، وفيما تبقى من جولات من عمر المشاركة، نتأمل الأفضل.
وبانتظار أن تعود جماهير الأهلي لتسند فريقها في ملعب دورا، واعتبار ما كان من مشاحنة سابقة بين الفريقين سحابة عابرة، وملعب دورا الذي عودنا على الترحاب بالوافدين حتى من خارج فلسطين قادر على أن يشكل إسنادا لفرق فلسطين.
فمن ذاك الملعب تحديدا، جاء فوز الغزلان الذي أبدع وأمتع، والفوز كان منقوصا من ألق الجماهير المطالبة بالعودة سريعا لمساندة الفريق الذي لطالما طربت جماهيره على صدى البطولات، وإذا لم تتواجد الجماهير خلف فريقها وقت الحاجة، فمتى؟!
فوز الغزلان وتعادل الأهلي، شهادة اعتزاز بكوادرنا التدريبية من الوطن، وكل التقدير للكابتن عبد الفتاح عرار، وللكابتن أيمن صندوقة، فكلاهما أبدع، وأقنع.
مبارك للمركز الكرمي
عودة طال انتظارها، صحيح أن فترة الابتعاد لا تتجاوز بضع سنوات، لكن فراق الأعزّة عزيز وصعب، هذا ما كان مع المركز الكرمي الملقّب بالسمران، فالفريق عاد للمحترفين، ونجمه فادي سليم واصل حضوره، ومدربه مصطفى كنعان قدّم أوراق اعتمادا مدربا طامحا واثقا.
عاد المركز، وتأهل قبل جولتين على انتهاء الاحتراف الجزئي، وفي خضم التأهل حاز على لقب الصدارة وبطاقة التأهل، ولقب الهداف عبر لاعبه المبدع محمد ناطور، ونقترح أن يستحدث الاتحاد جائزة اللاعب المنتمي لتكون من نصيب فادي سليم الذي وظّف خبرته لصالح فريقه، فلعب بروح الشاب اليافع، وأن تكون الجائزة في المواسم القادمة ثابتا من الثوابت التي يتم اعتمادها تحت مسمّى" جائزة فادي سليم للاعب الأكثر انتماء"، فاللاعب يستحق التكريم لا في موسم واحد بل عبر آلية تستحضر عطاءه في المواسم المقبلة.
مبارك للمركز الكرمي، ولجماهيره ، ولعشاقه، وبانتظار ديربي كرمي في قادم المواسم.