التأكيد على أهمية دور الشباب في إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية
نشر بتاريخ: 19/04/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
رام الله- معا- أشار طلبة من جامعة النجاح الوطنية خلال لقاء حواري شارك فيه 150 طالبًا وطالبة إلى أهمية دور الشباب في الأخذ بزمام المبادرة من أجل بلورة ضغط شبابي وشعبي متصاعد يقاوم ضغط جماعات مصالح الانقسام وإسرائيل ويدفع باتجاه إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لا سيما في ظل ازدياد الفجوة بين طرفي الانقسام وعدم توفر إرادة حقيقية لإنجاز الوحدة، إضافة إلى عجز الفصائل والأطراف المؤثرة عن لعب دور محوري يدفع عجلة إنهاء الانقسام.
وطالبوا طرفي الانقسام بالتنازل عن مصالحهما الفئوية في سبيل المصلحة الوطنية، والعمل على حل المشاكل التي خلقها الانقسام وتلك التي سببته وعززته، وتوفير متطلبات تحقيق الوحدة على الأرض من خلال تحقيق المصالحة المجتمعية، ووقف التحريض والتراشق الإعلامي، وتبني سياسات اقتصادية واجتماعية تراعي كافة المصالح والحقوق لتحقيق العدالة الاجتماعية، وحل المشكلات اليومية التي يواجهها الشعب في مختلف تجمعاته، خصوصًا القطاعات المهمشة والفقراء.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظّمه مركز مسارات بالتعاون مع قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح، لنقاش المسودة المقترحة لوثيقة الوحدة الوطنية.
وأدار الدكتور رائد نعيرات، رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة، النقاش بعد ترحيبه بالحضور، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يلعبه مركز مسارات باتجاه تقديم رؤية فلسطينية لإنهاء الانقسام، ومؤكدًا على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، والحفاظ على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وقال سلطان ياسين، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، إن مسودة وثيقة الوحدة تأتي ضمن برنامج دعم الحوار الفلسطينيّ، وكتتويج لحصيلة ما تم التوصل إليه من حوارات واسعة استمرت عدة سنوات، بمشاركة سياسيين ومستقلّين وفعاليّات المجتمع المدني والشباب، شملت مختلف التجمّعات الفلسطينية (الضفّة الغربية، قطاع غزة، أراضي 1948، الشتات)، كان آخرها عقد اجتماعات منفصلة في الضفة والقطاع وبيـروت والدوحة مع أكثـر من خمسين شخصيّة من قادة عدة فصائل رئيسية من داخل منظمة التحرير وخارجها، ومن الشخصيّات المستقلة والنشطاء الشباب.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الحوارية التي عُقدت في مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه بهدف مناقشة وتطوير مسودة الوثيقة بشكل تشاركي واسع.
وشدد هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، على أهمية الوحدة بوصفها ضرورة وطنية وليست خيارًا من الخيارات، وخاصة في ظل وجود عدو مشترك ومخاطر مشتركة تهدد الكل الفلسطيني، والمتمثلة في وجود مشروع صهيوني استعماري إحلالي إجلائي عنصري لا يعطي لأي فلسطيني أي عرض يمكن القبول به، وفي ظل اتجاه الرأي العام الإسرائيلي نحو التطرف كما أظهرت الممارسات والاستطلاعات الأخيرة، مؤكدًا على أن الهدف الأساسي من تحقيق الوحدة هو تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على شق مسار كفاحي باتجاه تحقيق حقوقه وأهدافه الوطنية، والمراكمة على ما تم إنجازه.
وأشار إلى أن نقطة الانطلاق في إعادة بناء الوحدة الوطنية تتمحور في تحليل جذور الانقسام وأسبابه، وتبني مقاربة تقوم على أساس معالجة مختلف الملفات بالتوافق الوطني، واستنادا إلى مبدأ التوازي ضمن عملية تدريجية وتراكمية، سواء على المستوى الوطني العام، بما يشمل التوافق على مرتكزات المشروع الوطني والعقد الاجتماعي (الميثاق الوطني) وإعادة بناء التمثيل الوطني والبرنامج السياسي، أو على مستوى السلطة ومهمات الحكومة، مع ضرورة إيلاء الاهتمام لمعالجة مشكلات وهموم مختلف القطاعات والفئات.
وقال خليل شاهين، مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات، إن هذه الوثيقة تشكل رؤية لإنهاء الانقسام تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في اتفاقات المصالحة السابقة، لا سيما من حيث أهمية الاتفاق على برنامج سياسي، مؤكدًا ضرورة التوافق على إستراتيجية شاملة تحدد الأهداف الوطنية وأشكال العمل والنضال، والاتفاق على عقد اجتماعي على أساس إجراء مصالحة تاريخية بين التيارات الفلسطينية المختلفة، الوطنية والديمقراطية والإسلامية، التي تقبل بالشراكة السياسية والتعددية، وأن يكون إنهاء الانقسام في سياق إعادة بناء الحركة الوطنية والتمثيل وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، بحيث تضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، إضافة إلى إعادة النظر في شكل السلطة ودورها ووظائفها، وإعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال والتحلل التدريجي من الالتزامات المجحفة بموجب اتفاق أوسلو وملحقاته.
ونوه إلى أهمية الاستثمار في الفضاء الجديد الذي تنشط فيه أشكال جديدة من العمل السياسي والكفاحي والمجتمعي والمبادرات الفردية والجماعية التي تتبلور خارج المنظومة السياسية التقليدية، مثل عشرات المبادرات التطوعية، وحركة مقاطعة إسرائيل، ومبادرات ولجان حق العودة، ولجان مقاومة الاستيطان، والنهوض الثقافي والأدبي الفلسطيني في الابتكارات العلمية والمسرح والرواية والسينما والفنون الشعبية، وهي أشكال من العمل السياسي والكفاحي التي من الممكن أن تسهم في إعادة تشكيل الحقل الوطني الفلسطيني.
وقدم عدد كبير من الطلاب والطالبات مداخلات واقتراحات بعضها انتقد مسودة الوثيقة، فيما قد يساهم بعضها الآخر في تطويرها، مشددين على أهمية بناء رؤية وطنية مشتركة تلتف حولها أوسع القطاعات والفئات الفلسطينية في الوطن والشتات، والانتقال من حيز المناشدات لإنهاء الانقسام على أساس العديد من اتفاقات المصالحة التي وقعت دون أن تنفذ، إلى حيز الفعل عبر آليات عمل شعبية ضاغطة لإعادة بناء الوحدة الوطنية، مع تعزيز دور الشباب في سياق هذه العملية.