متى .. ومن أين نبدأ بقلم - عبد المطلب الشريف
نشر بتاريخ: 10/11/2007 ( آخر تحديث: 10/11/2007 الساعة: 16:08 )
بيت لحم - معا - اربعة عشر عاماً مرت على تواجد اللجنة الأولمبية الفلسطينية على أرض الوطن ، وبقاء تشكيلتها على حالها دون مس أو تغيير إلاّ من انتقل الى رحمته تعالى ، وأقل من تلك السنين قليلاً مرت على تعيين أول وزير للشباب والرياضة ، توالى بعده سبعة آخرون ، البعض منهم أخذ فرصته لسنة أو سنوات في قيادة مركب الحركة الرياضية ، فيما لم يتعد نصيب البعض الآخر أشهراً أو أيام معدودات ، ورغم تعدد الأشخاص والأفكار، واختلاف الحالات ما بين التجديد والثبات ، وبعد مضى هذه السنوات الطويلة ، ها نحن نراوح مكاننا إن لم نكن تراجعنا الى الوراء ، ولم نبدأ بعد .
ومع احترامنا الشديد للأشخاص ، وتقديرنا لجهودهم أو محاولاتهم لعمل شيء ما للشباب وللرياضة الفلسطينية ، إلاّ أن أياً منهم لم يترك خلفه بصمةً واضحةً أو منجزاً مميزاً يشار له بالبنان كعامل ساهم بشكل فاعل في تطورها أو دفعها قدماً الى الأمام ، ولعل هذا التراجع والإنحدار المستمر في المستوى العام يشكل دليلاً واضحاً لا يقبل الدحض على حصة ذلك .
وإذا ما بحثنا عن اسباب هذا التراجع أو عدم التقدم على الأقل ، فسنجدها كثيرة منها المهم ومنها الأهم ، ومنها المبرر ومنها ما لا يحق لنا أن نتخذه حجة أو ندافع عنه ، ولعل أهم هذه الأسباب العمل المزاجي والإرتجالي في ظل عدم وجود خطة تنموية تطويرية محددة الزمان والمكان ، مبنية على دراسة ميدانية وأسس علمية لجميع ما يحتاجه هذا القطاع الواسع من الشباب، من منشآت وبنى تحتية ودورات تأهيلية ، كأن تكون خطة ثلاثية أو خمسية أو عشرية يتم البدء بتنفيذها وفقاً لأسس ثابتة وصحيحة ، لا تتأثر بمزاجية المسؤول أو كفاءته ، ولا ينتهي العمل بها حال إستبداله أو تغييره .
إن ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ما يتردد في أروقة السياسة الفلسطينية عن إحتمال حدوث تغيير أو تعديل وزاري جديد قد يطال وزارة الشباب والرياضة ، فيذهب أدراج الرياح ما تم البدء به من تفاعل ونشاط بنينا عليه آمالاً كبيرة ، ونعود مرة أخرى لنبدأ من جديد وفقاً لرؤيا جديدة لوزير جديد .
وإذا ما كان لذلك أن يحصل - وهذا غير مستبعد في ظل عدم الإستقرار العام الذي نعانيه - فإنني أنصح لا بل أطلب برجاء من معالي وزيرة الشباب والرياضة الأخت تهاني أبو دقه ، العمل وبشكل سريع ومن خلال ما ترسخ في ذهنها أثناء زياراتها الميدانية ولقاءاتها المتعددة مع الكوادر الرياضية في جميع المحافظات ، وما تم تدوينه في مذكرات طاقم الوزارة المرافق ، على تشكيل لجنة خاصة بإعادة صياغة هذه الإحتياجات ، ووضع خطة مناسبة على أسس سليمة وفق مدة زمنية مناسبة يتم العمل عليها بعيدا عن كل التغيرات والتناقضات ، وتكون نقطة بداية لإنطلاقنا بقوة نحو الأفضل ، فعربة التطور لا تنتظر في المحطة أحداً ، ولا بد لنا من أن نركض طويلاً لتعويض جزء مما فاتنا .