الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في يوم الأسير: جثامين الشهداء الأسرى تنتظر التحرير

نشر بتاريخ: 17/04/2016 ( آخر تحديث: 17/04/2016 الساعة: 15:52 )
في يوم الأسير: جثامين الشهداء الأسرى تنتظر التحرير
غزة- معا- معاناة أبو نبيل مسعود والدة الشهيد نبيل مسعود مستمرة منذ اثني عشر عاما فجثمانه محتجز لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2004 بعد العملية التي نفذها في ميناء أسدود. حال أبو نبيل لا يختلف عن حال 286 أسرة شهيد تتوق لاستلام جثامين شهداء التي تحتجزها إسرائيل منذ عشرات السنين.

الإجراءات الإسرائيلية بحق جثامين الشهداء قديمة، إلا أن إسرائيل تصر على تجديدها باحتجازها لعشرات الشهداء الذين سقطوا خلال الانتفاضة الحالية.

مستمر في النضال
يؤكد أبو نبيل أن الممارسات الإسرائيلية باحتجاز جثمان ابنه الشهيد أو أيا من الشهداء لن تثنيه عن النضال المستمر لاستعادة جثمان ابنه حتى اخر يوم في حياته داعيا باقي الأهالي إلى تفعيل قضية الجثامين المحتجزة بالتوجه إلى المحاكم والمؤسسات الدولي.

ويؤكد أبو نبيل أن معاناتهم مستمرة ولن تنتهي إلا بدفن الشهداء في الأراضي الفلسطينية مشددا انه مطلب وحق شرعي كأي مواطن.

واستهجن أبو نبيل الصمت والمماطلة التي تمارس بحق هذه القصية قائلا: "لا احد يتجاوب مع هذه القضية كما أن إسرائيل تماطل في التعاطي مع القضية"، مشددا انه لا توجد أي جهة تعمل على تبني الموضوع وتفعيل سواء مؤسسات حكومية او دولية وحقوقية.

ومنذ اثني عشر عاما طرق أبو نبيل جدران كافة المؤسسات إلا ان ايا منها لم يتجاوب مع القضية بينما ما زالت إسرائيل تمارس نفس الفعل.

الجثامين المحتجزة
منذ انطلاقة الهبة الجماهيرية في اكتوبر الماضي مازالت إسرائيل تحتجز 16 جثمانا لشهداء فلسطينيين إلى جانب اعتقال جثامين فلسطينين وعرب منذ عشرات السنين بلغ عددهم 286 اسم موثق لدى الحملة الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء و30 اسم آخرين لشهداء لم تكتمل بياناتهم إلى جانب شهداء تم اعتقال جثامينهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى أكد أن الاحتلال يعترف بوجود 119 جثمان وما تزال تحتجزهم تحت حجة فحص الـDNA وعدم وجود من يستقبلها أو أنها جثامين مجهولة الهوية.

وعن ظروف احتجاز هذه الجثامين أكد الوحيدي أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ما زالت ترتكب جريمة حرب باحتجاز جثامين الشهداء وهي الدولة الوحيدة التي تعاقب الإنسان بعد موته كما كانت الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب وهذا جزء من التعذيب النفسي بحق الفلسطينيين.

وقال الوحيدي:"إسرائيل أرادت أن تعيد جثامين الشهداء في قوالب ثلجية ما يعني أنها تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والنصوص التي تقضي برد الشهيد إلى ذويه وهي تكشف عن عنصريتها اتجاه جثامين الشهداء والى جانب انها تستخدم القوالب الثلجية واحتجاز الشهداء في ثلاجات التبريد إلا أنها ومنذ زمن كانوا يلفون جثامين الشهداء بجلود الخنازير ضنا منهم أن جلد الخنازير يمنع الشهيد من دخول الجنة".

احتجاز الجثامين والسجون السرية وسرقة الاعضاء
عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة أكد انه لا يمكن فصل موضوع احتجاز جثامين الشهداء عن السجون السرية والمتاجرة بأعضاء الشهداء مشددا انه هناك ترابط وثيق بين المواضيع الثلاثة.

وقال فروانة: "لذلك من نعتقد انه استشهد قد يكون مازال حيا حتى اليوم في السجون السرية ومن نعتقد انه حي في السجون السرية قد يكون قد قتل واحتجز جثمانه ومن نعتقد أن جثمانه ما زالت كما هي محتجزة تكون سرقت أعضاءه وتوجر بها".

وشدد فروانة انه لا يمكن عزل احتجاز الجثامين عن بشاعة الجريمة في قتل هؤلاء بمعنى إسرائيل في كثير من الأحيان أرادت احتجاز الجثامين من اجل إخفاء معالم الجريمة حتى تترك هذه الجثة تتحل ومن ثم تمحى شكل جريمتها في اغتيال او قتل هذا الشهيد.

اسرائيل تخشى الشهداء بعد موتهم
واشار فروانة الى أن اسرائيل تخشى الشهداء بعد موتهم لذلك فهي تلجا الى وضع شروط تعسفية خلال عمليات التسليم فهي تشترط في شكل دفنه وعدد المشيعين وشكل إعادتهم ومن الذي سيتسلم الجثمان وهذه الشروط تؤكد أنها تخشى الأموات حتى بعد استشهادهم.

كما لفت فروانة إلى أن إسرائيل تقوم باستخدام هؤلاء الشهداء كورقة للضغط والمساومة وتحتجز جثامينهم للرهان عليهم في الحصول على انجازات وصفقات التبادل.

اهتمام خجول بقضية الجثامين المحتجزة
يؤكد فروانة غياب الاهتمام الرسمي او على صعيد الفصائل في الاهتمام بقضية الجثامني المحتجزة واصفا إياه بالاهتمام الخجول ليس بمستوى هذه القضية لقناعة الفلسطيني انه حيثما دفن فذلك موطني.

ويؤكد فروانة انه على الرغم من استعادة بعض الجثامين عبر المفاوضات أو عبر المقاومة إلا أن القضية بحاجة لاهتمام اكبر عبر المفاوضات السياسية والجهود القانونية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام حتى نعيد لهؤلاء الأموات كرامتهم ويدفنون في مناطق مؤهلة حسب الديانات السماوية.

احتجاز الجثامين جريمة حرب:"
الحقوقي صلاح عبد العاطي أكد أن احتجاز جثامين الشهداء في مقابر الارقام من جرائم الحرب وجريمة ضد الإنسانية التي تواصل اسرائيل ارتكابها من خلال مماطلتها في منح السلطة الفلسطينية وعائلات الشهداء حقهم في استرداد جثامين الشهداء تحت ذرائع وحجج واهية.

وشدد عبد العاطي أن إسرائيل بممارساتها ضد جثامين الشهداء تخالف قواعد القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني لان الإنسان له كرامة في حياته وفي مماته مبينا أن النصوص الدولية تنص على ضرورة أن يمنح البشر فرصة للدفن حسب أعرافهم الثقافية والدينية وبالتالي.
وشدد عبد العاطي انه حسب القانون الدولي هذه جرائم تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال وهي جرائم موثقة لدى مؤسسات حقوق الإنسان ومطلوب سياسة واضحة من قبل دولة فلسطين لضمان محاسبة ومسائلة من خلال محكمة الجنايات الدولية والتقدم بدعاوي حول الانتهاكات الجسيمة واستخدام مبدأ القضائية الدولية ومطالبة الأطراف السامية بالقيام بدورها بالضغط على دولة الاحتلال لاحترام الاتفاقيات الدولية.


تقرير: هدية الغول